بعد 52 عاما على إنتاج سيارة “أناضول” محلية الصنع، سيتحول حلم تركيا في صناعة أول سيارة محلية مرة أخرى، منذ عام 1966 إلى حقيقة، وذلك عقب الإعلان عن تأسيس شركة تعاونية تضم 5 شركات تركية لهذا الغرض.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال فعالية التعريف بالسيارة المحلية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن 5 شركات ستعمل على إنتاج هذه السيارة.
والشركات الخمس هي: مجموعة “الأناضول”، و”بي إم سي”، و”كراجا القابضة”، ومجموعة “توركسيل، و”زورلو القابضة”.
ومنذ عام 2011، أعلن أردوغان حينما كان رئيسا للوزراء، بأن الوقت قد حان لكي تنتج تركيا سيارة محلية.
وإثر ذلك أعدت جمعية صناعة السيارات، تقريرا بشأن المشروع، وقدمته إلى الحكومة في 29 سبتمبر/ أيلول 2011، غير أنه تعرض لانتقادات كثيرة، ولم يرَ النور.
وتلبية لنداء أردوغان، وقعت الشركات الخمس، في نوفمبر/تشرين الثاني، بالتنسيق مع وزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا واتحاد الغرف والبورصات التركي، بروتوكول تعاون؛ لتشكيل مجموعة مشتركة لإنتاج السيارة المحلية.
وعقب التوقيع بدأت مرحلة تأسيس الشركة المشتركة، ثم بدء الدراسات والتحليلات التقنية والمالية الخاصة بالمشروع، إذ شارك اتحاد الغرف والبورصات بـ5 بالمائة من أسهم الشركة، ليكون بذلك الشريك السادس.
ويعتبر مشروع السيارة المحلية نقطة تحول مهمة بالنسبة للصناعة والتكنولوجيا التركية.
وتقول مجموعة الشركات القائمة على المشروع بأنها ستصمم السيارة وفقا لآراء وتطلعات الشعب التركي، حيث تُجري دراسة واسعة في عموم البلاد حول آراء المواطنين في هذا الشأن.
ومن المنتظر أن يُعلن أردوغان، اسم مدير الشركة المشتركة، ثم التوقيع عن بروتوكول تأسيسها، على أن تباشر في المرحلة المقبلة العمل على تصميم السيارة وشعارها وماركتها، ومن ثم البدء بإنتاج نموذجها الأولي.
وتخطط الشركة لطرح 5 نماذج من السيارة في الأسواق، على أن تكون 3 منها قائمة على نفس الهيكل.
وكان أردوغان قال خلال التعريف بمشروع السيارة: “ننتظر من شركاء المشروع الإسراع في مرحلة التحضير واستكمال النموذج لغاية 2019 على أقصى تقدير، والبدء بالإنتاج التسلسلي عام 2021”.
جدير بالذكر أن رجل الأعمال التركي الراحل وهبي كوتش، أنتج أول سيارة تركية محلية الصنع بالكامل عام 1966، واعتبرت الخطوة الصناعية الأهم في تركيا خلال تلك الفترة.
وآنذاك، استُطلعت آراء الأتراك بخصوص مقترحات اسم السيارة؛ إذ جاءت أسماء “أناضولو”، و”أناضول”، و”كوتش” في المقدمة.
وبعد اجتماعات عديدة وقع الاختيار على اسم “أناضول”، وتم البدء الفعلي بإنتاج أول سيارة تركية في تاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 1966.
وأُنتجت السيارة في معامل شركة “أوتوسان” المساهمة لصناعة السيارات التي أسسها كوتش؛ لتكون بذلك السيارة المحلية الأولى والوحيدة التي كان لها إنتاج متسلسل.
وقال بيرنار ناهوم، أحد مؤسسي الشركة: “سيارة أناضول لعبت دورا كبيرا في وقت كانت فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى سيارة محلية”.
وأضاف: “لو لم يتم إطلاق مشروع أناضول، ربما كانت صناعة السيارات في تركيا ستتأخر زمنا طويلا”.
كما فاز سائق السيارات التركي، رينج كوجيبي، بواسطة سيارة أناضول في سباق “رالي تراقيا الأول” عام 1968.
وشاركت السيارة في العام ذاته، بمعرض للسيارات نُظم في لندن.
وحتى إيقاف إنتاجها عام 1984، تم طرح 93 ألفا و188 مركبة من “أناضول”، 62 ألفا و923 من نوع السيارات العادية، و30 ألفا و265 من طراز “بيك آب”.
تجدر الإشارة، إلى أن أول سيارة محلية صُنعت في تركيا هي “دفريم” (ثورة)، على أيدي مهندسين وعمال أتراك عام 1961، وتم إنتاج أربع سيارات منها فقط.
الاناضول