معلومات جديدة ومثيرة قدَّمتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الجمعة 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في فيديو خاص تناول قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018.
الجديد الذي كشفته الصحيفة الأميركية هو ما يتعلق بخبير السموم الذي جاء إلى مقر القنصلية بعد أيام على التسريبات التركية بشأن مقتل جمال خاشقجي، لمحو كل الأدلة التي تركها فريق الاغتيال وراءه.
كما وصف الفيديو، بشكل دقيق، كيف أدار فريق قتل خاشقجي العملية، وفي أي غرفة بمقر القنصلية تم القتل، وكيف نقلوا جثمانه بعد تقطيعه، وإلى أين؟
شاهد الفيديو الذي تُرجم إلى العربية، وهذا نص المحتوى.
كانوا خمسة عشر
معظمهم وصل تحت جنح الليل
نصبوا فخهم
وانتظروا وصول الهدف.
ذاك الهدف كان جمال خاشقجي
المنتقد البارز لحكومة بلاده السعودية وولي عهدها الشاب.
«إنه يخلق بيئةً من الخوف والرهبة
يتم إسكات السعوديين».
منذ مقتله في إسطنبول
سرّب الإعلام التركي سيلاً من الأدلة التي تثبت تورط مسؤولين سعوديين في الجريمة.
أسابيع من التحقيقات التي أجرتها التايمز تُبنى على تلك الأدلة
وتعيد بناء ما حدث ساعةً بساعة.
مسارنا الزمني يُظهر الكفاءة العنيفة لفريق الخبراء
الذي يبدو أن أعضاءه اختارتهم، بشكل خاص، وزارات الحكومة السعودية.
بعضهم لديهم صلاتٌ بولي العهد نفسه.
بعد سلسلةٍ من التفسيرات المتغيرة، أقرت السعودية الآن بأن عملية القتل هذه كان مخططاً لها سلفاً.
لكن إعادة تشكيل قضية القتل والتغطية الفاشلة
أدتا بالقصة إلى تساؤل خطير
4 أيام قبل اختفاء خاشقجي
صباح يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول
وصل جمال خاشقجي مع خطيبته خديجة جنكيز إلى مكتب زواج محلي بإسطنبول
لأجل أن يتزوَّج، أُخبِرَ بأنه يحتاج إلى أوراق سعودية
وذهب مباشرةً إلى القنصلية لتحضيرها
أخبروه بأن يعود بعد أسبوع
بدا كأنه الروتين الحكومي، لكنه لم يكن كذلك
في الداخل كان هناك الجاسوس السعودي أحمد المزيني
كان يعمل تحت غطاءٍ دبلوماسي
في اليوم نفسه سافر إلى الرياض
وأعدَّ خطةً لاعتراض خاشقجي عند عودته إلى القنصلية
12 ساعة قبل اختفاء خاشقجي
إلى مساء الإثنين وحتى صباح الثلاثاء
سافر عملاء سعوديون إلى إسطنبول على متن رحلات جوية مختلفة
عاد المزيني، الجاسوس، من الرياض مرةً أخرى
أقلَّت رحلةٌ تجارية فريقاً من 3 أشخاص، نعتقد أنها سافرت من القاهرة
اثنان من الرجال موظفان أمنيان سافرا من قبلُ برفقة ولي العهد
طائرة خاصة أقلعت من الرياض وهبطت في نحو الساعة 3:30 صباحاً
غالباً ما تستخدم الحكومة السعودية هذه الطائرة
كانت تحمل 9 موظفين سعوديين، بعضهم اضطلعوا بدورٍ رئيسي في قتل خاشقجي
سنأتي إلى الفريق الثالث لاحقاً، لكن الآن سنركز على هؤلاء الرجال من الفريق الثاني
هذا هو صلاح الطبيقي خبير التشريح رفيع المستوى في وزارة الداخلية السعودية
