يتيح معسكر “جيل المريخ” في ولاية إزمير، غربي تركيا، لعشاق كوكب المريخ من أطفال العالم، التعرف على تفاصيل الحياة والصعوبات المحتملة عند الانتقال للعيش هناك لاحقاً، من خلال إجراء محاكاة للمستعمرات التي ستنقل البشر هناك، عبر مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد.
ويعدّ المعسكر المذكور واحداً من بين ثلاث معسكرات تعليمية حول الفضاء في العالم، واحدة في الولايات المتحدة الأمريكية والأخرى في كندا.
ويستقبل المعسكر سنوياً أعداداً كبيرة من الأطفال القادمين من مختلف بلدان العالم، وممن لديهم فضول للتعرف على الفضاء والحياة في المريخ.
وتخطط منظمات عالمية متخصصة بالفضاء وعلم الفلك، إطلاق أول رحلة بشرية إلى كوكب المريخ للعيش هناك دون العودة إلى الأرض، بحلول عام 2024.
وتتضمن البرامج التعليمية في مركز “جيل المريخ”، مواضيع حول علم الفضاء، والتكنولوجيا، وخصائص المريخ، وبنيته، ومصاعب العيش هناك وسبل التغلّب على هذه المصاعب، فضلاً عن مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد، تحاكي للأطفال تفاصيل الحياة الأخرى هناك.
ويجري القائمون على المركز، دوراتهم التعليمية ضمن نموذج يحاكي نمط المستعمرة البشرية المزمع إنشاؤها على كوكب المريخ.
وبإمكان المشاركين في هذه الدورات اختبار قدرتهم للعيش في المريخ عبر نماذج لوحدات ومختبرات مخصصة.
كما تتضمن البرامج، مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد، تحاكي الحياة في المريخ عبر تقنية رسم الخرائط، حيث تم كتابة سيناريوهات المقاطع هذه من قبل العاملين الأتراك في المركز المذكور.
وتزودّ المقاطع المصورة هذه، الأطفال بمعلومات حول التكنولوجيا التي نحتاج إليها للتغلب على المصاعب المحتمل مواجهتها خلال العيش في المريخ، إضافة إلى معلومات حول خصائص الكوكب والبحوث العلمية الجارية حوله.
و قال فاروق غولار رئيس المجلس التنفيذي لشركة إيجة المساهمة للمنطقة الحرة والتي بُني معسكر الفضاء التركي في مقرها، إنه تم افتتاح المعسكر سنة 2000.
وأوضح غولار أن المعسكر شهد خلال السنوات الـ 18 الماضية، مشاركة أكثر من 230 ألف من هواة معرفة الفضاء، قادمين من 60 بلد.
وأضاف أن المعسكر تم تجهيزه أيضاً بأقسام ترفيهية واجتماعية، لجذب الانتباه وزيادة الإقبال عليه.
ولفت غولار ملاحظتهم أن الأطفال المشاركين في برامج المعسكر، غالباً ما يختارون دراسة فروع جامعية ذات صلة بالفضاء.
بدوره قال رضا طولغا، مدير دعم وتطوير التعليم لدى معسكر الفضاء التركي، إنهم يستهدفون من خلال المعسكر إكساب الأطفال تجربة معرفة آلية عمل رواد الفضاء الذين سيعيشون في المريخ بحلول عام 2030 كما هو مخطط له.
وأوضح أنهم أسسوا المعسكر انطلاقاً من مصادر خيالهم وفي ضوء المعلومات التي تلقوها من محطة الفضاء الدولية “ناسا”.
من جهتها، أرسلت رائدة الفضاء الأمريكية أليسا كارسون (17 عاماً)، رسالة مصورة إلى زوّار معسكر “جيل المريخ”.
وأشارت كارسون التي من المنتظر أن تكون أول امرأة ضمن بعثة مأهولة ترسلها “ناسا” إلى كوكب المريخ، في رسالتها المصورة إلى البحوث التي يجريها علماء الفضاء حول إمكانية إرسال البشر إلى المريخ، ومدى قابلية الكوكب للعيش فيه.
ولفتت إلى الأعمال والبحوث الجارية لتحديد نمط المستعمرة البشرية المزمع إنشاؤها في كوكب المريخ.
.
م.الاناضول