قالت صحيفة Washington Post إنه في الأسابيع التي تلت مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول غيّرت حكومة المملكة العربية السعودية باستمرار روايتها لما حدث واستغرق الأمر أسابيع لكي تعترف الرياض أنَّ خاشقجي مات وأن قتله تم على يد بعض أبناء وطنه.
ورغم ما تحاول السعودية أن تقوم به من حجب الصورة الكاملة للحقيقة، وفق ما يقوله منتقدو المملكة وزعماء العالم، لكن نجليّ خاشقجي اتخذا نهجاً أكثر تريثاً. ففي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية يوم الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني، قال صلاح وعبد الله خاشقجي إنّهما يثقان في الحكومة السعودية لتقديم الجناة إلى العدالة، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة The Washington Post الأميركية.
المرة الأولى للحديث الإعلامي
الصحيفة قالت، إن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها الأخوان إلى وسائل الإعلام الأميركية منذ مقتل والدهما، كاتب المقالات في صحيفة The Washington Post الأميركية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
التريث رآه بعض المراقبين والمتابعين لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، أمراً مستغرباً، فقد توقعوا هجوماً من نجلي خاشقجي على السلطات السعودية، وأن يكون الخطاب أشد في مفرداته لكن الواقع كان غير ذلك.
قال صلاح خاشقجي الذي يبلغ من العمر 35 عاماً في مقابلة على قناة CNN الأميركية: «أكد الملك على أنّ جميع المتورطين سيُقدَّمون إلى العدالة. وأنا أصدّق ذلك. وهذا ما سيحدث. وإلا لما كانت الحكومة السعودية قد فتحت تحقيقاً داخلياً».
لكن ما سر التحفظ الذي كان في اللقاء؟
يقول الخبراء إنه ربما يحاول حماية نفسه وعائلته من انتقام الحكومة. إذ سبب له ظهور والده كمنتقد للقيادة السعودية مشاكل في الماضي: فقد أخبر أحد أصدقاء جمال خاشقجي وكالة Associated Press الأميركية أنّ صلاح، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والسعودية، قد مُنع من مغادرة السعودية قبل قتل والده.
قد يعكس موقف صلاح خاشقجي أيضاً تصديقاً حقيقياً للحكومة السعودية، وتشككاً في الطريقة التي تتعامل بها الحكومة التركية مع التحقيق في القتل. حسبما قالت الصحيفة الأميركية.
وأضافت Washington Post: في الأيام التي تلت اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، أخبرت زوجته الأولى، آلاء نصيف، وسائل الإعلام السعودية أنها لم تكن تعلم أي شيء عن خطيبته الجديدة، وهي مواطنة تركية، وتساءلت عن سبب استخدامها لحساباته على الشبكات الاجتماعية.
وأعربت آلاء ناصيف كذلك عن ثقتها في الحكومة السعودية.
وقالت آلاء نصيف في مقابلة مع قناة العربية الإنكليزية، التي تديرها الحكومة السعودية: «كل المعارضين السعوديين لم يمسهم سوء؛ ولم تمتد إليهم أي يد بالأذى حتى وهم خارج البلاد. هذه حقيقة منذ تأسيس البلاد. ربما قالوا أكثر وأكبر مما قاله جمال، ولم يمسهم سوء. والأمثلة على ذلك كثيرة».
قد تكون هناك انقسامات داخل العائلة حول طبيعة شخصية خاشقجي والصورة التي ينبغي للناس أن يذكروه بها. قد تكون أحد هذه المؤشرات، هي الطريقة التي وصف بها الأخوان خاشقجي والدهما في مقابلة CNN.
في المقابلة، وصف عبد الله خاشقجي والده بأنه «نجم صحفي» وشخص كان «يعارض النظام قليلاً». وقال إن والده كان «شجاعاً».
وقدم صلاح خاشقجي صورة مختلفة عن والده، وهي صورة «رجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع». وقال إنه كان «رجلاً يحب بلده ويؤمن إيماناً بالغاً به وبإمكاناته». لم يكن جمال معارضاً على الإطلاق.. كان يؤمن بالتحول الذي تمر به السعودية. هكذا ينبغي أن يتذكره الناس».
.
وكالات