من المقرر افتتاح أطول جسر في العالم هذه الأيام، وهو جسر بحري يربط بين مدينتي هونغ كونغ وماكاو، بالأراضي الصينية الرئيسية، كمرحلة من خطة موسعة مثيرة للجدل تهدف إلى دمج المناطق الإدارية الخاصة في الصين، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
سيُفتتح جسر هونغ كونغ-زوهاي-ماكاو الذي تكلف إنشاؤه 20 مليار دولار، رسمياً يوم الثلاثاء في حفل من المفترض أن يحضره الرئيس الصيني شي جين بينغ. شيد المسؤولون الصينيون الجسر البالغ طوله 55 كيلومتراً كجزء أساسي من خطة منطقة الخليج الكبرى، والتي دُشنت لربط مدينتي هونغ كونغ وماكاو بـ 11 مدينة صينية أخرى، لإنشاء منطقة تكنولوجية متقدمة تنافس وادي السليكون.
يربط الجسر بين جزيرة لانتاو التابعة لهونغ كونغ، ومدينة زوهاي الواقعة على الساحل الجنوبي لمقاطعة غوانغدونغ، ومدينة ماكاو، التي تُعد مركزاً لنوادي القمار، ومقصداً سياحياً شهيراً للزوار للصينيين.
قال فرانك تشان فان، وزير النقل والإسكان بهونغ كونغ، يوم الجمعة، إن «الجسر ليس مجرد مشروع بنية تحتية عملاق للنقل شُيد بالتعاون بين غوانغدونغ، وهونغ كونغ، وماكاو فحسب، بل هو مشروع تكامل تجاري ومالي ولوجستي وسياحي بين غوانغدونغ، وهونغ كونغ، وماكاو. ستتولى فيه هونغ كونغ دور الصدارة فيما يتعلق بتطوير منطقة الخليج الكبرى».
لماذا لا يمكنك عبور الجسر بسيارتك مباشرة؟
ومع ذلك، لن تكون السيارات الخاصة قادرة على عبوره إلا بعد استخراج تصريح خاص. إذ سيُخصص المعبر بشكل أساسي لعبور حافلات النقل الخاصة، ومركبات شحن البضائع. ولن يكون الجسر مخصصاً للاستخدام من قبل وسائل النقل العام.
لكنه تعرض لانتقادات بيئية واقتصادية
منذ تدشينه، كان المشروع أحد أكثر المشاريع عرضة للنقد في هونغ كونغ، إذ يعتقد السكان المحليون أنه استغلال غير كفء لأموال دافعي الضرائب.
كما ألقى عدد من حماة البيئة اللوم على عملية تشييد الجسر في انخفاض أعداد الدلفين الأبيض الصيني المُهدد بالانقراض. بينما يشير آخرون إلى أن الجسر ما هو إلا أحد الطرق الأخرى التي ابتدعتها بكين لربط المناطق الإدارية المستقلة أكثر بالصين.
قال أحد المشرعين المناصرين للديمقراطية، إيدي تشو، «إنه مشروع عملاق ليس له ضرورة ملحة، أُسس بدافع سياسي». وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤولون إن حركة المرور على الجسر سوف تنخفض بنسبة 25 % بحلول عام 2030 بسبب تشييد جسر آخر منافس. وقال «ليس هناك حاجة ماسة له».
إنه ثلاثة جسور في الحقيقة إضافة لنفق
دُعم المشروع الذي شُرع العمل فيه منذ عام 2009 بثلاثة جسور مثبتة بالكابلات، وصُمم ليصمد أمام قوة رياح تصل سرعتها إلى 340 كيلومتراً في الساعة. كما أُنشئ نفق تحت البحر بطول 6.7 كيلومتر لتجنب تعطيل حركة الملاحة التي تربط بين الجزيرتين الصناعيتين.
وأبراجه ذات تصميم يشبه الدلافين
صُممت الأبراج فوق الجسر كي تبدو مثل الدلافين. تكريماً للدلفين الأبيض، والعقد الصينية، وصواري القوارب، وفقاً لما قاله مصمم الجسر. ومن المفترض أن منحنيات الطريق تشبه الثعبان.
وتأخر افتتاحه سنوات
كان من المقرر افتتاح الجسر عام 2016، لكن الجسر واجه عدة عقبات تمثلت في تأخيرات إنشائية، وتجاوزات في الميزانية، وبعض المشاكل المتعلقة بالسلامة. فقد لقي 9 عمال مصرعهم، وأصيب أكثر من 200 آخرين بجراح خلال فترة بناء الجسر. كما فرضت غرامات على 6 مقاولين من الباطن هذا العام بسبب تعريض حياة العاملين للخطر.
وخلافات حول مدى جودته
بدا في وقت سابق من هذا العام، أن الكتل الخرسانية المحيطة بالجزيرة الصناعية، قد انجرفت بعض الشيء، ما أثار موجة من الانتقادات حول مدى جودة الجسر. بينما صرح مسؤولون أن ذلك كان متعمداً.
ويقول البعض إن ذلك الجسر ليس ضرورياً
نظراً لطرق النقل الموجودة بالفعل التي تربط تلك المناطق ببر الصين الرئيسي. قال مي كام نغ، الأستاذ بقسم الجغرافيا بالجامعة الصينية في هونغ كونغ، «لا أظن أن الناس متحمسون جداً له. لقد استمر العمل فيه لمدة طويلة جداً، وكانت تكلفته باهظة، بينما هناك وسائل عدة للعبور إلى دلتا نهر اللؤلؤة على الجانب الغربي بالفعل».
وسيربط مدناً ثلاثاً
بشكل أو بآخر، سيؤدي الجسر إلى تحقيق التكامل بين المدن الثلاث. سيمر المسافرون عبر الجسر بثلاث نقاط تفتيش مختلفة، في هونغ كونغ، وماكاو، وزوهاي.
قال نغ «بدايةً بافتتاح الجسر، ومروراً بالتكامل بين هذه المناطق الثلاث المختلفة في نهاية المطاف، مع وجود ثلاث مجموعات مختلفة من المؤسسات، والأنظمة الحاكمة، التي تتسم بتاريخ وثقافات مختلفة إلى حد بعيد، لا شك أنها تجربة مثيرة للاهتمام».
.
.
م.عربي بوست