في الساعات التالية لإدانة اثنين من مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمبالسابقين، وهو أمر قد يؤدي إلى صعوبات قانونية كبرى أمام إدارة ترمب، كان المزاج العام داخل البيت الأبيض كئيباً.
وسيطرت على الأجواء عقلية صدامية، وسادت قناعة سواءٌ أكانت صحيحةً أم خاطئةً، بأن هذه ليست أول مرةٍ تبلغ فيها الأمور هذا السوء، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة New York Times، الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018.
ولم تكن تلك تعزيةً للمستشارين الذين اعترفوا بافتقارهم إلى استراتيجية للتعامل مع الأخبار القائلة إن المحامي السابق لترمب، مايكل كوين، قد اعترف أمام محكمةٍ فيدراليةٍ بأن ترمب قد وجَّهَهُ إلى ترتيب دفع مبلغٍ ماليٍّ لامرأتين، أثناء حملة 2016 الانتخابية لشراء صمتهما عن التحدث علانيةً، عن العلاقات التي زعمتا أنها أُقيمت بينهما وترمب.
ووفقاً للقاءاتٍ صحفيةٍ مع ستةٍ من مساعديه السابقين والحاليين، ليست هنالك خطةٌ لمراوغة إدانة بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترمب الانتخابية، بثماني تهمٍ بالاحتيال الماليِّ.
ولم يبقَ خيارٌ سوى أن يحذوا حذو ترمب؛ إذ لجأ الرئيس إلى تكتيكه المعتاد بتمشيط التقارير الإعلامية بحثاً عن أي فرصةٍ تسمح له بتصدُّر المشهد الإخباريِّ مجدداً، ولم يُلغِ مقابلةً مخططاً لها مع قناة Fox News، قال فيها أمس الخميس إن العالم سيشهد انهياراً مالياً لوبدأت إجراءات عزله من الرئاسة.
وكذلك لم تجد سارة هاكابي ساندرز المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض سوى الرجوع مراراً وتكراراً إلى تعليقات الرئيس السابقة على المسألة.
وكرَّرت سارة مقولة أنه «لم يرتكب خطأً» على الأقل ثلاث مراتٍ في اجتماعها مع الصحفيين، وهو إحساسٌ يردِّده موظفو البيت الأبيض على مسامع بعضهم في أحاديثهم الخاصة. «لا توجد تهمٌ ضدَّه».
تخبط لدى الرئيس
ولكن هذه المرة لاحظ المستشارون أن الرئيس، وهو رجلٌ كان يتلذذ فيما مضى بفكرة قيادة مناصريه في المعارك السياسية، قد بدا خانعاً. وظَهَر عليه استيعابٌ لمدى خطورة ما حدث للتو، ومع ذلك فقد وتَّر هدوؤه النسبيُّ بعض مساعديه، لأنه في المعتاد غالباً ما يفقد أعصابه تحت الضغط.
ووفقاً لشهادةِ عددٍ مِمَّن رأوا الرئيس ترمب في حالته النفسية المتجهِّمة، فقد سمعوه شارداً يتمتم: «لقد بدأنا بتهمة التواطؤ. كيف وصلنا إلى هنا؟»، وفقاً لما ذكرته الصحيفة الأميركية.
في وسط عامه الثاني منذ تولِّيه الرئاسة، تعلَّم مساعدو ترمب أن يتفادوا أو يصدُّوا أو يتجاهلوا تماماً أية تطوراتٍ رآها منتقدو الإدارة شائنةً لا يمكن التجاوز عنها. ففي الربيع الماضي، واجه المساعدون أسئلةً شبه مستمرةٍ حيال توزيع البيت الأبيض للتصريحات الأمنية يمنةً ويساراً.
وفي مايو/أيار، قال رودولف جولياني المحامي الشخصي للرئيس، إن ترمب قد ردَّ لمايكل كوين المبلغ الذي دفعه لإحدى المرأتين، وهي ممثلة الأفلام الجنسية ستيفاني كليفورد، في تناقضٍ صارخٍ مع زعم الرئيس مُسبَقاً جهله التامَّ بهذه القضية.
