بعد أن كانت مركزاً رئيسياً لفن النحت خلال الحضارة الرومانية، لا تزال مدينة “أفروديسياس” القديمة في تركيا، محط اهتمام السياح المحليين والأجانب، ولا سيما المهتمين بالحضارة الرومانية، وبفن النحت.
وتقع المدينة التاريخية في قضاء “قراجة صو” بولاية أيدين غربي تركيا، والمطلة على بحر إيجة.
وتتضمن “أفروديسياس” متحفاً فنياً أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” على قائمة التراث العالمي.
ويحتوي المتحف على عشرات من التماثيل والآثار الفنية، تناهز أعمارها 2500 عاما، ويعود تاريخ اكتشافها إلى عام 1904، حين أطلقت مجموعة من علماء آثار دوليين أعمال بحث وتنقيب بمدينة “أفروديسياس” العتيقة، وتم نقل ما عُثر عليه من أثار حينها إلى المتحف في بلدية “قراجة صو” بولاية أيدن.
ويضم المتحف 300 من أبرز تماثيل هذه الحقبة، لازالت تحافظ على جمالها ورونقها، وقلما شوهد أمثلة لها في مكان آخر من العالم.
وتعتبر “أفروديسياس” واحدة من أكثر المدن القديمة التي حافظت على معالمها الأثرية وتماثيلها وأعمدتها الحجرية في منطقة غرب الأناضول.
ويمتد تاريخ المدينة الأثرية إلى أكثر من 7 آلاف عام، واشتقت اسمها من “أفروديت”، إلهة الحب والجمال والإنجاب في الأساطير اليونانية.
وتشتهر المدينة التي عاشت أبهى فتراتها خلال العهد الروماني، بأنها واحدة من أهم مراكز فن النحت في العهد الروماني، حيث توجد مدرسة لفن النحت قرب المدينة.
وتستضيف المدينة الكثير من عشاق التاريخ ومحبي الفن كل عام؛ لاحتضانها هياكل ونقوش فريدة، ما تزال تحافظ على رونقها وجمالها.
كما تحتضن المدينة بوابة “تيترابيلون” ومعابد، وملاعب، ومسارح، وحمامات تاريخية.
ومما زاد من اهتمام السياح المحليين والأجانب بالمدينة الأثرية، إدراجها على لائحة التراث العالمي لمنظمة “يونسكو” وذلك خلال اجتماعات الدورة الـ41 التي انعقدت في مدينة كراكوف البولندية، في يوليو/تموز 2017.
وتحظى المواقع الأثرية المدرجة على قائمة المنظمة، بأهمية كبيرة بالنسبة للسياح الراغبين في رؤية القيم الأثرية، وتعتبر تلك المواقع من بين الخيارات الأولى لهم.
ومما يميّز المدينة التاريخية، أنها كانت مركزاً لتخريج النحاتين المتميزين حول العالم، والذين تركوا فيما بعد بصماتهم في مجال النحت.
وتستمر أعمال الحفر والتنقيب في “أفروديسياس”، بإشراف البروفسور رولاند سميث، الأكاديمي في جامعة أوكسفورد البريطانية.
وقال البروفسور سميث، إن المدينة العتيقة خرّجت العديد من النحّاتين في العصور الماضية، وأن هؤلاء كانوا يتميزون ويُشتهرون بمهاراتهم الفائقة في هذا الفن.
وأضاف أن كل زاوية من زوايا “أفروديسياس” كانت تضم ورشة للنحت في العهد الروماني، حتى أن أجمل المنحوتات وأكثرها دقة في ذلك العصر، خرجت من هذه المدينة.
وأوضح “سميث” أن فن النحت بدأ في المدينة أولاً على مستوى محلي، ثم تطور واشتهر لاحقاً إلى أن تصدرت “أفروديسياس” قائمة المدن الثلاثة أو الأربعة الأولى في تخريج النحاتين.
ودعا البروفسور “سميث” عشاق فن النحت والمهتمين بالتاريخ، إلى زيارة المدينة العتيقة، للاستمتاع بآثارها التاريخية والساحرة.
بدوره، أعرب التايواني فينغ يو وي، عن إعجابه بمدينة “أفروديسياس”، موضحاً أنها تحتضن الثقافة الشرقية والغربية معاً.
ووصف الأجواء التي عاشها خلال زيارته للمدينة، بـ “الساحرة والرائعة”، معرباً عن سعادته لزيارة “أفروديسياس”.
وتتطلع “أفروديسياس” لتسجيل رقم قياسي في عدد الزوار، حيث زارها نحو 50 ألف سائح العام الماضي، وسط توقعات بارتفاع الرقم المذكور إلى 3 أضعاف بحلول نهاية العام الحالي.
الاناضول