بعد انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، انحصرت اختيارات ريال مدريد لضم البديل المناسب في 3 أسماء، هي ثنائي باريس سان جيرمان كليان مبابي ونيمار، إضافة إلى نجم تشيلسي إدين هازارد.
ولكن أيهم أكثر فائدة لأسلوب ريال مدريد في التوقيت الحالي؟
كل نجم من هؤلاء يملك الكثير من المزايا، ولكن تبقى الفوارق الفردية واضحة بين الثلاثي المميز، وذلك بعيداً عن الشروط التي يضعها كل من باريس سان جيرمان وتشيلسي للتخلي عن أي منهم.
فكل لاعب له مهاراته وإمكانياته التي يمكنها قيادة فرق على أعلى مستوى، ولكن أيهم سيكون الأنسب في هذا التوقيت للانضمام إلى صفوف الفريق الملكي؟
إدين هازارد
يجيد النجم البلجيكي إدين هازارد اللعب في مركز الجناح الأيسر فهو مراوغ مميز ويجيد تسجيل الأهداف، لذا فهو يصلح للعب محل كريستيانو رونالدو.
ولن يجد يولين لوبيتيغي المدير الفني لنادي ريال مدريد، أي مشكلة في وضع هازارد بدلاً من كريستيانو رونالدو في مركز الجناح الأيسر فيما سيحتفظ النجم الويلزي غاريث بيل بموقعه في مركز الجناح الأيمن.
لكن على الجانب الآخر، وبالرغم من أن ريال مدريد قد لا يملك الموهبة الفريدة التي يتميز بها النجم البلجيكي ضمن صفوف لاعبيه الحاليين، فإن على جماهيره أن تعي جيداً أن هازارد ليس بالجناح الهداف الذي يمكنه تسجيل الأهداف بنفس الكيفية التي كان يسجل بها رونالدو، وبالتالي فإن كان لوبيتيغي يبحث عن جناح هداف، فإن هازارد لن يكون هو الهدف المنشود.
ويتفوق هازارد على «الدون» البرتغالي في قدرته المذهلة على المراوغة، والتي دلل عليها بتحطيم الرقم القياسي في عدد المراوغات في مباراة واحدة لكأس العالم والمسجل سابقاً باسم مارادونا، وذلك أمام منتخب البرازيل. كما يتميز إدين بقدرته على السيطرة على إيقاع اللعب والحفاظ على الكرة تحت قدميه دون أن يفقدها حتى مع ضغط المنافسين.
كما يختلف هازارد عن رونالدو في الكثير من النقاط الأخرى، أبرزها أن النجم البرتغالي يمكنه اللعب في أكثر من مركز سواء رأس الحربة أو الجناح الأيسر، فيما يلعب هازارد في جميع مراكز الوسط الهجومي سواء كجناح أيسر أو أيمن أو تحت رأس الحربة كمهاجم ثان.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن هازارد يمكن أن ينتقل إلى ريال مدريد مقابل نحو 170 مليون يورو وهو رقم ضخم للغاية خاصة أن اللاعب بعد 5 أشهر سيتم عامه الـ28 مما يعني أنه قد لا يمنح النادي الملكي الكثير.
نيمار
منذ الوهلة الأولى التي ذهب فيها النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في الصيف الماضي مقابل 222 مليون يورو قيمة كسر عقده لصالح برشلونة، ويرتبط اسمه بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.
إذ يعتبر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد خروج نجم السامبا من الكامب نو بمثابة البداية الحقيقية لتواجده في سانتياغو بيرنابيو.
ويملك نيمار الكثير من الأسلحة الهجومية فهو يجيد تسديد الركلات الثابتة وهو ما سيسمح بشغل فراغ كريستيانو رونالدو/ والذي سدد 444 ركلة ثابتة من أصل 619 ركلة جرى احتسابها لريال مدريد منذ وصوله إلى النادي الملكي.
ويلعب نيمار في مركز الجناح الأيسر وهو مراوغ مميز ويمكنه أن يصنع الفارق في الوقت الذي سيمنح أداء ريال مدريد الكثير من السرعة والانطلاق.
