في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1958، هرب صراف كندي شاب، حاملا معه نحو 261 ألف دولار كندي، سرقها من خزينة البنك الذي يعمل به.
وهرب الشاب بوين ليستر جونستون، وكان يبلغ عمره حينها 27 عاما، لمدة 17 يوما، قبل أن يُلقى القبض عليه، ويصدر حكم في حقه بالسجن مدة أربع سنوات.
وبعد نحو 60 عاما، عاد الرجل مرة أخرى إلى البنك في أوتاوا بكندا، وقد تحول البنك بعد ذلك الحين إلى مطعم فاخر.
وحكى “اللص التائب” ذكرياته عن جريمة السرقة، خلال حديث على الغداء مع طاقم المطعم.
وفر جونستون حينها بالمبلغ، الذي تساوي قيمته الآن 2.2 مليون دولار أمريكي وفقا لقيمة الدولار الكندي الحالي، ما أطلق عملية مطاردة واسعة في أنحاء واسعة من أمريكا الشمالية.
وعُرضت آنئذ مكافأة بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي، لأي شخص يُدلي بمعلومات تقود إلى القبض على جونستون.
وألقت الشرطة القبض على جونستون في دينفر، بولاية كولورادو الأمريكية، بعد أن تناول الشمبانيا في حانة بأحد الملاهي الليلية، وذلك استنادا إلى أوصافه، الموجودة في ملصق يدعو للقبض عليه نشرته شرطة أوتاوا.
وكانت أوصافه تقول: “إنه أنيق المظهر، دائم التردد على الملاهي الليلية، يشرب الخمر ويستمتع بمرافقة النساء”.
وقال إليكس مكماهون، مدير قسم الخمور في مطعم ريفييرا في أوتاوا، لبي بي سي إن طاقم العمل في المطعم كان على علم بحادث السرقة القديم.
ولذلك حينما جاء الحجز عبر الإنترنت، وقال الزبون إنني “سأحضر صديقي إلى البنك الذي سرقه”، فإن جميع أفراد الطاقم توقعوا من سيكون صديق الزبون.
وتناول جونستون وصديقه الغذاء بالفعل في المطعم الأسبوع الماضي، مع كأس من الشمبانيا.
وقال جونستون للسيد مكماهون إن فترة سجنه علمته أن يقدر قيمة الحرية.
وبناء على طلب مكماهون، وقع جونستون على حائط مخزن الخمور، الذي يحتل نفس المكان الذي كان فيه قبو (خزينة) البنك، وكتب اللص، الذي سرق لمرة واحدة في حياته، رقمه في السجن إلى جوار توقيعه.
وسرق الصراف السابق الأموال يوم جمعة، وأخذ النقود من قبو البنك، وأخفاها في مكان في محيط المبنى، ثم عاد بعد ساعات وأخذها.
وفي يوم الأحد التالي، وبعد نحو 36 ساعة من السرقة، وقبل أن يفتح البنك أبوابه يوم الاثنين، ويكتشف خلو القبو من النقود، أخبر جونستون زوجته أنه سيكون مطلوبا للشرطة.
ولم يعد جونستون للبنك ثانية، وبدلا من ذلك هرب إلى الولايات المتحدة، وسافر إلى ديترويت، لوس أنجليس، وغيرها، وأخيرا وصل إلى دينفر.
ووفقا لتقرير إحدى الصحف في أعقاب القبض عليه، قال جونستون للضباط، الذين قبضوا عليه، إنه سرق المال “لأنني أردت دوما أن أجرب كيف ستكون الأمور معي، حينما أمتلك كل تلك الأموال”.
وأضاف: “الآن عرفت”.
وقال جونستون إنه كان يعلم أنه سيُقبض عليه، وإنه سعيد لأن القضية برمتها انتهت.
وتمت استعادة معظم الأموال المسروقة، ما عدا مبالغ بسيطة كان قد أنفقها جونستون، لكن والده قام بسدادها لاحقا.
وحصلت النادلة، التي أبلغت عنه في ملهى “شيه باري” الليلي، على المكافأة كاملة، عقب القبض عليه.
وصرح جونستون، لصحيفة “أوتاوا سيتيزن” عام 2013، بأن زوجته انتظرته حتى خرج من السجن عام 1960، وفي النهاية استأنف حياة مهنية هادئة وخالية من الجرائم.
ويصيغ مطعم ريفييرا ويطبع حاليا نسخة من منشور طلب القبض على جونستون، ليعلقه على جدران المطعم كنوع من الدعاية.
المصدر: بي بي سي