ستقول السلطات التركية لاحقاً إن دوره كان تقطيع جثة خاشقجي
الآخر يُدعى مصطفى المدني، مهندس بالغ من العمر 57 عاماً
وكما نرى، ليس من المصادفة أنه يشبه خاشقجي
وهذا هو ماهر المطرب قائد العملية
تحقيقنا لتاريخه يوضح أن هناك علاقةً مباشرةً بين «المطرب» وولي العهد السعودي
قبل شهور
عندما كان محمد بن سلمان في جولة إلى دول الجوار
اكتشفنا أن «المطرب» كان برفقته
شخص واضح في الخلفية
وجدناه ثانيةً في بوسطن
وفي اجتماع الأمم المتحدة بنيويورك
في مدريد
وفي باريس أيضاً
هذه الجولة العالمية كانت جزءاً من خطة لولي العهد لإظهار نفسه كإصلاحي معتدل
عندها كان «المطرب» في الحراسة الملكية
والآن يعمل على قتل خاشقجي
وروابطه الوثيقة بولي العهد تُعيد التساؤل
إلى أي مدى يرتبط التسلسل القيادي في السعودية بمؤامرة القتل؟
9 ساعات قبيل اختفاء خاشقجي
في الصباح الباكر من يوم الثلاثاء عاد خاشقجي من عطلته القصيرة بلندن
هو والسعوديون قد مر بعضهم بقرب بعض في المطار
نزل الفريقان السعوديان في فندقين، ما جعلهم يَصلون سريعاً إلى القنصلية السعودية
اتجه خاشقجي إلى المنزل مع خطيبته
كان قد اشترى للتو شقةً ليبدآ بها حياتهما الجديدة
3 ساعات قبيل اختفاء خاشقجي
بحلول منتصف الصباح كان السعوديون يتحركون
ترك «المطرب» فندقه قبل 3 ساعات من موعد خاشقجي بالقنصلية
بقية الفريق ليسوا متأخرين عنه
المبنى على بُعد دقائق سيراً على الأقدام
وبعدها بقليل، تمت مشاهدتهم عند هذا المدخل
«المطرب» وصل أولاً
ثم نرى الطبيقي، خبير التشريح
ثم المدني، شبيه خاشقجي
مسرح الجريمة جاهزٌ تقريباً
تتبادل سيارةٌ دبلوماسية في ممر بالقنصلية
مكانها مع سيارة فان
المسؤولون الأتراك يقولون إن هذه «الفان» ستحمل جثة خاشقجي بعد انتهاء العملية
من فوق، يمكننا مشاهدة أن الممر الذي دخلت فيه «الفان» كان مغطىً
مُخفياً أي حركة حول «الفان» عن أنظار العامة.
قبل الاختفاء بـ45 دقيقة
في هذه الأثناء، خاشقجي وخطيبته يقتربان من القنصلية
يمشيان يداً بيد
في ساعتهما الأخيرة معاً، يتحدثان عن خططهما للغداء والأثاث الجديد الذي سيشتريانه لمنزلهما.
في الساعة 1.13 دقيقة بعد الظهر، يَصلان إلى القنصلية
خاشقجي يعطي هاتفه لخطيبته قبل أن يدخل القنصلية
يدخل إلى القنصلية وستكون هذه آخر مرة نراه فيها.
في الداخل، يتم استقبال خاشقجي بمكتب القنصل العام في الطابق الثاني
فريق القتل ينتظر في غرفة مجاورة.
المصادر المطلعة على الأدلة قالت لنا إن خاشقجي تعرَّض للهجوم فوراً
تم سحبه إلى غرفة أخرى وقتله خلال دقائق.
ثم قام الطبيقي، خبير التشريح، بتقطيع جثته في أثناء استماعه للموسيقى!
ماهر المطرب يُجري اتصالاً برؤسائه، يقول: «أخبِروا رئيسكم بأن المهمة نُفِّذت».
بعد ساعتين من اختفاء خاشقجي
في الخارج، «الفان» التي قيل إنها كانت تحمل جثة خاشقجي خرجت من المدخل الجانبي للقنصلية وابتعدت.
