تباينت آراء الخبراء حول هدف التسريبات التركية التي ألمحت إلى إماراتي في جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عن طريق القيادي من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، محمد دحلان.
وكشفت صحيفة “يني شفق” التركية أن محمد دحلان، له علاقة ودور فاعل في جريمة قتل خاشقجي، التي وقعت داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحسب تقرير للصحفية، قال مصدر مطلع إن دحلان المعروف بقربه من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، كان له دور نشط في تكوين فريق طمس أدلة اغتيال الصحفي السعودي.
وأوضح المصدر أن فريقا مكونا من أربعة أشخاص على صلة بدحلان وصل إلى تركيا قادما من لبنان قبل يوم واحد من الجريمة، ودخل القنصلية في يوم مقتل خاشقجي، وقام بمحاولة طمس الأدلة.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، علّق بتغريدة عبر موقع “تويتر”، قائلًا: “بعض الصحافة التركية المحسوبة والمتنفذة إمتهنت فبركة الأخبار بشأن دول خليجية وعربية ومن ضمنها الإمارات”.
وقال الوزير الإماراتي: “التجربة تعلمنا أن الإشاعات والأخبار الكاذبة لم تكن يوما منطق العاقل أو المسؤول كما أنها تسيء إلى المصدر وتفقده ما تبقى من مصداقية”، على حد تعبيره.
وأشار ، إلى أن تركيا تستهدف من وراء توسيع دائرة المشتبه بهم في قتل خاشقجي إلى إضعاف المحور الذي ترى أنه لعبا دورا في زعزعة استقرارها خلال السنوات القليلة الماضية عبر محاولة انقلاب فاشلة بالإضافة لأزمة عصفت بعملتها المحلية.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والإعلامي عمر عياصرة، قوله إن دحلان “يظهر في كل العمليات التي تكون قريبة من معسكر الرياض أبو ظبي عبر خبراته اللوجستية وشبكة معارفه الأمنية الواسعة”.
وأوضح عياصرة أن دحلان اشتبك مع الملفات التركية ودخل في صراع مع أنقرة ووجهت له اتهامات بلعب دور في محاولة الانقلاب وأزمة الليرة ومن المنطقي أن يظهر في قضية اغتيال خاشقجي.
وأضاف: “إذا كان هناك ضرورة للاستعانة بمختصين أمنيين فلا مانع من وجودة لخبرته وكل ما يتعلق بهذا المحور مطلوب وجود شخص دحلان فيه نظرا للأدوار التي يتقنها”.
ورأى عياصرة أن التسريب التركي يأتي تمهيدا للإعلان عن “مشغل دحلان الرئيس وهو محمد بن زايد لأنه في حقيقة الأمر هو من يحركه وقد يكون هناك حديث آخر على وجود لأبو بي في القضية وأي تورط لدحلان فيها يعني جر الإمارات لمربع الاتهام”.
واستبعد عياصرة أن تكون “جعبة الأتراك فرغت من التسريبات بشأن مقتل خاشقجي” مضيفا “ربما هناك إشارات لتعاون ما بين المحسوبين على الرياض وأبو ظبي لكن من الصعب الآن الجزم بوجودها دون ظهور الأدلة”.
ولفت إلى ما أسماها “حالة التناغم الأمني” والتسهيلات بين الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة في القضايا الأمنية التي تتعلق بهذا المحور في ظل تحرك طائرات فريق اغتيال خاشقجي بين الإمارات ومصر وصولا للسعودية.
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي أسامه أبو ارشيد إن الدور الذي يلعبه دحلان في المنطقة معروف واصفا إياه بأنه أحد “بيادق ضرب المنطقة من الداخل”.
وأشار أبو ارشيد إلى أن “الدور التخريبي لدحلان تفاقم في المنطقة منذ تحالفه مع الإمارات والسعودية رغم أنه بدأ العمل الأمني مع إسرائيل وحصل على ثناء الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال ترؤسه لجهاز الأمن الوقائي في غزة”.
وتابع: “لا شك أن تركيا على رأس قائمة الأهداف التي ينشط دحلان لزعزعَتها استقرارها والجميع رأى الدور الذي لعبه سابقا في مصر خلال الانقلاب وبعدها تفاوض باسم القاهرة بشأن سد النهضة مرورا باتهامه بالاشتراك بمحاولة انقلاب تركيا”.
وأضاف أبو ارشيد: “إذا تحدثنا عن حصان طروادة المنطقة فمحمد دحلان أحد تلك الأحصنة”.
وبشأن التسريبات التي يقدمها الأتراك حول علاقة دحلان في ملف خاشقجي رأى المحلل السياسي أن الهدف منها “إبقاء الضغط على النظام السعودي وخاصة جناح ابن سلمان فضلا عن التأثير على الإمارات التي توجهت أصابع اتهام تركية لها بدعم الانقلاب صيف 2016”.
وأوضح: “إذا ما نجحت أنقرة عبر الأدلة من ربط ابن زايد بقضية خاشقجي فستكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد خاصة وأن شريكتها في المحور المضاد لتركيا متورطة في جريمة قتل خاشقجي”.
ولفت إلى المعارك الجيوسياسية الكبيرة التي تخوضها الإمارات والسعودية مع تركيا وإذا ما سنحت للأخيرة فرصة تحييدهما فلن تتردد وهناك ملفات مشتركة للخصومة منها حصار قطر ودعم الجماعات الكردية الانفصالية في سوريا.
.
وكالات