توالت التقارير الصحفية الإنجليزية والإسبانية في الساعات الأخيرة، التي تفيد برغبة برشلونة في التعاقد مع النجم الدولي المصري محمد صلاح من ليفربول الإنجليزي.
وأرجعت معظم هذه التقارير، اهتمام البارسا المفاجئ بصلاح، إلى تراجع فرص النادي الكتالوني في ضم هدفه الأول خلال هذا الصيف، وهو الفرنسي أنطوان غريزمان.
وبحسب ما نقلت صحيفة “موندو ديبورتيفو” القريبة من النادي الكتالوني، فإن غريزمان يتجه للبقاء في أتلتيكو بعدما عرض عليه النادي العاصمي راتباً سنوياً فلكياً قدره 23 مليون يورو.
ويساوي هذا الراتب الضخم ما يحصل عليه كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، ما يثير التساؤلات حول مدى إمكانية أن يدفع الأتلتيكو مثل هذا المبلغ.
والحقيقة وبالنظر إلى وضع غريزمان في الفريق الأبيض والأحمر، فإنه يبدو من المقبول أن يدفع أتلتيكو هذا الراتب في سبيل أن يستمر الفتى الفرنسي في النادي.
وخاض غريزمان مع “الهنود الحمر” منذ قدومه إلى الفريق، في موسم 2014/2015، حوالي 209 مباريات سجل خلالها 112 هدفا وصنع 40 أخرى، أي أنه ساهم في 162 هدفاً لفريق يتميز في الأساس بقوته الدفاعية لا الهجومية، وهو ما يبين تأثيره الضخم على الأتلتيكو.
وتجلى ذلك التأثير الكبير، في نهائي بطولة الدوري الأوروبي هذا الموسم، الذي سجل فيه غريزمان ثنائية رائعة قادت أتلتيكو لسحق مارسيليا بثلاثية نظيفة والتتويج باللقب.
ويسعى أتلتيكو للبقاء بين كبار أوروبا في المرحلة المقبلة، بعدما كان منذ 10 سنوات لا أكثر فريقا عادياً جداً ينافس على المراكز المتوسطة في الليجا الإسبانية، وبالتأكيد فإن السبيل الأمثل لذلك هو الحفاظ بأي ثمن على أنطوان غريزمان أحد أفضل لاعبي العالم.
كما أن إدارة الأتلتيكو لا ترغب في التخلي عن جوهرتها للغريم المحلي برشلونة، لأن ذلك من شأنه أن يفجر غضباً جماهيرياً كبيراً، ومسؤولو النادي لم ينسوا بعد الانتقادات التي تعرضوا لها عندما باعوا أردا توران في وقت سابق إلى البلوغرانا.
وأثار خبر نشرته صحيفة آس الإسبانية، بأن وكيل محمد صلاح، عرض خدمات اللاعب على برشلونة، حفيظة وغضب الدوائر المحيطة بالنجم المصري، والتي رأت أن مثل هذا النبأ يعد تقليلاً من اللاعب.
ونفى بشدة مصدر قريب من صلاح، صحة ما نشرته “آس”، وكشف أن وكيلاً للاعبين معروف بحسمه العديد من الصفقات للبارسا، تواصل أمس مع رامي عباس وكيل محمد صلاح، واستطلع رأيه في إمكانية انتقال النجم المصري إلى برشلونة.
وأضاف المصدر “الوكيل الإسباني أخبر عباس بأن برشلونة على استعداد لدفع مبلغ 170 مليون يورو من أجل انتداب صلاح، تأتي على شكل 120 مليون يورو ثابتة، إضافة إلى 50 مليونًا أخرى كمتغيرات مرتبطة بأداء اللاعب مع البارسا والألقاب الفردية والجماعية التي سيحققها”.
وتابع “وكيل صلاح استفسر عن موقف نجم الفريق الأول ليونيل ميسي من الصفقة، وأكد له الوسيط الإسباني أن اللاعب الأرجنتيني يرحب بشدة بقدوم النجم المصري إلى الفريق”.
وبالنظر إلى موقف ليفربول، فإنه من غير المتوقع على الإطلاق أن يوافق النادي الأحمر على بيع “الدجاجة التي تبيض له ذهبا”.
