ملايين الكتب والمؤلفات تزخر بها المكتبة الوطنية بالعاصمة التركية أنقرة، مستعرضة ملامح ذاكرة ثقافية جماعية تحرص على حق جميع الأجيال في الاطلاع عليها والاستفادة منها.
وتعدّ المكتبة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية، أكبر مكتبة أرشيفية في البلاد، من حيث قدم تاريخ تأسيسها وافتتاحها لعامة الشعب.
وتأسست المكتبة عام 1946، فيما افتتحت للعامة في 16 أغسطس/آب 1948، متبنية رؤية تصنيف وتقديم ملايين المؤلفات المقروءة والمسموعة والمرئية في المجالات المختلفة، لمتناول القارئ، والحفاظ عليها من التلف والضرر لإيصالها إلى الأجيال القادمة.
ويستفيد حوالي 700 ألف شخص سنوياً من خدمات المكتبة الوطنية التركية المنضوية تحت المديرية العامة للمكاتب والمنشورات التابعة بدورها لوزارة الثقافة والسياحة التركية.
أما المستفيدون، سنويا، من خدمات المؤلفات الإلكترونية الموجودة على شبكة الإنترنت، فيقدّر عددهم بنحو 800 ألف شخص.
وتضمّ المكتبة الوطنية 9 صالات للقراءة، بطاقة استيعاب تصل ألفا و357 شخصا، فيما يبلغ عدد أعضائها المسجلين 110 آلاف عضو، وسط ازدياد مطرد سنوياً.
ولا تكتفي المكتبة بتقديم الخدمات المكتبة فقط، بل تتصدر المشهد الثقافي من خلال فعاليات النشر، وحماية وترميم الآثار الثقافية، وتحويلها إلى مؤلفات رقمية متاحة على شبكة الإنترنت، إضافة إلى العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية المحلية والدولية.
وبهدف تسهيل وتسريع إمكانية وصول القراء إلى المعلومة الصحيحة، ومواكبة لتطوّر وتسارع التكنولوجيا، تتيح المكتبة الوطنية العديد من الخدمات عبر الإنترنيت.
وفي هذا الإطار، تقدّم المكتبة خدمات “تصفّح الفهارس”، و”نظام المكتبة الرقمية”، و”قائمة المراجعه التركية”، و”خدمة حجز الكتب”، و”المكتبة الرقمية الأوروبية”، إضافة إلى “المكتبة المتكلمة” المخصصة للمعاقين بصرياً.
ومؤخرا، أنهى القائمون على المكتبة اتخاذ كافة التدابير القانونية والإدارية المتعلّقة بالتجميع والتصنيف الإلكتروني للكتب، ومن المتوقع أن تطلق عام 2021، خدمة الأرشيف الإلكتروني.
وبحسب آخر إحصائية أجريت في يوليو/تموز الماضي، تضم المكتبة الوطنية مليونا و410 آلاف كتاب مطبوع، و27 ألفا و796 مخطوطا، وحوالي 10 ملايين و255 ألف دورية، إضافة إلى مئات آلاف المحتويات الفنية والثقافية والسينمائية.
كما تتيح المكتبة خدمة الوصول إلى 13 مليون وثيقة عبر 20 قاعدة بيانات إلكترونية.
كما تضم أيضا مجموعة من الموسوعات والمخطوطات القديمة والنادرة، أبرزها موسوعة “مراد نامه” التي تتميز بأنها أول موسوعة في الدولة العثمانية، حيث كتبت عام 1428 ميلادية.
ومن بين المحتويات القديمة والنادرة التي تضمها المكتبة الوطنية، مؤلفات تعود للفترة العثمانية، وقد طبعت بالأحرف العربية، إضافة إلى أولى المؤلفات التي كتبت بالأحرف اللاتينية في بدايات العهد الجمهوري، عقب اعتماد البلاد الأحرف اللاتينية بدل العربية في أعقاب ما يُعرف بـ “انقلاب الحرف”.
وبخصوص المحتويات الرقمية، تضم المكتبة مخزونا من المخطوطات الرقمية ليصل عددها 27 ألفا و796، تعود لعهود مختلفة من العهدين العثماني والجمهوري، فضلاً عن مئات آلاف الصحف، والمجلات، ولوحات الرسامين المشهورين، ولافتات الإعلان السينمائية.
وبإمكان المعاقين بصرياً، الوصول إلى الكتب الدراسية أو الثقافية التي يبتغونها، عبر خدمة “المكتبة المتكلمة” التي توفرها المكتبة الوطنية ضمن بنيتها، والتي تضم أكثر من 5 آلاف كتاب صوتي في مجالات علمية مختلفة.
ومن بين الفعاليات التي تقوم بها المكتبة الوطنية، تبادل المؤلفات مع المكاتب الوطنية الأخرى خارج تركيا، أو تهادي الآثار العلمية والثقافية دون مقابل.
من جهة أخرى، تقوم الفرق المختصة التابعة للمكتبة، بترميم وصيانة العديد من المؤلفات والآثار العلمية، في مختبرات مخصصة لهذه الغاية ضمن بنية المكتبة، في خطوة لتأمين حمايتها من التلف والأضرار مع مرور الزمن.
.
م.الاناضول