محلل استيراتيجي أمريكي يحذر بلاده من خسارة “حليف قوي” كتركيا

حذّر محلل استيراتيجي أمريكي، بلاده من “خسارة حليف قوي مثل تركيا” بسبب الأزمة القائمة بين البلدين، مشيرًا أن خطوات واشنطن الخاطئة قد تدفع تركيا للانضمام لمنظمات تقودها روسيا.

جاء ذلك في مقالة للمحلل، والخبير الاستيراتيجي الأمريكي، مارتن سيف، نشرها الإثنين، الموقع الإلكتروني لمؤسسة “الثقافة الاستيراتيجية”، التي تتخذ من الولايات المتحدة، مقرًا لها.

المقالة جاءت تحت عنوان “تكرار أخطاء تشرشل: هل تجبر الولايات المتحدة تركيا على الانضمام لمنظمة شانغهاي للتعاون ؟”، وسلطت الضوء على الأزمة السياسية الحالية بين واشنطن وأنقرة.

وخلال أغسطس/آب الماضي، توترت العلاقات بين وانشطن وأنقرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية.

وذلك بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي، أندرو برانسون، الذي يواجه اتهامات “بالتجسس والإرهاب”، ومعتقل بتركيا منذ العام 2016.

وردت تركيا على القرار الأمريكي بمضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على 22 منتجًا أمريكيًا، وهذه النسبة تعادل 533 مليون دولار إضافي.

وفي هذا السياق قال سيف إن “الخطوات(في إشارة للعقوبات) التي اتخذتها واشنطن خلال الأزمة تشبه أخطاء، رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل التي كانت سببًا بوقوف الدولة العثمانية بجوار ألمانيا ودول المحور خلال الحرب العالمية الأولى(1914-1918)”.

وأشار سيف أن “تشرشل في تلك الفترة رفض كمسؤول سياسي تسليم الدولة العثمانية سفينتين حربيتين تم إنشائهما في الترسانات البريطانية، بذريعة أن الأخيرة لم تدفع ثمنهما مقدمًا”.

وأوضح أن هذا القرار “دفع الدولة العثمانية لدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب كل من ألمانيا، وإمبراطورية النمسا والمجر”

وذكر أن “الدولة العثمانية لما دخلت الحرب بسفن حربية اشترتها من ألمانيا، أغلقت المضايق التركية في وجه الحلفاء، ما أدى لقطع خط التموين بين بريطانيا، وفرنسا وروسيا، فاضطر الإنجليز لشن حرب (عام 1915) في جبهة الدردنيل بتركيا انتهت بهزيمتهم”.

وتابع قائلا “والولايات المتحدة اليوم باتخاذ خطوات تهدف لعزلة تركيا، تكرر نفس الخطأ الاستيراتيجي الذي ارتكبه الإنجليز في الماضي، وهذا من شأنه عزوف أنقرة عن حلف شمال الأطلسي(ناتو)”.

وأضاف سيف قائلا “كما سيدفعها للانضمام إلى سلسلة من المبادرات والمنظمات الدولية التي تتزعمها روسيا، مثل منظمة شانغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي”.

وأوضح ان تركيا حاليًا شريك حوار مع منظمة شانغهاي، وتفكر كذلك في إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

كما لفت إلى “أهمية تركيا كحليف قوي في حلف الناتو على مدار 63 عامًا، ولها موقع استيراتيجي بالغ الأهمية من حيث نشر القوات في شرق المتوسط، والشرق الأوسط”.

وأوضح أنه في “حال اندلاع حرب مع روسيا، ستكون مسألة القيام بأية عمليات في البحر الأسود، وإمداد السفن الحربية الأمريكية به، أمر قابل التنفيذ من خلال الاتفاق مع تركيا”.

تجدر الإشارة أن المحلل المذكور عمل على مدار 24 عامًا مراسلًا لوكالة “يونايتد برس” الأمريكية، ولصحيفة “واشنطن بوست”، كما قدّم العديد من البرامج في قنوات “سي إن إن”، و”بي بي سي”، و”فوكس نيوز”، و”إن بي أر”.

المصدر: الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.