ما أن تبدأ في التجول داخل قاعات معرض “موصياد” في دورته السابعة عشر، إلا وتحدثك عيناك عن فخر الصناعة المحلية في تركيا.
تمتلئ قاعات المعرض، البالغ مساحته أكثر من 100 ألف متر مربع، بالتكنولوجيا المتطورة والأسلحة، والصناعات الدفاعية والآلات الصناعية والألبسة، والمواد الغذائية وغيرها.
ويشارك في المعرض، الذي تنظمه جمعية رجال الأعمال الأتراك “موصياد”، أكثر من 25 قطاعاً تركيًا، يتميز في دورته الحالية، بتنوعه وتطوره، وازدياد مجالاته.
وانطلقت بإسطنبول، صباح الأربعاء الماضي، فعاليات ملتقى ومعرض رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد) بنسخته السابعة عشر، بحضور كبير من رجال الأعمال من العالمين العربي والإسلامي.
ويشارك في المعرض أكثر من 200 رجل أعمال و141 شركة و1450 منتجًا، بالإضافة إلى آلاف الزوار من داخل تركيا وخارجها.
– فخر الصناعة التركية
منذ أن بدأت مسيرة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في دفع عجلة الاقتصاد قبل 16 سنة، وانتقال البلاد من أقل الدول نمواً ودخلاً، إلى أكثرها نمواً، أدركت بأن قوّتها فيما تصنعه وتنتجه بنفسها.
كان لرجال الأعمال الأتراك، أثر كبير في مضاعفة الإنتاج، وأعداد المصانع والمستثمرين والعاملين، وتنويعه بشكل يكاد يقترب من درجة الاكتفاء الذاتي.
وارتفعت أعداد المعارض التركية بالآونة الأخيرة بشكل كبير، بتشجيع ورعاية رسمية، لاسيما من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتهدف المعارض إلى بناء جسور تواصل اقتصادي ما بين المشرق والمغرب، وجمع رؤوس الأموال والشركات والأسواق تحت سقف واحد، لبناءِ شراكات اقتصادية قائمةً على المصالح المتبادلة.
ووصل عدد فروع جمعية “موصياد” 206 فروع في 76 دولة حول العالم.
وقال “راتب القديسي”، مدير شركة “المستشار” للخدمات المالية الإسلامية (تركية مقرها إسطنبول)، إنه من أهم المعارض في البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأضاف، على هامش المعرض، أنه يتميز بالمشاركة الواسعة من جميع القطاعات، بالإضافة إلى الحضور الكبير لرجال الأعمال، من جميع أنحاء العالم، وتحديداً من البلدان العربية.
بدوره، قال عبد الله الرفاعي، مدير شركة “بيت العقار” (تركية مقرها إسطنبول)، إنه على الرغم من محاولة ثني تركيا عن طريقها وخطتها الاقتصادية، إلا أنها استطاعت مواجهة الدولار بالإنتاج والصناعة، وهذا يحسب لها.
وأضاف الرفاعي أن اجتماعنا تحت سقف واحد من رجال أعمال وتجار وشركات ومصانع ومسثمرين، سيساهم في بناء قاعدة اقتصادية صلبة، مقرها تركيا.
وأشار إلى أن النهضة الاقتصادية في تركيا وموقعها الجغرافي المتميز يؤهلها للقيام بدور محوري وهام في المنطقة.
من جانبه، قال إياد الخالدي، رجل أعمال أردني مشارك بالمعرض، إن “كل ما نحتاجه من بضائع أو مصانع ونحوه نجده هنا تحت هذا السقف”.
وأشار إلى أن الصين كانت وجهة لرجال الأعمال الأردنيين للاستيراد، أما الآن فباتت المنتجات التركية تلبي احتياجاتنا، بجودة أفضل وبأسعار مناسبة.
وعبر محمد محسن، رجل أعمال لبناني، عن سعادته بتنوع المنتجات التركية الحالية، فلم تعد تقتصر على الغذاء والحلويات ونحوه.
ويضيف: أصبحنا نرى المصانع الضخمة القادرة على الإنتاج في بلادنا، من إنتاج الحديد والبلاستيك والمخابز وغيرها، وكلها تجهز في تركيا بأعلى المواصفات والمقاييس.
وتابع “كل شيء موجود هنا، وكما نقول في بلادنا (من الإبرة إلى الطائرة موجود)”.
وساهمت “موصياد”، بشكل كبير في تنمية الاقتصاد التركي، منذ بداية تأسيسها عام 1990.
ولعبت دورها في تسويق المنتجات المحلية إلى قارات العالم، من خلال استقبال الهيئات التجارية من خارج تركيا، وإقامة المنتديات والمعارض المحلية والدولية.
إلى جانب افتتاح عشرات المكاتب التمثيلية في دول العالم، وعقد اللقاءات الثنائية مع رجال أعمال من داخل وخارج البلاد.
وعلى هامش المعرض، تواصل عشرات المنظمات الإنسانية التركية، استعراض أنشطتها وفعالياتها، أملاً بتلقيها الدعم المادي المناسب، لتنفيذ وإنجاز مشاريعها الخيرية.
وبدأت فعاليات المعرض، الذي ترعاه الأناضول إعلاميًا، بجلسة افتتاحية شهدت كلمة للجهة المنظمة، وأخرى لوزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى فارناك.
وتقدم الاقتصاد التركي قائمة اقتصادات بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ليغدو الثاني على مستوى الاتحاد الأوروبي، بعد تسجيله نموًا بواقع 5.2 بالمائة، خلال الربع الثاني من العام الحالي 2018.
ووفقًا لمعطيات كل من معهد الإحصاء التركي ومكتب الإحصاء الأوروبي وبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد بلغ متوسط النمو خلال الربع الثاني من العام الحالي في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2.5 في المائة، فيما بلغ متوسط النمو في منطقة اليورو 2.1 في المائة.
وأشارت البيانات أن النمو الذي سجله الاقتصاد التركي خلال الربع الثاني من العام الحالي، أظهر الأداء العالي الذي تمتع به الاقتصاد.
.
المصدر:الاناضول