وهذا الصيف، أوقع البيت الأبيض نفسه في فخٍّ بسبب سياسات الهجرة المُتَّبعة لديهم، التي نتج عنها فَصلُ آلافٍ من العائلات عن بعضهم على الحدود، وتساؤلاتٌ حول سبب وقوف ترمب في صف سكوت برويت المدير السابق لوكالة حماية البيئة، الذي أجرت السلطات ما يزيد عن عشرة تحقيقاتٍ في ممارساته المتعلِّقة بالإنفاق والإدارة قبل استقالته في النهاية في يوليو/تموز، وأيضاً المؤتمر الصحفي الحميم بين ترمب والزعيم الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، فنلندا، والذي تعرَّض لانتقاداتٍ حادةٍ.
ويوم الأربعاء الماضي، استخفَّ عدَّةٌ من مساعدي الرئيس بالأخبار المتعلقة بمايكل كوين باعتبارها مجرَّد عنوانٍ صحفيٍّ آخر يفتقر إلى الرصاصة القاتلة التي يقولون إن المجلس الخاصَّ بحاجةٍ إليها لإثبات تآمر الرئيس مع مسؤولين روسيين.
وقد أمضى ترمب الساعات الأولى من صباح الأربعاء في كتابه تغريداتٍ؛ إذ نعت المُدان مانافورت بأنه «رجلٌ شجاعٌ»، وعلى عكس كوين، فقد «رفض الرضوخ أو اختلاق القصص لأجل إبرام صفقة».
ورصد ترمب كذلك عناوين الصحف، كما فعل بعد مؤتمره الصحفي مع بوتين. وفي اللقاء مع قناة Fox News، أصرَّ على أن النقود التي دُفِعت للمرأتين لم تأتِ من تمويلات حملته، وإنما من حساباته الشخصية.
وصرَّح ترمب أثناء اللقاء قائلاً: «لا أعرف إذا كنت تعرفين، لكنني كتبت تغريداتٍ بشأن الأموال المدفوعة. لكنَّها لم تأت من تمويلات الحملة». ولكن ما زالت قوانين التمويلات الانتخابية تحظر على ترمب تسديد مبالغ غير مسجلة ذات صلةٍ بالحملة، بغض النظر عن مصدرها. فلم يُفصح عن أيٍّ من هذه التسويات للجنة الانتخابات الفيدرالية.
وعلى الطائرة الرئاسية مساء الثلاثاء الموافق 21 أغسطس/آب، في طريق العودة من تجمُّعٍ سياسيٍّ في فيرجينيا الغربية، كرَّر ترمب استهانته بالأخبار، وأخبر مساعديه بأن التطورات القانونية لا علاقة لها به، بل بمانافورت وكوين. وتذمَّر كذلك بشأن المشهد العام للتجمُّع، إذ أخبر شخصاً على مقربةٍ منه بأن الجماهير بَدَت فاترةً وكانت بعض المقاعد شاغرةً.
وبحلول يوم الأربعاء الفائت، كان محامو ترمب يجادلون فيما بينهم بأن اعتراف كوين بتهمة انتهاك قوانين تمويلات الحملات الانتخابية يُعتَبَر ضربةً موجعةً ولكنها ليست قاضيةً، وكانوا يدرسون الخيارات المتاحة أمامهم للرَّد.
وبحسب New York Times فإن محامي الرئيس ركَّزوا على نقطة أن كوين كان قد أعلن مراراً في محاوراتٍ سابقةٍ أن ترمب لم يكن على علمٍ بالمبلغ المدفوع لستيفاني كليفورد، الشهيرة باسم ستورمي دانييلز.
ومن ناحيته قال جولياني المحامي الشخصي للرئيس ترمب، في مقابلةٍ صحفيةٍ أنه قد أفاض في الحديث مع ترمب، لكن الرئيس أراد إنهاء الحديث عن النزاعات السياسية والانتقال إلى مواضيع أخرى، ومنها مباراة الغولف التي شارك بها جولياني على ملعبٍ في إسكتلندا يوم الأربعاء الفائت.