وبتتبع سياسة النادي الأحمر في سوق الانتقالات نجد أنه يسعى لتدعيم صفوفه بصفقات من العيار الثقيل أملاً في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الغائب عنه منذ عام 1990.
فقد نجح الريدز في التعاقد مع نابي كيتا رمانة ميزان لايبزيج، وفابينيو متوسط ميدان موناكو، وبات قريبا بشدة من ضم نبيل فقير نجم ليون الفرنسي، وذلك من أجل بناء مشروع طويل للنادي يكون حجر أساسه ونجمه هو محمد صلاح.
وقدم صلاح موسماً مذهلاً مع ليفربول، ليفرض نفسه كأحد أفضل اللاعبين في العالم.
وخاض صلاح مع ليفربول 52 مباراة في 3 بطولات مختلفة (دوري الأبطال – الدوري الإنجليزي – كأس الاتحاد الإنجليزي)، بمعدل 4119 دقيقة سجل خلالها 44 هدفا وصنع 16 أخرى، وقاد الفريق للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل الخسارة من ريال مدريد.
ونجح صلاح في اقتناص العديد من الجوائز الفردية أبرزها هداف الدوري الإنجليزي برصيد 32 هدفًا (رقم قياسي)، وأفضل لاعب في إنجلترا باختيار رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة الكتاب الإنجليز ورابطة البريميرليج.
وقاد صلاح ليفربول إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا من خلال احتلال المركز الرابع برصيد 75 نقطة، حيث شارك في 36 مباراة من أصل 38 لعبها فريقه.
وعلى مستوى دوري الأبطال لعب النجم المصري 15 مباراة (13 + 2 في التصفيات التمهيدية)، وسجل 11 هدفا (10 + 1 في التصفيات).
وتبلغ قيمة صلاح السوقية حوالي 150 مليون يورو، بعدما كانت تقدر بـ 40 مليوناً فقط مع انطلاقة الموسم المنقضي.
وبجانب هذا المستوى الخيالي، فإن إدارة ليفربول تدرك جيدا أنها لو قررت بيع صلاح، فستكون العواقب وخيمة للغاية عليها أمام جماهيرها.
فجمهور الريدز لم ينس مرارة التخلي عن نجميه لويس سواريز وفيليب كوتينيو إلى برشلونة خلال الفترة الماضية، ويرى أن إدارة النادي حولته إلى “سوبر ماركت” لكبار أوروبا وبالأخص برشلونة، ولن يتساهل أو يتسامح مع هذه الإدارة لو قررت بيع نجم الفريق مجددا.
كل هذه أمور تجعل من شبه المستحيل أن يوافق ليفربول على التخلي عن صلاح حتى لو تلقى عرضا بقيمة 200 مليون يورو.
بالنظر إلى قائمة البارسا، نجد أن الأولويات تحتم أن يبحث الفريق عن تدعيم الدفاع والوسط أكثر من الهجوم.
فالخط الخلفي يعاني نقصاً عددياً للعناصر المميزة، في ظل كثرة إصابات توماس فيرمايلين وعدم اقتناع المدرب إرنستو فالفيردي بالوافد الجديد ياري مينا، وتقدم سن جيرارد بيكيه.
أما الوسط فشهد رحيل أندرياس إنييستا وتراجع مستوى سيرجيو بوسكيتس، كما ثبت أن أندريه جوميز ليس على مستوى اللعب في البارسا.
بينما يعد الهجوم أقوى خطوط الفريق بتواجد الرباعي الناري ليو ميسي وفيليب كوتينيو ولويس سواريز وعثمان ديمبلي.
وهنا يظهر السؤال “لماذا يدفع برشلونة هذا المبلغ الضخم في ضم خيار هجومي جديد بدلا من تدعيم الوسط والدفاع؟ مع الاعتراف بقيمة النجم المصري الكبير وأنه سيضيف جودة كبيرة للفريق.
والإجابة هنا أيضا هي الضغوط الجماهيرية والرغبة في إثبات الذات بصفقات من العيار الثقيل بعد الفشل الذريع في الصيف الماضي.
