قال الأكاديمي التركي علي فؤاد أورنتش، إن منطقة الأناضول (الشق الآسيوي من تركيا) كانت على مر التاريخ، الملاذ الأخير للمظلومين والمضطهدين حول العالم.
حقيقة تاريخية أكدتها وثائق الأرشيف العثماني، التي تظهر أن المنطقة كانت دوما مقصدا للشعوب المضطهدة والمظلومة في شتى بقاع الأرض.
واستنكر أورنتش، وهو عضو الهيئة التعليمية في قسم التاريخ بجامعة إسطنبول، الحملة المنهجة التي تستهدف القيم التاريخية للشعب التركي.
وأشار إلى أن مثل هذه الحملات تستهدف مفهوم “الأنصار والمهاجرين” لدى مجتمع الأناضول، مع أن المنطقة كانت على مر التاريخ الملجأ الأخير للمظلومين والمضطهدين حول العالم.
– أناضول الأمس واليوم.. ملاذ المضطهدين
وقال أورنتش إن إدارة أرشيف رئاسة الجمهورية التركية، نشرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة تاريخية أظهرت استقبال الدولة العثمانية لمهاجرين لجؤوا إليها عقب الحرب مع روسيا والمعروفة بـ”حرب 93″، في حلب والشام.
وتعد هذه الوثيقة التاريخية من بين عدة وثائق أرشيفية ضمن “وثائق قصر يلدز في عهد السلطان عبد الحميد الثاني”، التي تظهر أن الدولة العثمانية استقبلت 34 ألف لاجئ في ولاية الشام، وأكثر من 15 ألف في ولاية حلب العثمانيتين آنذاك، عقب الحرب العثمانية الروسية (1877 – 1878).
وأضاف الأكاديمي خلال حديثه حول الهجرة واللاجئين في العهدين العثماني والجمهوري، أن الهجرة واللاجئين يعتبران جزءا من حياة الشعب التركي ومنطقة الأناضول منذ القدم.
وبالنسبة له، فإن التاريخ يعيد نفسه بين الأمس واليوم، حيث باتت منطقة الأناضول، اليوم، مقصدا لكافة الشعوب المضطهدة بالمنطقة، سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك، تماما كما كانت قبل قرون.
فمع ضعف الإمبراطورية العثمانية وتمزقها، وبدء خسارة عدد من الأراضي، شهدت منطقة الأناضول موجات هجرة جماعية إليها، وبالأخص عقب حرب البلقان عام 1783.
وأيضا شكلت حرب القرم (1853- 1856) نقطة تحول في قضية اللاجئين، حيث جرى البدء بتوزيعهم عقب هذه الحرب في مختلف الولايات العثمانية المناسبة، بدءا بالأناضول والبلقان، ومرورا بالشام وبيروت، وصولا إلى السودان.
الأكاديمي لفت أيضًا إلى أن “إسطنبول كانت على مر التاريخ، أكثر الولايات التي نالت نصيبها من المهاجرين واللاجئين، حتى أنها باتت أهم مدينة للاجئين”.
واستشهد الأكاديمي بوثيقة أرشيفية تعود لعام 1860، تظهر أن جميع منازل إسطنبول امتلأت باللاجئين. وفي هذه المرحلة تم إنشاء “إدارة المهاجر” المعنية بسد احتياجات اللاجئين وإيجاد الحلول لمشاكلهم.
وأردف: “يتضح من الوثائق الأرشيفية التي تعود لعام 1878، أن الأراضي العثمانية كانت تحتضن آنذاك ما يزيد عن 694 ألف لاجئ، 110 آلاف منهم كانوا في إسطنبول”.
وأضاف أورنتش أن كثافة أعداد اللاجئين، دفع الدولة العثمانية إلى توزيعهم على كافة ولاياتها، بما فيها الواقعة منها في القارة الإفريقية مثل السودان.
وبحسب وثيقة أرشيفية يعود تاريخها إلى 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1878، أسكنت الدولة العثمانية عقب الحرب مع روسيا وحروب البلقان، عشرات الآلاف من الأتراك والمسلمين اللاجئين إليها، في الأناضول والشام وبيروت، بل وحتى في السودان.
وتشير وثائق أرشيفية أخرى أن سوريا (الشام) التي كانت ولاية عثمانية قبل حوالي 100 عام، كانت إحدى المناطق التي أسكنت فيها الدولة العثمانية اللاجئين القادمين من مناطق القرم والقوقاز والبلقان.
– تنوع المجتمع العثماني
وحول آثار الهجرة في العهد العثماني، قال الأكاديمي التركي إن اللاجئين جلبوا معهم ثقافتهم في المأكل والمشرب والزراعة والمهن، مما خلق نوعا من التنوع داخل المجتمع العثماني.
واستمرت موجات الهجرة بعد حرب البلقان، وخصوصًا خلال الحرب العالمية الأولى، لتكون بذلك الدولة العثمانية والجمهورية التركية منذ تأسيسها، مقصدا للمهاجرين، وكلاهما منح مشاكل اللاجئين اهتماما بارزا، وعملا على إيجاد الحلول لها.
واختتم الأكاديمي التركي بالإشارة إلى أن مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، من مهاجري “سلانيك” الواقعة حاليا في اليونان.
.
م.الاناضول
اندلع حريق في محرك طائرة تابعة لشركة الطيران الروسية "Azimuth Airlines" من طراز "Sukhoi Superjet…
أقر البرلمان تعديلات قانونية تنص على فرض عقوبات مشددة للاستخدام لأجهزة الوميض في السيارات، في…
لقي إمام مسجد مصرعه في مدينة أضنة، بعدما تعرض للطعن داخل المسجد على يد طفل…
شهدت مناطق بيوك تشكمجة، وأفجيلار، وإسنيورت في إسطنبول حادثة مروعة حيث ارتكب الشاب التركي بهدادير…
أصدرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) تحذيرات من الأمطار والثلوج لمجموعة من المدن في تركيا،…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تواصل مساعيها لإنهاء التوترات في المنطقة والمساهمة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.