وتابع جولياني أنهما قد ناقشا العواقب السياسية في حالة إصدار ترمب عفواً رئاسياً عن مانافورت، مضيفاً في تصريحاتٍ مشابهةٍ لكثيرٍ مما قاله الرئيس سِراً وعلى الملأ: «لم تكن لاعتراف يوم أمس ولا إدانة مانافورت ولا أي شيءٍ علاقةٌ بالتواطؤ، ولا علاقة لأيٍّ من هذه الأشياء بإعاقة العدالة. إن الرئيس يؤمن بقوةٍ بأن مانافورت قد تعرَّض لمعاملةٍ شنيعة».
وأردف أن فريق ترمب يدرسون إمكانية الإعلان عن تسجيلٍ واحدٍ على الأقل لكوين وهو يتحدث للصحفيين عن تسوياته مع ستيفاني كليفورد، التي أقرَّ فيها بأن تسديد المبالغ كان مبادرةً شخصيةً منه لإعفاء عائلة ترمب من الآلام.
وأشار الأشخاص الذين يعرفون ترمب منذ سنواتٍ إلى أنه لم يشعر قطُّ بأنه محاصرٌ -ولا منعزلٌ- كما يشعر الآن، وأنه يفقد اتِّزانه تماماً عندما يكون في مأزقٍ لا مفرَّ منه. وذكروا ردَّ فعله عقب تسجيل «Hollywood Access» المُسَرَّب له في أكتوبر/تشرين الأول 2016، حينما تباهى بقدرته على الإمساك بالمناطق الحساسة للنساء. إذ جاء ردُّ ترمب على هيئة الاستشهاد بمُتَّهِمات بيل كلينتون أمام زوجته هيلاري أثناء المناظرة الرئاسية في سانت لويس، وتصرَّف كأنه رجلٌ ليس لديه ما يخسره.
ونتيجة هذه الديناميكية، أثنى ترمب علانيةً على مانافورت، وفكَّر سرّاً في العفو عنه. وقد استعمل ترمب سلطته الإعفائية عدة مراتٍ منذ توليه مقاليد الحكم، بما فيها الإعفاء عن جو أربايو، مدير الشرطة المعادي للهجرة في أريزونا، ودينيش دي سوزا، الكاتب المحافظ الذي لوحق قضائياً بتهمة انتهاكه قوانين تمويلات الحملات الانتخابية.
وقال أحد المسؤولين إن هناك قائمةً بأشخاصٍ أفصح ترمب عن رغبته في دراسة العفو عنهم أو تخفيف أحكامهم القضائية، لكن لم يكن اسم مانافورت على هذه القائمة في أي وقتٍ، وقال جولياني في لقائه الصحفي إنهم لا يدرسون العفو عن مانافورت.
وقالت سارة ساندرز إن، على حد علمها، لم يناقش ترمب فكرة العفو عن مانافورت. وقال عديدٌ من مستشاري ترمب إنه متخوِّفٌ من التوابع السياسية وليس على استعدادٍ لفعل ذلك.
وفي أثناء ذلك، مانافورت صاحب الـ69 عاماً على موعدٍ للمثول أمام المحكمة الشهر المقبل للبتِّ في سبع تهمٍ موجهةٍ ضده، ومنها إعاقة العدالة، وعدم تسجيل نفسه كعميلٍ أجنبيٍّ، والتآمر على غسل الأموال.
المصدر: وكالات
تمكنت السلطات الأمنية في منطقة كارتيبي بكوجالي من اعتقال ثلاثة أشخاص يحملون جنسيات أجنبية، بتهمة…
أعلنت المحكمة الدستورية التركية إلغاء فترة الـ 15 يومًا في التأمين على السيارات، وذلك في…
أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) عن وقوع زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر…
أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، اليوم الاثنين، وقوع زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس…
عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين، مباحثات مع أمين عام حلف شمال الأطلسي…
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال فعالية في أنقرة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.