قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن التعاون والحوار يشكلان حجر أساس في العلاقات التركية اليونانية.
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم إعادة افتتاح مبنى القنصلية اليونانية في مدينة إزمير، عقب الانتهاء من تجديده، بمشاركة نظيره اليوناني نيكوس كوسياس.
وأشار جاويش أوغلو إلى “وجود ميراث ثقافي لا يمكن إحصائه في البلدين”، وأن “هناك 5 آلاف كلمة مشتركة بين لغتينا، وهذا من شأنه أن يسهم في تقارب شعبينا”.
وأضاف: “كما قال نظيري هناك قضايا لا نتفق حولها، ونشهد أحيانًا أيامًا عاصفة في العلاقات، لكن في النهاية اعتبار الطرفين للتعاون والحوار حجر أساس للعلاقات ساهم في أن يكون ضبط النفس هو السائد”.
واعتبر الوزير التركي أن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى اليونان في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، شكّلت نقطة تحوّل في العلاقات.
وبيّن أن البلدين رفعا العلاقات بينهما إلى مستوى مجلس استراتيجي رفيع المستوى.
وأوضح جاويش أوغلو أن “إزمير (التركية) وسالونيك (اليونانية مكان مولد مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك)، تعتبران مدينتين شقيقتين”.
وقال في هذا الصدد: “يجب البدء بأقرب وقت ممكن بالرحلات البحرية بين المدينتين، كما أن هناك مشروع قطار (يصل) بين إسطنبول وسالونيك سننجزه”.
وذكر الوزير التركي أنه “لا يمكن إخفاء وجود خلافات في الآراء ببعض القضايا بين البلدين”، مستدركًا بأن أثينا لم تتبن موقفًا مزدوج المعايير بخصوص عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وانتقدت المعايير المزدوجة بهذا الصدد وأعربت عن دعمها لتركيا.
وأكّد جاويش أوغلو أن كافة الدبلوماسيين اليونانيين والموظفين يعتبرون ضيوفًا لدى تركيا وأمانة، مشددًا أن تركيا لا تحتضن سوى من يريد الخير لليونان، ولا تحتضن الإرهابيين والانقلابيين والخونة الذين يريدون استهداف اليونان.
وفي الأثناء، سُمعت داخل قاعة مبنى القنصلية أصوات مقاتلات تركية تجري طلعات تحضيرية من أجل العرض المقرر أن يقام في 9 سبتمبر/ أيلول بمناسبة الذكرى الـ 96 لتحرير إزمير.
وجرّاء سماعه الأصوات أشار الوزير اليوناني بإصبعه إلى السماء، ليبتسم على إثرها جاويش أوغلو ويؤكد لنظيره بأنه لا يوجد ما يستدعي القلق.
من جهته، قال كوسياس: “لا نحتضن إرهابيين، ولا نستضيفهم، فالسائد في بلدنا دائمًا هو العمل بالإجراءات القانونية والعملية القانونية الدولية”.
وألمح إلى إمكانية اعتبار تجديد وترميم مبنى القنصلية في إزمير بداية لإعادة الهيكلة بين البلدين، مبينًا أنهم سيقومون بترميم مشابه لمبنى السفارة في العاصمة أنقرة.
وأكد أنه يعمل مع نظيره التركي من أجل نقل العلاقات بين البلدين إلى مستويات أفضل، مضيفًا: “هناك قائدان كبيران في كلا البلدين، قادران على إيجاد حلول للمشاكل الموجودة استنادًا واعتمادًا على القانون الدولي، وسيواصلان العمل سويًا من أجل الاستقرار”.
وأكد أن اليونان وقفت دائمًا إلى جانب تركيا ضد كافة الانقلابيين والمحاولات الانقلابية وستواصل ذلك مستقبلًا، معربًا عن ثقته بأن تركيا ستحمي استقرارها في المجال الاقتصادي أيضًا.
واعتبر كوسياس تركيا قوة هامة في أوروبا، مبديًا أمله في رفع تأشيرات الدخول عن المواطنين الأتراك إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
فيما أكد الوزير اليوناني أهمية تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.