العالم

لماذا كل هذه الاستعدادات الأمريكية في الجزر اليونانية؟

تشهد منطقة الجزر اليونانية تحركات أمريكية مكثفة منذ شهر بغرض إقامة دولة إرهابية في سوريا. وتشير تقارير إلى أن حكومة أثينا عرضت على واشنطن إقامة قواعد عسكرية في جزيرتي كريت وكربه. وأما الولايات المتحدة فتهتم بمنطقة دده أغاتش القريبة من مضيق الدردنيل. ومن جانبها بعثت تركيا برسالة إلى “مخطط الحصار” هذا من خلال تدريبات استعدادية للحرب أجرتها فرق القوات الخاصة.

بدأت الولايات المتحدة التمركز بشكل كثيف في البحر المتوسط وبحر إيجة لمواجهة الوجود الروسي القوي في سوريا والبحر المتوسط. وقد أجرى رئيس الأركان الأمريكي جوزيف دنفورد زيارة إلى أثينا نقلتها وسائل الإعلام اليونانية بعنوان قالت فيه “لا يبدو أنها زيارة مشابهة (لا تشمل تركيا كذلك) تجرى بشكل مستقل إلى اليونان منذ انضمامنا إلى حلف الناتو عام 1952”. وقد شهدت الزيارة إجراء مباحثات حول تمركز الولايات المتحدة بشكل أكثر كثافة في اليونان وجزر بحر إيجة.

“وصلنا لأفضل مرحلة منذ 5 عقود”

وقد نوقشت خلال زيارات الوفد الأمريكي الذي ترأسه السفير الأمريكي في أثينا جيوفري بيات لمنطقة دده أغاتش مسألة أن هذه التمركزات العسكرية تشمل كذلك دده أغاتش المطلة على مضيق البوسفور الذي يحمل أهمية استراتيجية كبيرة من حيث التحكم بعبور السفن الروسية. وكشفت تقارير أن المواقع التي تطلب واشنطن التمركز بها تستهدف كذلك أماكن بها في الوقت نفسه موانئ ومطارات. وقد كتبت الصحافة اليونانية تقول “وصلت العلاقات اليونانية – الأمريكية إلى نقطة لم تصلها مذ 5 عقود”.

واشنطن تريد كريت وكربه من أجل قواعدها

وتتابع الجهات المعنية كذلك مساعي أثينا منح الولايات المتحدة، التي طلبت قواعد من الإدارة اليونانية لجنوب قبرص، قواعد كذلك في بحر إيجة. وكشفت مصادر أن هناك مخططا لأن تكون هذه القواعد في جزيرتي كريت وكربه. وتمتلك أمريكا حاليا 3 سفن عسكرية وغواصة نووية في بحر إيجة وشرق المتوسط. وقد أدت هذه التطورات إلى الاعتقاد بأن “الولايات المتحدة تستقر رسيما في إيجة والمتوسط”، وبما أن كل هذا يحدث ضمن مخططات لا تشمل كذلك تركيا، العضو الآخر بحلف الناتو، فقد أدى إلى طرح سؤال مفاده “لماذا كل هذه الاستعدادات؟”

استراتيجية الانتشار العسكري

وقد كشفت معلومات مسربة إلى الرأي العام عن أن ويس ميتشل، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا، يخطط لإضافة اليونان والإدارة اليونانية لجنوب قبرص كذلك إلى قائمة “الدول الحدودية”. لكن من الواضح للعيان أن الولايات المتحدة، المرتبطة بمصادر الطاقة شرق المتوسط وتهديد توسيع روسيا لنطاق نفوذها في البحر المتوسط، تقوم بهذا الانتشار العسكري في المنطقة رغم إرادة تركيا.