في الوقت نفسه، بدأ السعوديون بإخفاء آثارهم
فبينما تنتظر خطيبة خاشقجي هنا حيث تركته
يخرج شخصان من الجانب الآخر من القنصلية
أحدهما يرتدي ملابس خاشقجي
لاحقاً، سيدّعي السعوديون أن هذا الشخص هو خاشقجي
لكنه «مصطفى المدني»، المهندس، الذي يلعب دور بديل خاشقجي
والذي يحاول إظهار أن الصحافي غادر القنصلية حياً.
لكن ثمة خطأ واحد واضح: الملابس هي نفسها، لكنه يرتدي حذاءه الرياضي الخاص
الحذاء الذي دخل به إلى القنصلية.
في هذه الأثناء، «الفان» التي يُعتقد أنها كانت تحمل جثة خاشقجي
قطعت مسافة الدقيقتين اللتين تفصلان القنصلية عن منزل القنصل السعودي.
كانت ثمة عدة دقائق من الحركة المضطربة، لكن «الفان» دخلت أخيراً إلى كراج المنزل
ومجدداً «الفان» مخفيَّة عن أنظار العامة.
بعد 3 ساعات من اختفاء خاشقجي
مرَّت الآن 3 ساعات على اختفاء خاشقجي
يشير بديل خاشقجي إلى تاكسي، ويستمر في رسم مسار زائف لحركة خاشقجي بأنحاء إسطنبول
يذهب إلى منطقة سياحية مشهورة
ثم يخلع ملابس خاشقجي ويرتدي ملابسه الخاصة.
لاحقاً، نراه يمزح في فيديو التقطته كاميرا مراقبة.
في المطار، يصل مسؤولون آخرون على طائرة سعودية من الرياض
يقضون 5 ساعات فقط في إسطنبول
لكننا لسنا متأكدين من غرض زيارتهم.
بعد 4 ساعات من مقتل خاشقجي
الآن، نلتقط ماهر المطرب مجدداً وهو يخرج من منزل القنصل
لقد حان وقت ذهابهم.
«المطرب» والآخرون يُنهون إقامتهم بالفندق الذي نزلوا فيه
ويمرون عبر أمن المطار.
المزيني، الجاسوس، يتجه إلى المطار أيضاً
لكن وفي حين يغادرون إسطنبول
لا تزال خطيبة خاشقجي منتظرة خارج القنصلية
تروح وتجيء.
بعدها بقليل، ستعلن أن خاشقجي مفقود
وستنتظره حتى منتصف الليل
بعد 9 أيام من اختفاء خاشقجي
ينتشر الخبر حول العالم
بعد 9 أيام
يرسل السعوديون فريقاً آخر إلى إسطنبول
يقولون إنه مرسَل للتحقيق فيما حدث
لكن، بينهم يوجد خبير السموم خالد الزهراني
وأخصائي الكيمياء أحمد الجنابي، الذي له أيضاً علاقاتٌ مع فرقة القتل
هو والطبيقي حضرا معاً حفلةً لخريجي الأدلة الجنائية قبل أيامٍ من مقتل خاشقجي.
المسؤولون الأتراك قالوا لاحقاً، إن مهمة هذا الفريق لم تكن التحقيق، بل التغطية على القتل.
الآن تغيرت الرواية السعودية
والنائب العام يسعى إلى تطبيق عقوبة الإعدام على عدد من المشتبه بهم في مقتل خاشقجي
لكنَّ هذا لا يتضمن ولي العهد محمد بن سلمان
الذي أعطى الأمر بالقتل، حسب قناعة العديد من المسؤولين الغربيين.
لم يتم العثور على جثة خاشقجي بعد.
.
المصدر: نيويورك تايمز
حققت ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط، نجاحًا ملحوظًا في استقطاب السياح،…
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول، أحمد أوزار، المنتمي لحزب…
أعلن الجيش الأميركي عن وفاة جندي كان في حالة حرجة بعد إصابته خلال مهمة غير…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، على ضرورة مواصلة الجهود في العالم التركي…
انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…
في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.