ما جرى في تركيا مؤخرًا لا يدل على أن التحول الذي أحدثه الرئيس التركي أردوغان عبارة عن ضربة معلم فقط، بل هو انتصار نهج كامل متكامل يتضمن العديد من الجوانب، البلطة التي يتعامل معهاالخصم أي خصم، ناهيك عن صدق التحالفات المعقودة مع الآخرين.
لم تكن ضربة الطرمب ترامب المتمسح بالإنجليكانية ضد تركيا هي الأولى في محاولات التخريب، بل جاءت بعد فشل الكثير من المحاولات البائسة التي قامت بها المراهقة السياسية العربية الغبية، للتخلص من الرئيس أردوغان ونظام حكمه، خاصة بعد تحالفه مع قطر، علما أنهم تحالفوا مع كافة شياطين الأرض ممثلين بالصهيونية وربيبتها مستدمرة إسرائيل الخزرية.
حاولوا دعم “الحاخام” غولن لقلب نظام الحكم في تركيا، لكنهم فشلوا فشلًا ذريعًا والتف الشعب التركي أكثر حول رئيسه وحكومته، كما حاولوا دعم منافسين أقوياء ضدّ الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكنّ الشعب التركي اختار السيد أردوغان مجدّدًا، ولذلك أوعز تحالف صفقة القرن للطرمب ترامب أن يتقدم الصفوف ويعلن حربًا إقتصادية على تركيا، لكن أردوغان كان مختلفًا وكسب المعركة.
يبدو أن المراهقة السياسية العربية التي تناصب أردوغان العداء، لديها عمى ألوان سياسيا كاملا، يخالطه قصور في الفهم والتقدير لانعدام الخبرة، لذلك لم يحققوا النجاح الذين كانوا يصبون إليه وهو التخلص من الرئيس أردوغان، وبذلك أعطوا أردوغان وحلفاءه الفرصة الذهبية لتحقيق النصر العظيم، وإثبات ان تحالفهم ليس كبقية التحالفات، بل هو تحالف يرقى إلى مرتبة المقدس.
لقد بادرت دولة قطر ممثلة بأميرها الشيخ تميم برد الجميل لتركيا وقدمت 15 مليار دولار على هيئة استثمارات مباشرة، دعمًا لليرة التركية التي تعافت فورًا وارتفع سعرها أمام عملة البلطجة الدولار نحو 6%، وكانت زيارة الشيخ تميم لأنقرة ولقائه بالرئيس أردوغان رسالة سياسية بامتياز، وتعد الفزعة القطرية ردّ جميل لتركيا وليست جزية كما فعلت المراهقة السياسية عندما دفعت للمعتوه ترامب نصف تريليون دولار عدًّا ونقدًا، وما يزال يقول: هل من مزيد، مع أنهم يحاصرون الأردن ماليًّا وحاولوا خاسئين اغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني، ولا ننسى موقف دولة الكويت ممثلة بالشيخ ناصر الأحمد الذي تضامن هو الآخر مع تركيا، لكننا لم نعرف حتى اللحظة كم دفعت الكويت لنجدة حليفتها تركيا في هذا الموقف العصيب.
بعيدًا عن تحالفات تركيا الخليجية “قطر والكويت”، فقد ظهرت هناك مواقف دولية سوبر تمثلت في الموقف الألماني ممثلًّا بالمستشارة ميراكل التي كانت على خلاف شديد مع الرئيس أردوغان، لكنها بعد تفجير قنبلة الطرمب ترامب أخذت موقفًا شهمًا يدل على مدى وعيها، وصرّحت رسميًّا أنّ بلادها تتضامن مع تركيا وتحرص على استقرار اقتصادها، وهذه رسالة إلى البلطجي ترامب أولًّا قبل أن تكون رسالة للمراهقة السياسية العربية الغبية .
بعد ألمانيا جاء دور فرنسا ممثلة برئيسها ماكرون الذي أبدى هو الآخر تضامن بلاده مع تركيا، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على وعي سياسي، واستشعار بالخطر المدمر الذي سيطال العالم بأسره في حال نحج “المعتوه” ترامب في سياسة البلطجة التي يتبعها منذ توليه الحكم تزويرًا عام 2016، ومارس سياسة الابتزاز ضد اليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج العربية وأوروبا الغربية بحجة أن هذه البلدان تعيش تحت مظلة الحماية الأمريكية، ويتوجب عليها مضاعفة الفاتوة لضمان بقائها تحت المظلة الأمريكية.
لا أحد يغفل دور الشعب التركي الذي وقف وقفة رجل واحد دفاعًا عن نهج رئيسه ونظامه، حتى أنّ المعارضة التركية الشرسة مزقت الدولار لأجل الوطن، كما أنّ التجار الأتراك قاطعوا المنتجات الأمريكية الإلكترونية، وكان موقف الشعب التركي مشرّفًا في وقفته مع نفسه أولا حفاظًا على كرامته وسيادته، ولا ننسى أيضًا أحرار العرب الذين تضامنوا مع تركيا كل على طريقتهم الخاصة، فعلى سبيل المثال هناك بقال أردني في الرصيفة/الزرقاء أعلن قبوله الليرة التركية في محله البسيط الذي يبيع الألبان والأجبان، كما أنّ رجل أعمال مصري حوّل ربع مليون دولار أمريكي إلى الليرة التركية، وهذه الوقائع ذات مغزى.
لقد وقف الأحرار العرب مع تركيا وقفة رجل واحد فها هي الجاليات العربية في تركيا تقف إلى جانب الرئيس أردوغان وتدعم الليرة، كما أنّ طلبة عراقيين في الجامعات التركية حولوا ما بحوزتهم من دولارات إلى ليرات تركية، وشهدت الأزمة تحركات شعبية قطرية وكويتية على وجه الخصوص لدعم الليرة التركية من خلال شرائها بكميات كبيرة، ناهيك عن الحملات الشعبية الخليجية لدعم الليرة التركية، وكان ذلك بمثابة لطمة قوية على وجه المراهقة السياسية العربية، وقد أقدم سوريون في مدينة جرابلس ببيع مدخراتهم من الدولار وشراء الليرة التركية دعمًا لتركيا .
بقي القول أنّ اختيار الحلفاء والصدق معهم، والتدثر بالشعب هو الطريق إلى النجاة من المصائب حتى لو كان مصدرها “المعتوه” ترامب المقاول لتخريب علاقات أمريكا بأصدقائها على طريق تفكيكها أسوة بما حدث في الاتحاد السوفييتي السابق على يد غورباتشوف أوّلًا وبوريس يلتسين ثانيا.
.
أسعد العزوني
بعد فوز ترامب بمقعد الرئاسة، وبخلاف العرف المتبع في العديد من دول العالم، لن يتوجه…
أعلنت القنصلية العامة لدولة فلسطين في إسطنبول، الأربعاء، عن بدء العمل في خدمة استصدار جواز…
تحت عنوان "تحول الأمل والإثارة إلى قلق وخوف في حفل متابعة كامالا هاريس للانتخابات"، سلطت…
كشفت مصادر دبلوماسية تركية، الأربعاء، أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يعتزم إجراء زيارة…
أعلنت وكالة التخطيط في إسطنبول (İPA)، الأربعاء، عن ارتفاع ملحوظ في تكلفة المعيشة في المدينة…
حذرت هيئة الأرصاد الجوية التركية، الأربعاء، من سقوط أمطار غزيرة على الساحل الشرقي لمنطقة البحر…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.