أردوغان يبلغ تسيبراس

ويعلم الجميع أن اليونان تتحين كل الفرص المتاحة للحصول على الدعم الأمريكي والأوروبي، ولهذا فهي قد أولت اهتماما كبيرا بهبوط مقاتلات إف – 22 الأمريكية ليومين في مدينة لاريسا، فيما نشرت صحيفة وول ستريت الأمريكية خبرا يصف هذا المشهد بعبارة “تهتم واشنطن بالانتشار العسكري في اليونان في ظل التوتر القائم مع أنقرة”. وقد تناول أردوغان كل هذه التطورات مع رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس خلال اللقاء الذي جمعهما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد شارك في ذلك اللقاء من الجانب التركي وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو والخزانة والمالية براءت ألبيرق والدفاع خلوصي أكار. وقد استغلت اليونانية التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا وزادت كذلك من مباحثاتها مع إسرائيل للحصول على دعمها العسكري القوي، ومن بين طلبات أثينا خلال هذه المباحثات هو رفع هذا التعاون لقدرات القوات المسلحة اليونانية بشكل كبير. ولا يزال الجيش اليوناني يعاني من بنية تحتية ضعيفة للغاية.

تركيا لن تسمح بما يحدث

وأما الطلب الآخر فتلخص في خدمة هذه العلاقة الاستراتيجية للمصالح اليونانية في شرق المتوسط والبلقان. ولمواجهة أي مبادرات محتملة تقدم عليها اليونان مستغلة القوة والدعم اللذين ستحصل عليهما من هذه التطورات، فقد أجرت القوات البحرية التركية استعراضات لقدراتها في بحر إيجة وشرق المتوسط. وقد أجرت القوات الخاصة البحرية التركية، التي تزيد قوتها كلما طهرت من عناصر تنظيم غولن الإرهابي، مؤخرا مناورات تدريبية في شرق البحر المتوسط، ما أشاع الحماس والطمأنينة في قلوب أبناء الشعب التركي. وتقوم تركيا بتدريبات مخططة عادية إضافة إلى المناورات العسكرية لتبعث برسالة إلى كل الجهود الرامية لزعزعة الاستقرار في المنطقة مفادها “نحن نراكم”. وكان مجلس الأمن القومي التركي قد عقد اجتماعا يوم 20 سبتمبر الجاري وصدر عنه بيان تم التأكيد فيه أن أنقرة تتابع التطورات التي يشهدها بحر إيجة والبحر المتوسط وأن تركيا مستعد للدفاع عن مصالحها في المنطقة.

استعراض للقوات الخاصة البحرية التركية

وقد أجرت القوات البحرية التركية استعراضا عسكريا في بحر إيجة والبحر المتوسط لمواجهة أي تطورات محتملة لما تقوم به اليونان. وقد أجرت القوات الخاصة البحرية، التي تزيد قوتها كلما طهرت من عناصر تنظيم غولن الإرهابي، مؤخرا مناورات تدريبية في شرق البحر المتوسط، ما أشاع الحماس والطمأنينة في قلوب أبناء الشعب التركي.

.

م.يني شفق

أحدث الأخبار

التعليم التركية تعلن موعد بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول

أعلنت وزارة التربية الوطنية التركية ، الخميس، عن موعد بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول…

07/11/2024

الشرطة التركية تعثر على بطاطس مخدرة في طريقها إلى دبي

كشفت صحف تركية، الأربعاء، عن ضبط فرق الشرطة التركية 380 ألف حبة مخدرة في شاحنة…

07/11/2024

هل تذكرون “لميس” التركية؟ شاهدوا توأمها نسخة منها! (فيديو)

نشرت الفنانة التركية الشهيرة توبا بيوكستون، الخميس، مقطع فيديو مع ابنتيها التوأم مايا وتوبراك عبر…

07/11/2024

قانون تركي جديد ييثير غضب الغرب والمعارضة

أعلن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، الخميس، عن نيته تقديم قانون تركي جديد في البرلمان…

07/11/2024

هل سيوقف الرئيس الأمريكي ترامب الحرب على غزة؟!

أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية أنه سيوقف الحرب الدائرة في قطاع…

07/11/2024

تصريح مثير من رئيس حزب الشعب الجمهوري حول عزل إمام أوغلو

أطلق رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، الخميس، تصريحات مثيرة، حول القضايا المرفوعة ضد رئيس…

07/11/2024