قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين إن بلاده باتت منافسًا قويًا لدول العالم في مجال الصناعات الدفاعية، بما وصلت إليه في هذا المجال من تقدم كبير.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال اجتماعه بشباب أتراك في إطار برنامج “لقاء الشباب والتكنولوجيا” الذي بث من مقر شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش/ تاي”.
وخلال اللقاء الذي بث بشكل خاص على مواقع التواصل الاجتماعي للرئاسة التركية، أجاب أردوغان على عدد من الأسئلة التي وجهها الشباب إليه حول العديد من القضايا التي تتعلق بالشأن التركي داخليًا وخارجيًا.
وفي رد منه على سؤال حول الصناعات الدفاعية في تركيا، ذكر أردوغان أن هذا القطاع لم يكن على ما هو عليه الآن حينما جاءوا للحكم قبل 16 عامًا، وأن تركيا أحرزت فيه تقدمًا كبيرًا على مدار السنوات الماضية.
وأضاف “المرحلة التي وصلنا إليها في هذا المجال مختلفة للغاية عن ذي قبل، إذ بتنا نصنع طائرات بدون طيار خاصة بنا، وغيرها من الأسلحة الأخرى التي كان لها بالغ الأثر في نجاح العمليات العسكرية التي خوضناها مؤخرًا بسوريا، وشمالي العراق”.
وشدد على أن قطاع الصناعات الدفاعية بات قادرًا على تصديرالمعدات والأسلحة للخارج، مضيفًا “فنحن من خلال ذلك يمكننا سد العجز في الموازنة، فالتصدير يدر علينا 5.5 مليار دولار، وهذه فرصة عظيمة”.
وفي سياق الطائرات المسيرة، ذكر أردوغان أن بلاده تنتج حاليًا الطائرة “أقينجي-AKINCI” التي قال إنها من الطائرات “الرائعة التي يبلغ وزنها 4.5 طن، وقادرة على حمل 1.5 طن من الأسلحة، ولديها قدرة مختلفة على التحليق في الأجواء”.
في ذات الشأن تابع قائلا “لقد وصلنا لمكانة مختلفة من المنافسة مع العالم من خلال الطائرة أقينجي، لأنها ستكون السلاح الذي يجعلنا أقوياء للغاية”.
كما ذكر أن تركيا بدأت كذلك تصنيع بندقية المشاة بإمكانيات محلية، وأنه تم تصدير البعض منها للخارج.
في سياق متصل تحدث الرئيس التركي عن الصناعة 4.0 التي تعتبر الاتجاه الحالي للأتمتة وتبادل البيانات في تقنيات التصنيع، ويشمل ذلك الأنظمة الإلكترونية الفيزيائية، إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية.
وأوضح في هذا الشأن أن العالم بدأ يتجه لإنشاء “المصانع الذكية” التي لا وجود فيها للعنصر البشري.
المروحية “أتاك” الهجومية
وتحدث أردوغان كذلك عن مروحيات “أتاك تي 129” الهجومية التي تنتجها بلاده، وأن الجيش يستخدم منها حاليًا ما يقرب من 34 مروحية.
ويبلغ طول المروحية 14 مترًا و60 سنتيمترًا، وارتفاعها 3 أمتار و95 سنتيمترًا، وتمتلك محركَين تبلغ استطاعة كل منهما 292 حصانًا، وتستطيع الطيران لمدة 3 ساعات بالوقود القياسي، وقطع مسافة 519 كيلومترًا.
والمروحية قادرة على حمل 8 صواريخ مضادة للدبابات بعيدة المدى من طراز “الرمح” محلية الصنع، و12 صاروخًا موجهًا محلي الصنع من طراز “جيريت”، إضافة لأربع صواريخ “ستينغر” (جو- جو)، فضلًا عن 76 قذيفة، ويمكن للمدفع الرشاش عيار 20 مليمترًا المثبت في المقدمة رماية 500 طلقة.
طائرة التدريب “حرقوش” (الطائر الحر)
في إطار حديثه عن التطور الكبير في مجال الصناعات الدفاعية بتركيا، لفت أردوغان الانتباه إلى تصنيعها طائرة التدريب “حرقوش” (الطائر الحر) بإمكانيات محلية خالصة.
وذكر أن تصنيع هذه الطائرة كان مجرد خطوة أولية ستعقبها خطوات متتالية من خلال العمل الدؤوب والتطوير التكنولوجي على مختلف الأصعدة.
وتتمتع طائرات “الطائر الحر” بالقدرة على تنفيذ مهام في الليل والنهار، وتتيح التدريب على الملاحة والطيران الآلي والتسلح.
مكتبة رئاسة الجمهورية
في سياق آخر تحدث أردوغان عن مكتبة رئاسة الجمهورية، وقال إن العمل بها سينتهي خلال ستة أشهر، وأن ستحتوي على 5 ملايين مجلد وكتاب، على أن تكون متاحة للقراءة على مدار 24 ساعة.
وأوضح أن لديهم حاليًا ما يقرب من مليون ونصف المليون مجلد من المحتوى المأمول لتلك المكتبة.
ميزانية التعليم في 16 عامًا
وبخصوص الجهود التي بذلتها حكومات العدالة والتنمية على مدار 16 عامًا، في مختلف المجالات، لا سيما مجال التعليم، ذكر أردوغان أنهم نجحوا في رفع ميزانية التعليم خلال هذه الفترة من 9.3 مليار ليرة تركية(نحو ملياري دولار)، إلى 135 مليار ليرة (نحو 29 مليار دولار).
واستطرد في ذات السياق قائلا “لقد أولينا أهمية كبيرة للتعليم وجعلنا الميزانية المخصصة له هي الأعلى في البلاد بعد أن كانت الصناعات الدفاعية هي التي تستأثر بالنصيب الأكبر من ميزانية الدولة”.
ولفت أنه على مدار 16 عامًا تم تعيين 586 ألف مدرس، وأن عدد الطلاب المخصص لكل معلم انخفض من 24 إلى 16 طالبًا.
وأوضح أن نسبة تعليم الفتيات في البلاد ارتفعت خلال الفترة ذاتها من 45 في المائة فقط إلى 83 في المائة ـ مشيرًا لحدوث قفزة كبيرة في التعليم قبل المدرسي.
وذكر كذلك أن عدد الصفوف الدراسة ارتفعت من 398 ألفًا إلى 682 ألفًا، وأن القدرات الاستيعابية لتلك الصفوف انخفضت من 75 طالبًا لكل صف إلى 20 و25 طالبًا، وأن هناك صفوف بها أقل من 20 طالبًا.
.
م.الاناضول