أعرب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عن أمل بلاده في إنجاز اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، قبيل حلول العام الجديد.
جاء ذلك في لقاء أجرته الأناضول مع بوروشينكو بولاية أنطاليا، جنوبي البلاد، في إطار زيارته التي يقوم بها إلى تركيا.
وخلال اللقاء مع الأناضول قيّم الرئيس الأوكراني العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها العلاقات التجارية والتعاون المشترك في قطاعي الدفاع والأمني وغيرهما.
** توافق على 96 بالمئة من اتفاقية التجارة
وأكّد بوروشينكو أنّ 96 بالمئة تقريبا من بنود اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا تمّ التوافق حولها بين البلدين، موضحا أنّ اختلاف وجهات النظر بين الطرفين في هذا الصدد يتمحور حول قطاعي الزراعة والنسيج.
ولفت إلى أنّ العديد من المشاكل المتعلقة بالحديد والصلب قدّ تمّ حلها بين الجانبين، قائلا: “سنشهد على نتائج إيجابية فيما يخص التجارة الحرة قبيل حلول العام الجديد، ولا سيّما أنّ لدى رئيسي البلدين رغبة في إنجاز هذه
الاتفاقية قبل التاريخ المذكور”.
**حوارات مكثفة بشأن تتار القرم
وأثنى بوروشينكو على الموقف القوي لتركيا، حيال رفضها الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مؤكدًا على استمرار الحوار المكثّف مع أنقرة فيما يتعلق بتتار القرم.
وأشار إلى الدور الرئيسي الذي تؤديه تركيا في المنطقة بهدف إحلال السلام والاستقرار فيها، مقدما الشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدعمه اللامحدود لاستقلالية وسيادة أوكرانيا.
وشدد بوروشينكو على أنّ التعاون المشترك بين البلدين في القطاعين الدفاعي والتقني لا يحتمل إثارة الصخب حولهما.
وقال: “إنّ التعاون المشترك والمتبادل بين الطرفين في هذا الصدد سيعود بالفائدة لكلا البلدين”.
وتابع بأنّ اعتماد بلاده على شراء معدّات عسكرية تركية، وعلى نحو خاص فيما يتعلق بالصناعة الجوية والمدفعية، خير دليل على ثقة بلاده بالمنظومة الدفاعية والأمنية في تركيا.
وأعرب عن إحساس الأوكرانيين بالموقف التركي “الموثوق” إلى جانب أوكراينا، وخصوصا في الأيام العصيبة التي مرّت بها بلادهم عقب الهجمات الروسية التي استهدفتها.
وأثنى كذلك على الدعم الذي تجسّده تركيا لأوكراينا في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مشيدا بالعلاقات الثنائية التي تجمعه بالرئيس أردوغان، وكذلك بالعلاقات التي تجمع الشعبين الأوكراني والتركي.
وشدد بوروشينكو على ضرورة عدم إبقاء العلاقات الثنائية بين البلدين محصورة في القطاعات السياسية والأمنية والدفاعية فحسب، مؤكّدا على ضرورة اشتمالها لقطاعات أخرى.
**السياحة بين البلدين
وذكّر الرئيس الأوكراني بالاتفاقية التي أتاحت إمكانية السفر لمواطني البلدين ببطاقات الهوية فقط، ولمدة 90 يوما، مردفا أنّ أعداد الرحلات الجوية المتبادلة بين الجانبين في الأسبوع الواحد تتجاوز 180 رحلة.
وأضاف أنّ التوقعات تؤكد أنّ أعداد السيّاح الأوكرانيين الوافدين إلى تركيا ستتجاوز، مع نهاية العام، 1.5 مليون سائح.
ومع ازدياد أعداد السيّاح الأتراك الوافدين إلى أوكرانيا، ذهب بوروشينكو إلى أنّ سماع اللغة التركية في شوارع بلاده بات أمرًا طبيعيًا، معزيا السبب إلى كون أوكرانيا باتت نقطة جذب للسيّاح ولرجال الأعمال الأتراك.
** الاستثمارات التركية في أوكراينا
ووفقا للرئيس الأوكراني فإنّ الاستثمارات التركية في بلاده تتراوح ما بين قطاعي الإنشاءات والبنى التحتية، مشيرا إلى أنّ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين لعام 2017 سجّل زيادة بلغت 20 بالمئة.
ونوّه بأنّ تركيا تحتل المرتبة الخامسة من بين الدول الأكثر تجارة مع أوكراينا، والمرتبة الـ 10 من حيث عدد الشركاء المستثمرين لديها.
ووصف بوروشينكو ما شهدته منطقة “دونباس” من هجمات روسية بأنها بمثابة “حرب ساخنة”، وليست “حربا باردة” كما يراها البعض.
وتابع في السياق نفسه: “الاحتلال الروسي ينفّذ بأسلحته القناصة ومدافعه بل وأحيانا باستخدام أسلحة غير شرعية في هجمات بالمنطقة”.
وأضاف: “أوكرانيا في كل أسبوع تفقد عددًا من أبطالها وجنودها، ولا يمكننا تجاهل الدعم الذي تقدّمه لنا تركيا في هذا الصدد”.
وبعث بوروشينكو برسالة شكر إلى المواطنين الأتراك، لحسن الضيافة التي قدموها للسائحين الأوكرانيين الذي قدموا إلى تركيا.
وأضاف: “نشكر تركيا على الاهتمام الذي أبدته لنا في الساحتين الدولية والتجارية، فعلاقاتنا هي علاقات شراكة استراتيجية”.