أردوغان يختتم زيارته إلى ألمانيا

اختتم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، زيارة رسمية إلى ألمانيا استغرقت 3 أيام، ووصفها بأنها كانت “مثمرة وناجحة للغاية”.

إذ غادر الرئيس والوفد المرافق له مطار مدينة “كولونيا”، غربي ألمانيا، عائدا إلى البلاد، بعد زيارة كانت حافلة باللقاءات والفعاليات الهامة، وتم خلالها الاتفاق على ضرورة وضع الخلافات جانبا، والتركيز على المصالح المشتركة وتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات ابتداءً من مكافحة التنظيمات الإرهابية، ومواجهة الحروب التجارية.

كان الرئيس التركي وصل إلى ألمانيا، الخميس الماضي، قادما من نيويورك؛ حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورافق أردوغان في زيارته، عقيلته أمينة، إضافة إلى وزراء الخزانة والمالية براءت ألبيرق، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارنك، والدفاع خلوصي أكار، والتجارة روهصار بكجان، والصحة فخر الدين قوجة، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألتون، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.

– أجندة الجمعة

ووسط احتفاء كبير، استقبل الرئيس فرانك فالتر شتاينماير الرئيس أردوغان في قصر بيليفو بالعاصمة برلين، الجمعة.

وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، أجرى الرئيس أردوغان مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تلاها مؤتمر صحفي مشترك.

وخلال المؤتمر، أكد الرئيس التركي حرص تركيا على تطوير العلاقات الاقتصادية مع ألمانيا، وثمّن موقف الحكومة الألمانية في هذا الاتجاه.

وأكّد أنه توافق مع ميركل بشأن تفعيل آليات التعاون التي جمدت لفترة بين البلدين.

وأشار إلى أن وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، بيتر ألتماير، سيزور تركيا في أكتوبر/تشرين الأول القادم مع وفد كبير من رجال الأعمال؛ للمشاركة في النسخة الثانية من المنتدى التركي الألماني للطاقة.

الرئيس أوضح أنه نقل للمستشارة الألمانية تطلعات بلاده حيال تعزيز التعاون في مكافحة التنظميات الإرهابية، وعلى رأسها “غولن” و”بي كا كا”.

وأعرب أردوغان عن ارتياحه للتصريحات الصادرة من المسؤولين الألمان في هذا الخصوص.

بينما قالت ميركل إن بلادها تريد تركيا مستقرة وتنمو بشكل مستدام اقتصاديا، لافتة إلى أنها بحثت مع الرئيس أردوغان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضافت: “نرغب بتطوير التعاون مع تركيا في مكافحة الإرهاب، وستستأنف في هذا الصدد الاتصالات بين وزيري داخلية البلدين”.

وتابعت: “ندين المحاولة الانقلابية في 15 تموز بتركيا، وقد أعلنتها سابقا لا يمكن القبول بذلك أبدا. ولدينا حاجة إلى مزيد من المعلومات لتصنيف حركة غولن كمنظمة إرهابية مثل بي كا كا”.

وأشادت المستشارة الألمانية بـ”الأداء الاستثنائي” لأنقرة فيما يتعلق بملف الهجرة، مشيرة في هذا الصدد إلى استضافة تركيا لأكثر من 3 ملايين لاجئ بشكل متميز.

وأفادت بأن ألمانيا ستتدخل لدى الاتحاد الأوروبي، من أجل دفع الاتحاد المبالغ المالية التي تعهد بها من أجل اللاجئين، دون مزيد من المعوقات البيروقراطية.

وعقب ذلك، زار أردوغان النصب (Neue Wache) التذكاري الرئيسي لضحايا الحروب، ووضع فيه إكليلا من الزهور.

وتكلمة لفعاليات يوم حافل بالفعاليات، استقبل الرئيس أردوغان مدراء كبرى الشركات والبنوك الألمانية في برلين.

ووجه الرئيس رسائل طمأنة للمستثمرين، مؤكدا أن كل من استثمر في تركيا إلى اليوم كان من الرابحين، وأن المستثمرين الأجانب سيواصلون تحقيق الأرباح.

وقدمت الشركات الألمانية خططها الاستثمارية في تركيا، وطلبت من الرئيس أردوغان تقديم الدعم لها في عدة أمور.

وحضر الاجتماع إلى جانب مدراء الشركات، رؤساء الغرف التجارية والصناعية في البلدين، ورؤساء المؤسسات التجارية والصناعية الألمانية التركية المشتركة.

وفي ختام اليوم، شارك الرئيس أردوغان في مأدبة عشاء أقامها على شرفه نظيره الألماني في قصر بيليفو.

وفي كلمة ألقاها خلال المأدبة، أعرب الرئيس التركي عن ثقته في أن زيارته الحالية إلى ألمانيا، ستنقل الصداقة المتجذرة بين البلدين إلى مستويات جديدة.

– أجندة السبت

وصباح السبت، آخر أيام الزيارة، اجتمع الرئيس أردوغان مجددا مع ميركل، على مأدبة الإفطار؛ حيث عقد الجانبان مباحثات تناولت تعزيز علاقات البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية.

واختتم الرئيس التركي الزيارة، بافتتاح المسجد المركزي بمدينة كولونيا، غربي ألمانيا، التابع للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية “ديتيب” (أكبر رابطة إسلامية بالبلاد).

ويعد هذا المسجد واحد من أكبر المساجد في أوروبا، وتبلغ مساحته 6 آلاف متر مربع، وبني وفق طراز معماري فريد.

وفي كلمة ألقاها الرئيس أردوغان، خلال افتتاح المسجد، شدّد على أن تركيا لن تسمح لحفنة من المتعاطفين مع تنظيمي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيين بالتأثير سلبا على العلاقات التركية الألمانية.

وقال: “في نظرنا لا فرق بين مجرمي داعش الذين قتلوا المدنيين في سوق ببرلين وإرهابيي بي كا كا الذين قتلوا أما ورضيعها في تركيا”.

وأكد أن الإسلام دين سلام، ولا مكان فيه للإرهاب، وأنه “لا علاقة لتنظيم داعش والتنظيمات المشابهة له، بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد”.

وتطرق لنتائج الزيارة إلى ألمانيا، قائلا: “أجرينا زيارة مثمرة وناجحة للغاية في وقت حرج، وأكدنا خلال لقاءاتنا على ضرورة وضع الخلافات جانبا والتركيز على مصالحنا المشتركة”.

وأضاف: “سنعزز تعاوننا مع الجانب الألماني في جميع المجالات ابتداء من مكافحة التنظيمات الإرهابية، مرورا فيما يتعلق بسوريا وأزمة اللاجئين، وصولا إلى الحروب التجارية”.

وأكد أن اللقاءات “عزّزت أواصر الصداقة المتجذّرة بين البلدين”.

وقدّم الرئيس شكره لشتاينماير للدعوة التي وجهها له لزيارة ألمانيا.

 

 

.

م.الاناضول