لاتزال قضية اغتصاب وقتل الطفلة سوزانا، والتي يتهم المهاجر العراقي علي بشار بالوقوف وراءها، تثير غضب الرأي العام في ألمانيا، حيث هاجمت بسببها كثير من وسائل الإعلام والأوساط الحزبية سياسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي سهلت دخول أكثر من مليون لاجئ إلى البلاد في السنوات الأخيرة.
وأثارت القضية غضب المواطنين الألمان بشدة، ورفعت أصوات ساسة يطالبون بتغيير قواعد اللجوء لتسهيل ترحيل المهاجرين الذين يعتقد أنهم ضالعون في أعمال عنف.
وشهد يوم 22 مايو الماضي إعلان فقدان سوزانا، والتي كانت مع أصدقائها في مركز مدينة فيسبادن، إلا أنها لم تعد مساء إلى البيت.
وبحثت الشرطة عنها طوال أسبوعين، ثم عُثر على جثثها في حفرة بمنطقة وعرة على أطراف فيسبادن، عاصمة ولاية هيسن الألمانية.
وأظهر تشريح جثتها أنها كانت ضحية اعتداء جنسي وهجوم عنيف، حسب ما نقلت “رويترز” عن مصادر أمنية.
من هو علي بشار؟
قدم العراقي علي بشار (20 عاما)، المشتبه به الرئيس في قتل سوزانا مع عائلته إلى ألمانيا عام 2015، وعاشت العائلة في مأوى للاجئين بالقرب من مدينة فيسبادن، وتم رفض طلب لجوئه في 2016، ولكنه طعن ضد القرار.
وكانت معلومات سابقة قد وردت إلى الشرطة تفيد أنه اغتصب طفلة عمرها 11 عاما داخل مركز للاجئين، لكن لم يتم التحقيق بشأن الحادثة بشكل كاف، وجرى توجيه اتهامات لعلي بالقيام بأعمال شغب، كما سبق له أيضا أن هدد شرطية ألمانية بسكين.
وكشف وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لصحفيين، الجمعة، إن السلطات الكردية بشمال العراق اعتقلت علي بشار بناء على طلب من الشرطة الاتحادية الألمانية.
وقال زيهوفر بعد اجتماع مع وزراء داخلية الولايات “يسعدني أن أعلن نجاح عملية المطاردة في قضية سوزانا فيلدمان”.
ولم يذكر الوزير الألماني ولا السلطات الكردية تفاصيل حول ملابسات توقيف الشاب العراقي.
وكان ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية ذكر أنه ليس هناك اتفاقية لاسترداد المطلوبين بين بغداد وبرلين، مما يجعل عودته إلى ألمانيا صعبة.
وفر علي بشار، المعروف من قبل الشرطة، مع والديه وأخوته الخمسة، بوثيقة مرور صادرة عن السلطات القنصلية العراقية.
ونقلت “فرانس برس” عن مصدر بريطاني بأن علي غادر ألمانيا في الثاني من يونيو مع كل عائلته، بينما لم تكن الشبهات تحوم بعد حوله، على متن طائرة في رحلة من دوسلدورف إلى إسطنبول.
ومن إسطنبول، سافر بشار وعائلته جوا إلى أربيل كبرى مدن شمال العراق.
“لم نتعلم الدرس”
بعد حادثة مقتل سوزانا واتهام علي بشار بارتكابها، هاجمت بعض وسائل الإعلام المحلية السلطات الألمانية قائلة إنها لم تتعلم الدرس من التونسي أنيس عامري في ديسمبر 2016، فالاعتداء الذي تسبب في وقوع 12 قتيلا وسط برلين، قد صاحبته سلسلة من الأخطاء في التحقيقات.
وبسبب عدم التنسيق بين السلطات لم تتمكن الأخيرة من ترحيل عامري الذي كان معروفاً بأنه من العناصر الخطيرة على الأمن.
أما صحيفة “بيلد” الواسعة الانتشار فكتبت الجمعة على صدر صفحتها “لو كان قد جرى ترحيله، لكانت على قيد الحياة”.
ونشر حزب “البديل” اليميني، الخميس، سلسة تغريدات في موقع تويتر، إذ اعتبرالجريمة “دليلاً واضحاً على فشل أنغيلا ميركل” واتهمها في تغريدة أخرى بأنها “جاءت بمليون لاجئ وأسكنتهم في البلاد من دون تدقيق أو اهتمام”.
وأضاف الحزب صورة للقتيلة سوزانا، ناشرا إلى جانبها سؤالاً للمستشارة ميركل : “هل لا زلت تنامين جيداً؟”، لكنه سرعان ما حذفها وأبقى على صورة المتهم بقتلها.
سكاي نيوز