انشغلت الصحف الأجنبية، خلال الأيام الماضية، بتابوت يقال إنه ملعون وبمجرد فتحه سيحل الظلام على العالم لمدة 1000 عام.
قبل أسبوعين من الآن، تقريبا، أعلنت وزارة الأثار المصرية عن العثور على مقبرة أثرية أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بمنطقة سيدي جابر في الإسكندرية، وأنها ترجع للعصر البطلمي.
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، إن المقبرة تحتوي على تابوت مصنوع من الجرانيت الأسود يعد من أضخم التوابيت التي تم العثور عليها بالإسكندرية، ويبلغ ارتفاعه ١٨٥ سم وطوله ٢٦٥ سم وعرضه ١٦٥سم.
وأوضح أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أن المقبرة وجدت على عمق 5 م من سطح الأرض، وتلاحظ وجود طبقة من الملاط بين غطاء وجسم التابوت تشير إلى أنه لم يفتح منذ إغلاقه وقت صنعه. كما تم العثور أيضا بداخل المقبرة على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر عليه تآكل، يبلغ ارتفاعه 40 سم، ومن المرجح أنه يخص صاحب المقبرة.
فور الإعلان عن الكشف الجديد تحدثت الصحف الأجنبية عن السر وراء هذا التابوت “الأسود” وقالت صحيفة Express البريطانية إن البعض متوجس مما قد يكون كامنا داخل التابوت الحجري.
أما موقع theverge العلمي، فقال إن البشرية تواجه لغزا أمام هذا التابوت، وتساءل: هل تفتح هذا التابوت أم لا؟
وأضاف للوهلة الأولى يمكن التفكير، لماذا المقامرة بفتح مثل هذا التابوت، الذي قد يكون ملعونا، لكن لماذا لا نفتحها أيضا، ما الخطر الذي يمكن أن يواجهنا عندما نخرج تلك اللفائف الميتة إلى النور، ونقل الموقع عن علماء آثار 26 طريقة للفتح الآمن لهذا التابوت.
فيما أكدت صحيفة nationalgeographic أن هناك غموضا كبيرا يحيط بالتابوت الأسود المكتشف في الإسكندرية.
بينما ربط عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بين الاكتشاف الجديد، والأفلام التي تتحدث عن لعنة المومياءات، وكتب جيت هير، الكاتب في صحيفة The New Republic معلقا على خبر التابوت الغامض: “إذا تعلمنا أي شيء من كل فيلم مومياء في المائة سنة الماضية ، فإنه لا يجب فتح هذا التابوت”.
بينما ذهب بعض من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن فتح الصندوق ورفع الغطاء سيصيب العالم بلعنة، حيث سيؤدي ذلك إلى أن يسود الظلام العالم، وسيغطي على ضوء الشمس مما سيجعل الأرض تعيش في ظلام دامس لمدة 1000 عام تقريبا.
وكتب مستخدم آخر: “تم العثور على تابوت أسود ضخم في مصر. ليس لدى العلماء ماذا يحتوي. لذلك يجب علينا فتحه، أليس كذلك؟ لقد رأينا جميع الأفلام. ما أسوء شيئ يمكنه الحصول…”.
ووسط هذه الأجواء من الاهتمام بالتابوت، أكدت وزارة الأثار المصرية على لسان أكثر من مسؤول بها على نيتهم فتح التابوت “مهما كانت النتيجة”، وقال رئيس قطاع المشروعات في وزارة الآثار المصرية، وعد الله أبوالعلا، إن الوزارة بدأت في التجهيز لفتح التابوت، وتابع المسؤول في تصريحات لصحيفة “المصري اليوم” سيتم “رفع غطاء التابوت حتى يتم التعرف عما بداخله”، لافت إلى أنه في حال تم العثور على شئ بداخل التابوت (مومياء) سيتم التعامل معها على الفور من خلال فريق مرممين متخصص سيكون متواجداً في الموقع.
وأضاف ردا على التخوفات التي انتشرت بخصوص “لعنة التابوت”: “إن كان فيه لعنة خليها تجيلنا إحنا بتوع الآثار وتبعد عن الناس.. إحنا اتعودنا على كده وفتحنا توابيت كتير ومش فارق معانا حاجة”.
وبعيدا عن لعنة التابوت، ذهبت بعض الأراء إلى أن التابوت قد يكون مفتاحا للغز العصور على الإسكندر الأكبر، فرغم أن هناك 140 محاولة عالمية فاشلة للعثور على مقبرة الإسكندر الأكبر إلا أن الأمال تتجدد كل فترة للوصول إليها.
وقال وزير الآثار الأسبق زاهي حواس لصحيفة The Telegraph إن المقبرة التي عثر عليها يبدو أنها تعود لأحد نبلاء العصر البطلمي لأن التابوت مصنوع من الجرانيت، بالنسبة لشخص قادر على جلب الجرانيت من أسوان التي تبعد عن الإسكندرية بنحو 600 ميل، فبالتأكيد كان شخصا غنيا”.
وأصاف حواس: “الجميع يبحثون عن مقبرة الإسكندر، نحن متأكدون أنه في الإسكندرية، وربما عند هدم فيلا أو منزل مستقبلا قد يعثرون على مقبرته”.
ومات الإسكندر الأكبر عن عمر 32 عاما في مدينة بابل العراقية، وتمنى قبل موته أن يتم إلقاء جثته في نهر الفرات، لكن هذا لم يحدث وبدلا من ذلك قرر ورثته من القادة اليونانيين نقل جثته إلى مسقط رأسه بمقدونيا، لكن هذا أيضا لم يحدث بحسب ما يعتقد علماء الأثار إذ اعترض القائد بطليموس القافلة في سوريا واستولى على جثة الإسكندر ونقلها إلى مدينة منف في جنوب القاهرة، ومنها نقل الجثة إلى الإسكندرية، وذلك لإعطائه شرعية حكم مصر من بعد الإسكندر.
وبدأ العصر البطلمي بوفاة الإسكندر الأكبر في 323 ق.م وتقسيم القادة العسكريين اليونانيين لامبراطوريته، حيث وقعت مصر تحت يد القائد بطليموس الذي ورث حكمها لأولاده، وانتهى عصر البطالمة بوفاة آخر ملكة وهي كليوباترا، التي توفيت في عام 32 ق.م. بالتزامن مع احتلال الرومان لمصر بقيادة أوكتافيان.
وكالات