لماذا يضع الناس في الصين أجهزة تعقب اللياقة البدنية على ورق المرحاض؟

من المظاهر الغريبة التي لاقت رواجًا كبيرًا على المنصات الاجتماعية في الصين، هي وضع أجهزة تعقب اللياقة البدنية، كالساعات الذكية، على أجسام أسطوانية الشكل مثل لفافات ورق التواليت، وأجسام أخرى، واكتشاف أن هذه الأجهزة تعرض نبضًا عند تثبيتها على تلك الأجسام! ما طرح السؤال القوي: لماذا تلتقط أجهزة رصد اللياقة البدنية نبضًا مشابه لنبض القلب عند وضعها على لفافة ورق التواليت؟

هذا السؤال أصبح الحديث الشائع في العديد من منصات التكنولوجيا في الصين على وجهٍ خاص وفي العالم. فقد أظهرت العديد من أجهزة تعقب اللياقة البدنية نشاطًا عند وضعها على لفافة ورق تواليت أو مجسمات أسطوانية أخرى، مثل جهاز “شياومي مي باند 3″، وساعة أبل الذكية من الجيل الرابع Apple Watch Series 4، وساعة “وير” الذكية من شركة أندرويد.

وانتشرت العديد من الصور على منصات اجتماعية في الصين تُبرز هذه الظاهرة الغامضة، واختبار أغراض أسطوانية الشكل مثل الزجاجات، عبوات الصودا المعدنية، وحتى ذيول الحيوانات المحنطة، والتي أظهرت جميعها أن لها نبض غامض يُشبه نبض القلب!

جهاز رصد اللياقة

حيث وُضع جهاز التعقب “شياومي مي باند 3” على لفافة ورق تواليت وأظهر ما يُشبه نبض قلب معدّل دقاته 81 نبضة/الدقيقة، وعند وضعه على كوب من الفخار أظهر نبضًا بمعدل 72 نبضة/الدقيقة، وأظهر نبضًا بمعدل 112 نبضة/الدقيقة عند وضعه على موزة. وكان معدل النبضات الذي رصدته الأجهزة الذكية يتزايد ويُصبح أكثر ثباتًا عند وضعها حول موزة وأكواب، أكثر من ورق المرحاض.

اقرأ أيضا

التركية تصبح لغة رسمية! قرار يذهل العالم

أجهزة تعقب اللياقة البدنية

ومن أجل تفسير هذه الظاهرة، يتوجّب في البداية معرفة آلية عملها: فمن أجل رصد نبضات القلب، تقوم هذه الأجهزة بإرسال شعاع من الضوء الأخضر إلى معصم المستعمل، يمتص الدم هذا الضوء الأخضر، وكلما كان تدفق الدم سريعًا كان امتصاصه للضوء الأخضر سريعًا كذلك، وتعرف هذه التقنية بـPhotoplethysmography أو «مخطاط التحجم الضوئي»، وهي طريقة بسيطة نسبيًا في رصد سرعة نبضات قلب مستعمل الجهاز.

جهاز رصد اللياقة

وعن سبب هذه الظاهرة الغامضة، وجّه موقع Abacus الصيني المختص بالتكنولوجيا، سؤالًا لشركة “شياومي” يطلب بها إجابات للظاهرة، والتي بدورها أشارت إلى منشور لموقع المعلوماتية الصيني Zhihu الذي شرح أن بإمكان العديد من الأغراض عكس الضوء الأخضر ما يُربك من عمل أجهزة الاستشعار داخل أجهزة تعقب اللياقة البدنية.

وكما شرح خُبراء في مجال الطب الحيوي، فإنه من الشائع بالنسبة لأجهزة الاستشعار التي تعمل وفق مبدأ “مخطاط التحجم الضوئي” أن تُخطئ في قراءة انعكاس الضوء. وحيث أن الموز والأكواب تمتلك أسطحًا عاكسة أكثر من ورق المرحاض، فإنها تُظهر نبضًا أسرع وأكثر ثباتًا منه. وحيث أن تصميم هذه الأجهزة لا يُخطئ في رصد النبض، لكنها لم تُصمم لتحديد نوع النبض سواءًا من القلب أو أجهزة أخرى تُظهر نشاطًا مشابهًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.