هل كانت علاماتك الدراسية منخفضة.. تعرف علي السبب الذي لم تتخيله يوما وراء ذلك

إذا كانت علاماتك الدراسية منخفضه، لا تقس على نفسك، وضع اللَّومَ على الصفوف المدرسية غير المزودة بالمكيفات الهوائية. نعم، هذا ما أكده العلماء أخيراً لينصفوا ويبرّروا للتلاميذ «غير الموفَّقين» في تقارير آخر السنة.

دراسة جديدة أُجريت على تلاميذ المدارس والطلاب وعمال المكاتب الذين يعانون في الطقس الحار، أكدت أن موجات الحر تؤثر فعلاً على دماغك.

أشرف على الدراسة علماء من جامعة هارفارد، راقبوا الطلاب أثناء موجة حارة، وفحصوا أداء الأفراد الذين يعيشون في مهاجع مكيفة الهواء، مقارنة مع أولئك الذين يتصبَّبون عرقاً في غرف ساخنة.

وجد الباحثون أن أداء المشاركين من المباني الأكثر حرارة كان الأسوأ في اختبارات حل المشكلات والذاكرة، مقارنة مع أولئك المشاركين من المباني المزودة بمكيف الهواء.

تشير البيانات المأخوذة من هذه الدراسة والتجارب الأخرى، إلى أن البشر يعملون بشكل أفضل في درجة حرارة مثالية، وقد أوصى الباحثون بتطبيق أنظمة تكييف الهواء المستدامة كلما أمكن ذلك.

وقال الطبيب خوسيه غييرمو سيدينو لوران، الذي قاد هذه الدراسة، لصحيفة The Independent: «ينطبق هذا الأمر على الأطفال في المدارس والموظفين في المكاتب، وغالباً ما نجد أن درجات الحرارة تصبح عالية جداً لعدم وجود مكيف هواء».

اقتصرت الدراسات السابقة على تأثير موجات الحر على الصحة والقدرات العقلية للأشخاص الأكثر عرضة للتأثر في المجتمع، مثل كبار السن والأطفال الصغار. وقد خلق هذا التصور انطباعاً خاطئاً بأن الشخص العادي ليس عرضة لمخاطر موجات الحرارة.

وبالنظر إلى أن درجات الحرارة المرتفعة أصبحت طبيعة جديدة نتيجة تغيّر المناخ، فهذه فكرة خاطئة يرغب الدكتور سيدنو-لوران في تصحيحها.

رُصد الطلاب على مدار صيف بوسطن الحار في عام 2016، وأُجري الفحص عليهم في أوقات الاستجابة والحساب الذهني، بعد فترة قصيرة من الاستيقاظ.

أثناء موجة الحر، كان أداء الطلاب في المباني التي لا تحتوي على مكيف الهواء أسوأ بنسبة 13%، مقارنة بأولئك الموجودين في الغرف الأكثر برودة.

وقال الدكتور سيدينو لوران: «إن المخ هو مركز السيطرة على كل عملية في حياتنا». وأوضح أن اتحاد جميع وظائف المخ العديدة يتأثر سلباً بارتفاع درجة الحرارة، مما يؤدي إلى نتائج اختبار أسوأ.

وأشار الدكتور سيدينو-لوران إلى أن هذه الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS Medicine  الطبية، تقدم مثالاً واقعياً لموجات الحرارة التي تعوق قدرات الشباب الأصحاء.

ومع ذلك، وبالرغم من أن النتائج مدعومة بالبيانات التجريبية، لكن عدد المشتركين كانوا 44 طالباً فقط، ما يعني ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتقييم مدى تأثير الحرارة على المخ.

على الجانب الآخر قال البروفيسور ماكس هيدلي، وهو عالم فسيولوجي في جامعة بريستول، إنه نظراً للتأثير المعروف للإرهاق والعطش -اللذين يتأثران بشكل واضح بالليالي الساخنة المتعرّقة- على الأداء الذهني، فقد هوَّلت الدراسة من الأمر، وجعلت «من الحبة قبة».

وأضاف: «في رأيي، يمكن تفسير الملاحظات بسهولة من خلال عوامل فسيولوجية بسيطة متوقعة تماماً. لا أستطيع أن أرى شيئاً يثير الحماسة في هذا الأمر».

ومع ذلك، يرغب الدكتور سيدينو-لوران من بحثه، في دعم توجه متزايد لمكيف هواء متطور صديق للبيئة، متاح للناس في الأجزاء الأكثر حرارة في العالم.في الوضع الحالي، يمكن لأنظمة تكييف الهواء أن تخلق حلقة من «الارتجاع الإيجابي»، حيث يمكن لكل من انبعاثات من الوقود الأحفوري التي تمدها بالطاقة والمبردات التي تتسرب منها، أن تؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.وقال الدكتور سيدينو لوران: «نريد تعزيز التحكم في درجات الحرارة، مع النظر في كيفية قيامنا بذلك بطريقة مستدامة».

 

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.