اعتبر رئيس بعثة تركيا لدى اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، أورهان أطالاي، أن إنهاء أزمات الإنسانية مرهون بتبنيها مبادرة “العالم أكبر من خمس”، في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، التي تتحكم عبر “حق النقض” (الفيتو) في مصير أمم أخرى.
وأضاف، في تصريحات أدلى بها للأناضول، أن المسلمين حول العالم احتفلوا بعيد الفطر هذا العام في أجواء من الحزن والألم، وسبب ذلك مجلس الأمن.
وأوضح أطالاي -وهو أيضا برلماني عن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في ولاية أردهان (شمال شرق)- أن الأمم المتحدة شجبت وانتقدت في أكثر من مرة ما يجري في فلسطين وأراكان من انتهاكات واعتداءات بحق الشعب الفلسطيني ومسلمي الروهنغيا، إلا أن المشكلة مصدرها مجلس الأمن.
وتابع قائلا: “لقد تم تأسيس مجلس الأمن وتحديد أعضائه بشكل غير عادل. وهو غطاء لاستمرار الدول المنتصرة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، في تحكمها وسيطرتها على الدول الأخرى، وهو ما تقوم به حاليا في الواقع”.
ورأى البرلماني التركي أن الحل يكمن في إيقاظ الوعي العالمي في هذا الخصوص وفقا لما يؤكد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان بإصرار، مبينا أن تبني الإنسانية مبادرة “العالم أكبر من خمس” -التي أطلقها الرئيس أردوغان- “سيولد الأمل بإنهاء الأزمات الموجودة”.
وفيما يخص قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر/كانون الأول 2017، قال أطالاي إن جميع دول العالم عارضت وشجبت هذا القرار، إلا أن معارضة دولة واحدة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة) أدت إلى إبطال مفعول هذه المعارضة على أرض الواقع.
وأردف قائلا: “النظام العالمي الحالي قائم على إنتاج هذه الدول (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن) السلاح لزيادة رخائها ودخلها الاقتصادي، فيما تطلق هذه الأسلحة نيرانها في مناطق أخرى من العالم تعاني من الظلم والمآسي”.
وأضاف أن مصانع السلاح في تلك الدول “تجلب الرخاء والمال والثروات لهذه الدول، لكنها تقود لمجازر وقتل وظلم وفقر وجوع في دول أخرى حول العالم”.
وحذر من أنه “إن لم يتغيّر هذا النظام جذريا، فإن الأزمات في أراكان وغزة والعراق وسوريا واليمن والقوقاز والبلقان لن تنتهي أبدا”.
ودعا أطالاي لتحويل هذا النظام إلى آخر أكثر عدلا، لكي يتم إيجاد حل للأزمات العالقة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستجعل الأمن والرخاء والاستقرار يسود خلال فترة قصيرة حول العالم.
واعتبر أن “نحيب وصراخ واعتراض وردود أفعال دول العالم الأخرى تبقى دون جدوى بمجرد استخدام دولة واحدة من البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن حق الفيتو”.
وانتقد صمت الدول الخمس حيال الأزمات والمظالم التي يتعرض لها المسلمون حول العالم، متهما إياها بالتحالف تجاه أحداث كهذه، مستدلا على ذلك بموقفهم من اعتداء الصرب على سكان البوسنة والهرسك فيما مضى.
واتهم أطالاي الدول الخمس بالاهتمام بمصالحها القومية فقط دون التفكير في شيء سواها، موضحا أن المظالم حول العالم ستستمر ما لم يتغير هذا النظام الذي وصفه بـ”الظالم وغير العادل والغادر”.
واختتم المسؤول التركي حديثه بالتشديد على وجوب تأسيس نظام جديد عادل، وأن تنضم تركيا ودول أخرى مثلها للدول دائمة العضوية لدى مجلس الأمن، كي يتحقق التوازن في العالم.
.
م.الاناضول