مختارات

أردوغان يحاصر محمد بن سلمان

بإيقاف السلطات التركية عمليات البحث عن جثة جمال خاشقجي تكون قد أعلنت بذلك انتهاء عملية التحقيق رسمياً من الناحية الجنائية.. وهو ما يعني اكتمال الصورة لدى جهات التحقيق حول السيناريو الذي تمت به الجريمة، ومن ثم يتبع ذلك صدور التقرير النهائي الرسمي للمدعي العام التركي حول ملابسات حدوثها..

وبصدور هذا التقرير في هذا التوقيت قبل يومين من لقاء الرئيس أردوغان بترمب يكون الأول قد ألقى الكرة في ملعب الأخير، بل وفي ملعب كل حكومات وبرلمانات العالم التي كانت تنتظر صدوره، لتضعه على طاولة النقاش وتقرر على أساسه الإجراءات التي ستتخذها تجاه بن سلمان بصفته المتورط الأكبر في الجريمة، خاصة أن التقرير سيصدر مصحوباً بالكشف عن الأدلة التي بنى عليها المدعى العام رأيه، وهو الأمر الذي وعد به أردوغان مراراً وتكراراً وحينها سيصبح النظام السعودي بشكل عام في حرج شديد بعدما ضاق الخناق حول بن سلمان بصفته رأس هذا النظام.. فقد أصبح في ورطة عظيمة بعدما تحولت الشكوك والتكهنات حول تورطه في قتل جمال خاشقجي إلى توجيه الاتهام له بشكل رسمي بناء على الأدلة التي جاء الكشف عنها للرأي العام العالمي، مقروناً بصدور التقرير الرسمي للمدعي العام التركي بعدما كانت مجرد تسريبات ليس لها صفة الرسمية ..

ولقد كان العالم كله شاهداً على ما فعله أردوغان طيلة المدة الماضية، لحفظ ماء وجه الملك سلمان، وما تحمله أردوغان في سبيل ذلك من انتقادات لاذعة من قبل المعارضة التركية وصلت إلى حد اتهامه بالتباطؤ في كشف الحقائق من أجل عقد صفقة مع النظام السعودي يفلت بها الجاني من العقاب.. ولكن هذه الاتهامات لم تؤثر في صبر أردوغان، بل استمر في التعويل على شخص الملك وحثه على كشف الجاني الحقيقي الذي أعطى الأمر بالقتل، مناشداً إياه أن يعمل بما تقتضيه منزلته كخادم للحرمين الشريفين ورمزيته كملك للبلد الأهم في العالم الإسلامي..

ولكن كعادة الطغاة المصابين بعمى البصيرة لم يع سلمان نداء أردوغان له ولم يعره اهتماماً أصلاً، مفضلاً التستر على ابنه القاتل، مضحياً بذلك بسمعته وسمعة العائلة المالكة التي لطالما تلطخت أيدي منتسبيها بالدماء مراراً وتكراراً، ولكنهم كانوا في كل مرة ينجحون في التستر على الجريمة وإزاحة التهمة عنهم.. إلا أن حسابات سلمان قد أخطأت هذه المرة فلن يفلح أبداً في إنقاذ ابنه وتبرئته من جريمة قتل جمال خاشقجي ولن يستطيع منع سقوطه ولا منع رفض العالم له كولي للعهد، ناهيك عن أن يصبح ملكاً..

ولا شك أن الملك قد جعل نفسه بتبنيه لهذا الموقف حبيس نفس زاوية الاتهام التي حاصر فيها أردوغان ولي عهده بما اقترفت يداه.. ولقد أعذر أردوغان حين أنذر، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لقد مكر بن سلمان المكر السيئ.. إلا أن سنة الله تعالى تأبى ألا يحيق المكر السيئ إلا بأهله جميعاً؛ بن سلمان وأبيه المتستر على القاتل..

 

 

 

.

محمد أيوب

أحدث الأخبار

أول اختبار إطلاق ذخيرة .. المسيرة التركية “العنقاء 3” تصيب الهدف

أعلنت شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" أن طائرتها الحربية المسيَّرة "العنقاء 3" محلية الصنع…

20/09/2024

أردوغان يؤكد أهمية الاستثمار في الصناعات الدفاعية المحلية

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية الاستثمار في الصناعات الدفاعية المحلية، بعد تفجيرات…

20/09/2024

المنتخب التركي يحتفظ بالمركز الـ26 في تصنيف “فيفا”

احتفظ المنتخب التركي لكرة القدم بالمركز الـ26 في التصنيف العالمي لمنتخبات الرجال الصادر، الخميس، عن…

19/09/2024

البنك المركزي التركي يواصل سياسته: الفائدة ثابتة عند 50%

أعلن البنك المركزي التركي عن قراره بشأن أسعار الفائدة لشهر سبتمبر. بعد أن أبقى البنك…

19/09/2024

فضيحة تيك توك: هبة عبد الرحمن في موقف محرج يتجاوز المليون مشاهدة

نشر مقطع فيديو خاص بالنجمة هبة عبد الرحمن على منصة تيك توك، وقد تجاوزت مشاهداته…

19/09/2024

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: تصريحات هامة حول الملف السوري وتصاعد التوتر في المنطقة

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، استعداد تركيا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى…

19/09/2024