أفادت دراسة بريطانية حديثة، بأن أخذ قسط من الراحة الهادئة، لمدة 10 دقائق، بعد تعلم شيء جديد، يساعد الدماغ على تخزين التفاصيل الدقيقة، وإمكانية استعادتها بسهولة في المستقبل.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة هيريوت وات البريطانية، ونشروا نتائجها، اليوم الأحد، في دورية (Nature Scientific Reports) العلمية.
وأوضح الباحثون أن النوم والذاكرة متلازمان، حيث يساعد النوم الجيد على منع آليات النسيان في الدماغ، وتسهيل تكوين الذاكرة.
وكشفوا أنه أثناء النوم، تستريح نقاط التشابك العصبي في المخ، وتبقى مرنة، مما يحافظ على المرونة العصبية للدماغ وقدرته على التعلم.
ودرس الباحثون فاعلية أخذ قسط من الراحة الهادئة بإغماض العينين دون الدخول في نوم عميق لمدة 10 دقائق، على تذكر التفاصيل الدقيقة بعد التعلم.
وصمم الفريق اختبارًا للذاكرة لتقييم القدرة على الاحتفاظ بمعلومات دقيقة للغاية، حيث طلبوا 60 شابًا من الذكور والإناث متوسط أعمارهم 21 عامًا بالنظر إلى مجموعة من الصور.
وطلب الباحثون من المشاركين التمييز بين الصور “القديمة” وصور أخرى مماثلة، لرصد قدرة المشاركين على الاحتفاظ بفروق دقيقة جدًا بين المجموعتين.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي أخذت قسط من الراحة الهادئة لمدة 10 دقائق بعد النظر إلى الصور، استطاعت بين ذلك رصد الاختلافات الدقيقة بين الصور المتشابهة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وقال الدكتور مايكل كريج، قائد فريق البحث إن “المجموعة التي أخذت قسطًا من الراحة ساعدها ذلك على تخزين ذكريات أكثر تفصيلاً بالمقارنة مع المجموعة التي لم ترتاح”.
وأضاف أن “هذه النتيجة الجديدة توفر أول دليل على أن فترة قصيرة من الراحة الهادئة يمكن أن تساعدنا في الاحتفاظ بذكريات أكثر تفصيلاً”.
واستطرد: “نعتقد أن الراحة الهادئة مفيدة لأنها تساعد على تقوية الذكريات الجديدة في الدماغ، ربما من خلال دعم إعادة تنشيطها تلقائيًا”.
وأشار إلي أن “الأبحاث تظهر أن أخذ قسط بسيط من الراحة بعد التعلم، يقوي الذكريات الجديدة الضعيفة من خلال إعادة تنشيط هذه الذكريات، حيث يظهر نشاط الدماغ لأول مرة أثناء التعلم مرة أخرى في الدقائق التالية لعملية التعلم”.