انقطع بث القنوات التلفزيونية التابعة لشبكة “بي إن” القطرية عن آلاف المشاهدين في الإمارات، السبت 2 يونيو/حزيران 2018، فيما تقترب الذكرى السنوية الأولى للأزمة الدبلوماسية بين الدوحة وجاراتها الإمارات والسعودية والبحرين، بالإضافة إلى مصر.
وأعلنت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”، التي تعرض القنوات القطرية في الإمارات، أن شبكة “بي إن” هي التي حجبت البث.
وأعلنت “دو” في بيان على موقعها الإلكتروني “نأسف لإعلان أن زبائننا غير قادرين مؤقتاً على مشاهدة قنوات وباقات بي إن سبورتس، بسبب قرار صادر عن شبكة بي إن سبورتس”.
في المقابل لم يَصدر أي ردٍّ من إدرة شبكة قنوات “بي إن” القطرية على هذا الانقطاع لقنواتها بالإمارات.
ويأتي حجب قنوات “بي إن” أمس السبت، في خضم أزمة سياسية وإعلان الشبكة أن قنواتها تتعرَّض للقرصنة في المنطقة، وأن قناة اسمها “بي أوت كيو” تبث محتوى قنواتها بطريقة غير مشروعة. وتملك شبكة “بي إن سبورتس” القطرية حقوق بث كأس العالم لكرة القدم 2018، التي تنطلق منافساتها بعد أسبوعين، وستبث كافة مبارياتها الـ64 في الشرق الأوسط والإمارات ضمناً.
وتداول محبو الرياضة في الإمارات موضوع حجب البث على شبكات التواصل الاجتماعي، لمعرفة ما الذي يحصل. وقال مصدر مطلع إن انقطاع البث سببه مفاوضات تجارية لا تزال جارية، ولا علاقة له بالتوتر السياسي أو باتهامات القرصنة. وقال المصدر إن البث سيعود حالما يتم التوصل لاتفاق حول الشروط.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر، في الخامس من يونيو/حزيران 2017، بعدما اتَّهمت الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، آخذة عليها تقربّها من إيران، التي تتهمها دول عربية بالتدخل في شؤونها. وتنفي قطر دعم أي تنظيم متطرف.
وبُعيد اندلاع الأزمة تم وقف بث قنوات “بي إن” في الإمارات، لكنها عادت في يوليو/تموز من العام الماضي 2017. و”دو” و”اتصالات” هما الشبكتان الوحيدتان اللتان تعرضان قنوات “بي إن” في الإمارات.
وطلبت شبكة “بي إن سبورتس” القطرية هذا الأسبوع من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اتخاذ إجراءات قانونية لوقف “مقرصني” بثها في المنطقة.
معاناة المجموعة بسبب القرصنة
ومنذ أغسطس/آب 2017، تعاني مجموعة قنوات beIN SPORTS تراجع عدد متابعيها ومداخيلها المالية، بسبب ظهور قناة قائمة على القرصنة تسمي نفسها beoutQ sports، تبث كل برامج المجموعة القطرية، بمقابل زهيد لا يتجاوز 107 دولارات في السنة.
القناة المزيفة هي مجرد نسخة مسروقة من beIN SPORTS، وهو اسم تم إطلاقه على مجموعة قنوات القرصنة التي تبث بشكل غير قانوني مباريات حصلت القنوات القطرية على حقوق بثها بشكل حصري.
لذلك، قررت إدارة beIN SPORTS، قبل 3 أسابيع من انطلاق مونديال روسيا، دعوة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لتسليط عقوبات على القراصنة الذين يقفون وراء هذه العملية.
في حين علَّقت مجلة So Foot الفرنسية على الخبر، قائلةً: “إن المذنب في هذه الواقعة واضح ومعروف، وهو الخصم السعودي الذي يحاول تسديد ضربات تحت الحزام لقطر”. وتبث beoutQ sports برامج beIN SPORTS نفسها، ولكن مع تأخير بسيط بمقدار 10 ثوانٍ، ووضع الشعار المزيف مكان الأصلي.
وقد أشارت أصابع الاتهام للمملكة العربية السعودية، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة منذ العام الماضي (2017)، إذ قال توم كيفيني، المدير العام لمجموعة beIN الإعلامية: “إن إشارة البث المسروقة يتم إرسالها عبر مزود أقمار اصطناعية يقع مقره في الرياض، وهو (عربسات)، الذي تُعتبر المملكة السعودية مالكة لحصة الأغلبية في أسهمه. وهذه العملية غير القانونية وظَّفت لها الرياض وسائل وقدرات تقنية، وموَّلتها بملايين الدولارات”. إلا أن الرياض في المقابل، تنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.
.
م.عربي بوست