تستعد “ساغالاسوس”، الشهيرة باسم “مدينة العشاق والأباطرة”، والواقعة في منطقة أغلاسون التابعة لولاية بوردور، جنوب غرب تركيا، لاستقبال زوارها خلال الموسم السياحي الحالي.
ويعود تاريخ المدينة إلى حوالي 3 آلاف عام قبل الميلاد، وتم إدراجها ضمن لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” للتراث العالمي المؤقت عام 2009، حيث تتيح لزوارها الخروج في رحلة تاريخية من خلال شوارعها القديمة التي تبلغ من العمر 5 آلاف عام.
وتقع المدينة على ارتفاع ألف و750 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتتضمن الكثير من المعالم الأثرية القديمة التي تجتذب آلاف السياح سنويًا، أبرزها نبع “أنتونينلر”، وساحاتها القديمة، وحماماتها اليونانية، ومكتبتها الأثرية، ومسرحها الذي يتسع لنحو 9 آلاف متفرج.
وقال عضو الهيئة التدريسية في قسم الآثار بجامعة “محمد عاكف آرسوي”، (حكومية) فيز الله إراي دوكو، إن المدينة الأثرية اُكتشفت من قِبل الرحالة الأوروبيين في القرن الثامن عشر، بينما تم العثور على خريطتها وعدد من المباني فيها بالقرن التاسع عشر، ليتضح أنها تحمل اسم “ساغالاسوس”.
وأضاف في لقاء مع الأناضول، أن مدينة “ساغالاسوس” تتمتع بأهمية خاصة في المنطقة سواء من الناحية العلمية أو البصرية، وأنها تقع في الجهة الغربية من سلسلة جبال “طوروس”.
وأشار إلى أن “ساغالاسوس” تعتبر من أهم المدن التي تعكس جمال الأبنية اليونانية الأثرية.
وأردف: “عندما جاءت الإمبراطورية الرومانية إلى المدينة، شهدت أنشطة البناء العمراني فيها ازديادًا كبيرًا في عهد الإمبراطور أغسطس (27 ق. م – 14 م)، ومن ثم اكتسبت لقب المدينة الأبرز في المنطقة بعهد الإمبراطور “هادريان” (76 -138 م).
وأوضح أن تاريخ المدينة، لا يعود إلى زمن الإمبراطورية الرومانية، وإنما إلى فترات أقدم ما بين (3000- 5000) عام قبل الميلاد، وتحديدًا إلى العصر النحاسي.
ولفت إلى أن المدينة تضم مبانٍ أثرية، تعود إلى العصر “الهلنستي” أيضًا، وأنها تعتبر واحد من بضعة مدن قاومت جيوش الإسكندر المقدوني.
وتابع: المدينة أخذت بالتوسع في عهد الإمبراطور أغسطس، حيث تم فيها بناء طرقات واسعة وأبواب ضخمة، لافتًا إلى أن الساحة السفلية تعتبر من أولى الأماكن الأثرية التي تم إنشائها، حيث تتضمن محال تجارية، وباب “تيبيريوس”.
ونوّه إلى أن المسرح يطل على عدد من الأودية، وأن المنطقة الخلفية منه تتضمن حي “السيراميك والفخار”، التي كانت من أهم الموارد المالية في المدينة، حيث وصلت قطع السيراميك المنتجة هنا إلى مصر في ذلك العهد.
بدوره، قال مدير الثقافة والسياحة في بوردور، محمد أوزدمير، إن المديرية تبذل جهودًا كبيرة لإدراج المدينة ضمن لائحة “يونسكو” الدائمة للتراث الثقافي العالمي، وإنها كانت تشتهر في قديم الزمان بأنها محط أنظار العشاق والأباطرة.
وأضاف في حديث للأناضول، أن الروايات تشير إلى أن الشرب من مياه نبع “أنتونينلر” يجعل الإنسان أجمل، وأنها تزرع الحب بين الناس.
وأشار إلى أن المديرية كانت تهدف العام الماضي لاستقبال 35 ألف سائح، وأنها تجاوزت هذا الرقم بكثير، حيث استقبلت منذ بداية الموسم السياحي الحالي 13 ألف و500 سائح حتى الآن، وتهدف لجذب 50 ألف سائح خلال الموسم الجاري.
ولفت إلى أن إقبال السياح المحليين والأجانب على زيارة “ساغالاسوس”، يزداد يومًا عن يوم، وأن المديرية خصصت ميزانية لتحسين طريق المدينة.
من جانبه، قال ظافر أوزجان، وهو دليل سياحي من إسطنبول، إن التجول في طرقات ومسارح ومعابد المدينة أشبه بالخروج في رحلة عبر التاريخ.
وأشار في حديث للأناضول، إلى أن المورد المادي الرئيسي في المدينة كان من خلال إنتاج الحبوب والسيراميك، وأن هذا الوضع انعكس على الحياة الثقافية أيضًا، حيث تم إنشاء مسرح رائع فيها.
أما السائحة سلطان جيهان، وهي مهندسة نسيج من ولاية دنيزلي، فأعربت في حديث مع الأناضول عن إعجابها الشديد بمدينة “ساغالاسوس”، مؤكدة على أهمية الترويج أكثر لمثل هذه الأماكن الأثرية الرائعة.
.
الاناضول