رأى خبراء أتراك أن “خارطة الطريق حول منبج” والتي جرى الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وتركيا مطلع الأسبوع الحالي، تعتبر انتصارًا دبلوماسيًا لأنقرة على الساحة الدولية.
وقال الأستاذ في جامعة الثقافة بإسطنبول الدكتور حسن كوني، إن الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو عقب محادثات في واشنطن، تضمن إخراج إرهابيي “ب ي د/ بي كا كا” من منبج (شمالي سوريا) وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وأضاف كوني أن هذا الاتفاق يعبر عن انتصارٍ للدبلوماسية التركية مثلما يعبر عن تراجع قوة الولايات المتحدة في الدفاع عن وجهة نظرها، مشيرًا أن الولايات المتحدة فضلت التخلي عن إدارة منبج لصالح الأتراك، لخلق توازن في علاقاتهم مع روسيا.
أما السفير التركي السابق أوغوز جليك قول، فقال إن التطورات في منبج، ينبغي اعتبارها جزءًا من سياسة تركية عامة في سوريا، وأن هذه الدبلوماسية، وهي جزء من سياسة عسكرية، معتبرًا الاتفاق أنه سوف يؤثر بصورة إيجابية على العلاقات التركية -الأمريكية.
وأضاف جليك قول الذي شغل منصب سفير الجمهورية التركية لدى دمشق (2000-2004) ومديرًا لدائرة الشرق الأوسط في الخارجية (2004-2005) وممثلًا خاصا في العراق (2005-2007) وسفيرًا في تل أبيب (2009-2010)، أن عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات شكلتا وجه الانتصار العسكري التركي في سوريا فيما شكل الاتفاق حول منبج وجه الانتصار الدبلوماسي.
واعتبر جليك قول، أن الاتفاق حول منبج يثبت أهمية وقوة الدبلوماسية التركية ودورها في المنطقة، ويمهد الطريق أمام إعادة أجواء الثقة بين أنقرة وواشنطن وتبديد الأجواء السلبية من أجل إقامة تعاون يستند إلى أسس متينة في سوريا.
فيما أكّد الأخصائي في السياسات الأمنية مته يارار، أن النجاح العسكري جلب معه نجاحًا دبلوماسيًا؛ وأن تركيا حرصت منذ البداية على إقناع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها سوريا.
وشدد يارار أن زيادة النشاط التركي في سوريا وكذلك العراق، وقيامها بمكافحة نشطة وأكثر فعالية لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، سوف يقلل من أوراق الضغط التي قد تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تساهم في إيجاد أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا.
والاثنين الماضي، عقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مباحثات مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن، استغرقت حوالي ساعة.
وتركزت المباحثات بشكل كبير على وضع خارطة طريق حول “منبج” شمالي سوريا لإخراج إرهابي تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” منها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية تركية.
الاناضول