وسيحتاج نيمار إلى لاعب مميز في مركز صناعة اللعب كي يمده بالكرات، لذا فإن لوبيتيغي عليه أن يضمن بقاء نجم الوسط إيسكو ألاركون في حالته دائماً في الوقت الذي يتسم فيه ابن مدينة ملقا بالمزاجية والتذبذب في المستوى.
ومن أهم الصفات السيئة التي يتسم بها النجم البرازيلي نيمار هو سهولة استفزازه وهو ما قد يكلفه الحصول على البطاقة الحمراء، كذلك ادعاؤه المستمر للإصابة والسقوط خلال المباريات على غير الحقيقة. ومع تطبيق تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد «VAR» في مسابقة الليغا الإسبانية الموسم المقبل، قد يكلفه ذلك الحصول على مزيد من العقوبات بسبب سهولة كشف الادعاءات المستمرة بأنه تعرض للضرب.
ولن يكون بمقدور ريال مدريد تحمل أزمات نيمار خاصة أن اللاعب لديه مشاكل قانونية مع وزارة الخزانة الإسبانية استدعت وقوفه أمام ساحات القضاء وقت أن كان في صفوف برشلونة وقد يساهم ذلك في تشتته.
كليان مبابي
يعد كليان مبابي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي فرس الرهان للكرة العالمية باعتباره الوريث الشرعي لجائزة الكرة الذهبية عقب انتهاء حقبة الصراع بين كل من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، في الوقت الذي برهنت مسابقة كأس العالم الأخيرة بروسيا على ذلك من خلال حصوله على جائزة أفضل لاعب شاب بالمونديال، بل أنه اللاعب الواحد الذي قورن بالجوهرة السوداء بيليه، حيث يعد ثاني أصغر لاعب يسجل في مباراة نهائية لكأس العالم بعد أسطورة كرة القدم العالمية.
ويملك مبابي الكثير من المميزات منها قدرته على اللعب في مركزي الجناح المهاجم الأيمن والأيسر والمهاجم الصريح والوهمي. وتسببت سرعته في إحراج منتخب الأرجنتين في المونديال بعدما فشل خط دفاع التانغو بأكمله في إيقافه.
ويحظى مبابي بسرعة كبيرة يفشل معها الكثير من المدافعين في مجاراته وهو ما يضعه دائماً في مواجهة مع الحراس في حالة انفراد تام وليس أمام المدافعين سوى تركه أو عرقلته وحصوله على ركلة جزاء أو طرد للاعب الذي يتسبب في ضربه.
ويمكن للمدرب لوبيتيغي أن يستخدم مبابي في أكثر من مركز داخل ريال مدريد. كذلك فإنه يجيد تسجيل الأهداف بكثرة من مركز الجناح، تماماً مثل البرتغالي العجوز، لكنه يبلغ من العمر 19 عاماً وهو ما يعني استمرار قدرته في العطاء لسنوات طويلة عكس كل من هازارد ونيمار.
وسيساعد العمر الصغير لمبابي على تطوره واكتساب المزيد من الخبرات مما يعني سهولة تقبله لتعليمات المدرب لوبيتغي وبالتالي تمتعه بخطورة أكبر أمام المرمى.
ولم تظهر القدرات الحقيقية لمبابي مع باريس سان جيرمان عكس منتخب فرنسا، حيث لجأ ديديه ديشامب المدير الفني للديوك إلى استخدام أنطوان غريزمان في مركز صانع الألعاب وهو ما منح كليان القدرة على استغلال سرعته واقتناص كأس العالم بروسيا، فيما أن باريس سان جيرمان لا يملك صانع الألعاب المميز الذي يمكنه مد النجم الصاعد الفرنسي بالكرات ويضعه أمام المرمى في ظل انخفاض مستوى الأرجنتيني خافيير باستوري ورحيله في الصيف الحالي إلى روما الإيطالي.
لذا فإن كليان مبابي ربما يكون هو اللاعب الأنسب للمرحلة المقبلة لنادي ريال مدريد باعتباره من المواهب المميزة القادرة على صناعة الفارق، إضافة إلى صغر سنه.. فهل يتذوق «بيليه الجديد» طعم اللعب في سانتياغو برنابيو، أم أن لحسابات سوق الانتقالات رأياً آخر؟