فالبارسا فشل بشدة قبل بداية الموسم المنصرم في إدارة ملف الصفقات الراحلة والقادمة، فتخلى مرغماً عن النجم الثاني في الفريق نيما ردا سيلفا إلى باريس سان جيرمان، وفي المقابل فشل في استقطاب ماركو فيراتي من فريق العاصمة الفرنسية.
وأثار ذلك عاصفة من الاتهامات لإدارة البارسا بالضعف، وجمع أعضاء النادي آلاف التوقيعات من أجل سحب الثقة من رئيس البلوجرانا جوسيب بارتوميو.
وبدا أن الجماهير بدأت تستعيد ثقتها شيئاً فشيئاً في الإدارة بعد صفقتي عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو، وثقة بارتوميو ورجاله في التعاقد مع أنطوان غريزمان.
إلا أن هذه الثقة بدأت تقل مجدداً مع الأنباء التي تتوالى عن احتمالية ضياع صفقة غريزمان، رغم أن عديد الصحف المقربة من البيت الكتالوني قد أكدت إتمام الاتفاق مع اللاعب من أجل نقله للبلوغرانا عن طريق دفع الشرط الجزائي المقدر بـ100 مليون يورو في عقده مع أتلتيكو مدريد.
ومن المنطقي أن تحاول إدارة البارسا تعويض صفقة جريزمان التي أوشكت على الضياع، بصفقة أخرى مدوية ترضي الجماهير، ويبدو صلاح خياراً مناسباً جداً.
هناك مشكلة أخرى قد تواجه البارسا حال استقدام صلاح أو حتى نجاح صفقة غريزمان، تتمثل في رد فعل الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي، ومدى رضاه أن يصبح الخيار الهجومي الخامس للبارسا بعد ميسي وسواريز وصلاح (غريزمان) وكوتينيو.
وهنا الحل قد يكون لدى ليفربول، الذي أبدى مدربه يورجن كلوب في وقت سابق اهتمامه بضم ديمبلي إذا كان متاحا في سوق الانتقالات.
وبذلك قد تلوح في الأفق صفقة تبادلية بين ديمبلي وصلاح، يدفع النادي الكتالوني بموجبها مبلغا ماليا إضافيا فوق الفرنسي من أجل جلب النجم المصري.
سؤال يفرض نفسه حال أتى أي من النجمين ذوي القدم اليسرى، صلاح وغريزمان، إلى البارسا، في ظل تشابه لعبهما ومناطق تحركها كثيرا مع أيقونة البارسا ليونيل ميسي.
وبالنظر إلى طريقة لعب إرنستو فالفيردي مدرب البارسا، والأدوار التي بدأ يسندها لميسي في صناعة اللعب، ورحيل إنييستا عن صفوف البلوغرانا، يبدو الخيار الأكثر منطقية هو انتهاج طريقة اللعب 4-2 – 3 – 1.
وبهذه الطريقة سيشغل سواريز مركز رأس الحربة الصريح، فيما يلعب صلاح دور الجناح الأيمن الذي يقتحم منطقة الجزاء ويكون مهاجماً ثانياً، في حالة إذا مال صانع الألعاب ميسي نحو اليمين.
فيما سيلعب كوتينيو على الجناح الأيسر وسيدعمه مواطنه باولينيو في الهجوم من هذا الرواق، بمساندة من الظهير الطائر جوردي ألبا.
وفي ظل كون كوتينيو وصلاح ليسا جناحين بالمعنى التقليدي، حيث يميلان للدخول إلى عمق الملعب، فإنه من المتوقع أن يلجأ الثلاثي ميسي وصلاح وكوتينيو لتبديل المراكز باستمرار، ما سيخلخل دفاعات أي خصم.
.
م.عربي بوست
تركيا الآن تجاوز عدد مستخدمي منصة «بلوسكاي» 15 مليون مستخدم، ليعكس نمواً ملحوظاً في ظل…
تركيا الآن في لمسة عصرية تعكس صيحات الشباب، ظهر أحمد سعد بإطلالات جديدة تثير الجدل،…
تركيا الآن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية،…
أعلنت النيابة العامة في إسطنبول، اليوم الخميس، عن فتح تحقيق في مكتب التحقيق في الجرائم…
قال رئيس بلدية إسطنبول الكبري المعارضة أكرم إمام أوغلو، الخميس، "سيشرفني التفتيش" فيما يتعلق…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.