هذه أبرز معيق أمام سيطرة الأمير أحمد على المشهد السياسي بالسعودية

تزايدت التكهنات بشأن الدور الذي سيلعبه الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الملك سلمان، بعد عودته إلى الرياض بضمانات غربية، وفقا لتقارير صحفية نشرت خلال الأيام القليلة الماضية.

ويتمتع الأمير أحمد بعلاقات جيدة داخل الأسرة الحاكمة السعودية، وجميع المناصب التي عرف أنه تسلمها لم تكن بتلك الحساسية السياسية، سوى منصب نائب وزير الداخلية، ثم وزيرا لها بشكل انتقالي بعد وفاة شقيقه الأمير نايف لمدة 6 أشهر وحتى تسلم محمد بن نايف للحقيبة.

علاقات جيدة بالأسرة

وانخرط الأمير أحمد في القطاع الكشفي في شبابه قبل سفره للولايات المتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية وتخصص علمي في جامعة كاليفورنيا، ثم انتقل لجامعة أخرى لنيل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.

وبعيدا عن تعليمه، اشتغل الأمير أحمد في أعمال حرة، منها ترؤس مجلس إدارة شركة الجبس الأهلية عام 1969، تلاه تعيينه وكيلا لإمارة منطقة مكة المكرمة.

وخلال عمله في إمارة مكة، كان له دور بارز في إنشاء ما بات يعرف بمركز أبحاث الحج حتى انضمامه لسلك الداخلية بإشراف شقيقه نايف بن عبد العزيز، وعرف عنه تمتعه بوزن داخل العائلة الحاكمة، ووجود خبرة سياسية لديه، كما يقول الخبير بالشأن السعودي غريغوري غوز.

ويرى مراقبون أن نجاح الأمير أحمد في حال صحت التكهنات، بلعبه دورا في السيطرة على الوضع في السعودية، وإبعاد محمد بن سلمان عن المشهد بعد تزايد نبرة الاتهام التي وجهت للأخير بالمسؤولية عن قتل الصحفي جمال خاشقجي، يتمثل اتخاذه قرارات حاسمة تصل إلى الملك سلمان نفسه؛ بسبب “عدم صلاحيته للحكم”، وفق قولهم.

العائق الأكبر

المحامي والناشط السعودي، سلطان العبدلي، قال إن أمام الأمير أحمد فرصة تاريخية لإنقاذ السعودية، خاصة أنه يمتلك الآن مميزات تجعله مؤهلا للعب دور “المنقذ”.

وأوضح العبدلي  أن الأمير أحمد من “آخر الأمراء السدايرة الكبار في السن، الذي لا يزال يتمتع بقدرة صحية جيدة خلاف الآخرين، وعليه شبه إجماع من الأسرة الحاكمة؛ نظرا لعدم وجود عداوات سابقة، ولكثرة أعداء وخصوم ابن سلمان كذلك”.

وأضاف: “الرجل لديه سمعة حسنة في السعودية، وظهر هذا خلال السنوات الماضية، وكان له دور في إخراج عدد من المعتقلين خلال الفترة الانتقالية التي شغلها بالداخلية”.

اقرأ أيضا

وعلى صعيد عوامل القوة التي تسنده في حال حدث تغيير وتولى زمام الأمور بدلا من ابن سلمان، قال العبدلي: “الأمير أحمد لديه نوع التردد المعروف عنه، وعدم الحسم، وفي حال لم يتخلص من الملك سلمان، فلن تستقر الأمور، وسيبقى ولي العهد يلعب بالمشهد”.

وتابع: “الأمير أحمد الآن طوق نجاة للعائلة، ولكل من نكل به ابن سلمان، وحتى والده من قبل، وتنحية الأخير عن الحكم أمر ليس بالصعب؛ نظرا لعدم لقياته لهذا المنصب من ناحية صحية، وهذه الخطوة الأولى التي يجب عليه القيام بها ليحكم دون تردد ويعيد الاستقرار للبلد الذي تعرض لهزة عنيفة بسبب اغتيال خاشقجي”.

وشدد على وجوب “إبعاد كل الفريق الذي ساند محمد بن سلمان في العبث بالمشهد السعودي منذ توليه ولاية العهد؛ لأن هؤلاء طبقة فاسدة ومطلبة، ولا تأبه إلا بمصالحها، وكانت أحد أسباب هذه الأزمة”.

وأشار إلى ضرورة فتح صفحة جديدة مع المجتمع السعودي، والإفراج عن معتقلي الرأي والمفكرين، وصياغة نظام جديد للقضاء للتخلص من كل المظاهر التي أراد ابن سلمان من خلالها “تفسخ المجتمع السعودي وضرب قيمه”.

وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نقل عن مصدر سعودي مقرب من الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، أن عودته للرياض “لم تتحقق إلا بعد حصوله على ضمانات أمريكية وبريطانية بعد تعرض ابن سلمان له”.

ولفت الموقع إلى أن الأمير أحمد سبق أن عقد لقاءات مع أعضاء في عائلة آل سعود خلال وجوده في لندن، وتواصل مع مؤيدين له داخل السعودية ممن يشاركونه الأفكار ذاتها بما يتعلق بولي العهد.

ورأى “ميدل إيست آي” أن رجوع الأمير أحمد سيزيد الضغوطات على ابن سلمان، بعد تصاعد لهجة التلميح الدولية إلى مسؤوليته عن جريمة اغتيال خاشقجي.

وكان الأمير أحمد ظهر في مقطع صوره أحد المعارضين للسعودية في لندن، وانتقد يومها الحرب في اليمن والوضع في البحرين، محملا مسؤولية ما يجري للملك سلمان وابنه نأى بآل سعود أن يكون لهم يد فيه.

 

 

 

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.