نشر موقع “برايت سايد” الأمريكي تقريرا تناول فيه قائمة بأخطر 10 مشاكل صحية ناجمة عن الجلوس لمدة ثماني ساعات يوميا، مشيرا إلى بعض الطرق التي يمكن اعتمادها للحد من خطورة هذه المشاكل.
وقال الموقع، إن العلماء قدروا الوقت الذي يقضيه المواطن البريطاني في الجلوس خلال اليوم الواحد بحوالي 14 ساعة. وهذه الإحصاءات تعتبر متشابهة في العديد من البلدان الأخرى. في هذا الصدد، قال الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، جالين كرانتز، إن الجلوس يمثل وضعية غير طبيعية للجسم البشري.
وأشار الموقع إلى أن العمود الفقري في جسم الإنسان يكون شكله شبيها بحرف “S” ليكون قادرا على تحمل الإجهاد، لكن هذا الشكل يتغير عند الجلوس ليصبح شبيها بحرف “C”. وعندما يعمد الإنسان إلى إرخاء جسمه أثناء الجلوس، تصبح عضلات معدته أكثر ضعفا على نحو يجعل محافظته على شكل جسم سليم أمرا غير ممكن. كما يتحول الضغط إلى الحوض والعمود الفقري، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأقراص المتواجدة بين الفقرات، وبالتالي، خفض تدفق الدم إلى الدماغ، ما يجعل الشخص يعاني من عدم وضوح الرؤية والشعور بالصداع.
وذكر الموقع أنه من شأن الجلوس المستمر التسبب في ضعف العضلات وتثبيط الدورة الدموية والحد من نشاطها، كما أن نقص النشاط البدني هو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين بصفة مبكرة. وقد أظهرت دراسة شملت أكثر من 17 ألف شخص على مدار 13 سنة أن الأشخاص قليلي الحركة معرضون للوفاة بنسبة 54 بالمائة أكثر من أولئك الذين يعيشون نمط حياة أكثر نشاطا.
وأفاد الموقع أن الأشخاص الذين يقضون معظم يومهم جالسين يعانون من خطر تدهور الدورة الدموية في أطرافهم السفلية بشكل يسمح بتطورها وتحولها إلى مرض الدوالي الوريدية. علاوة على ذلك، يؤدي نمط الحياة الذي يتضمن فترات جلوس كثيرة إلى اكتساب الشخص للوزن الزائد، حيث تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، مما يتسبب في حرق جسدك لسعرات حرارية أقل وتخزين السعرات المتبقية على شكل دهون.
وبين الموقع أن الجلوس المستمر وعدم ممارسة نشاط بدني قد يؤديان إلى جعل عضلات الجسم ضعيفة وواهنة، خاصة عضلات البطن والوركين. ولا يقتصر ضرر الجلوس خلف المكتب على العضلات فحسب، بل تصبح العظام أيضا أكثر هشاشة بسبب اعتيادها على وضع مريح خلال الجلوس، ما يجعلها تفقد قوتها مع مرور الوقت.
ونوه الموقع بأن البنكرياس يطلق الكميات اللازمة من مادة الأنسولين لتحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز، لكنه لا يتفطن إلى حاجة الخلايا، في العضلات الخاملة، إلى جلوكوز أقل، ليواصل بذلك إنتاج الأنسولين بمستواه المعتاد. وقد أظهرت الدراسات أن يوما واحدا من الجلوس يؤدي إلى خفض استهلاك الخلايا للأنسولين، وهو ما يمهد للإصابة بالسكري والعديد من الأمراض الأخرى. كما يمكن لنمط الحياة الذي يتضمن الجلوس لفترات طويلة أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل الإمساك المزمن والبواسير في حالات أكثر حدة.
وأفاد الموقع أن مجلة “ذا لانسيت” الطبية أصدرت بيانا لإظهار معدلات الوفاة الناجمة عن قلة الحركة، حيث يموت ما لا يقل عن 5.3 مليون شخص كل سنة بسبب نمط الحياة الذي لا يتضمن نشاطا بدنيا جيدا. في الواقع، تصبح التيلوميرات، التي تعرف باسم القُسَيْمٌ الطَرَفِيّ، والتي تضطلع بحماية الكرُومُوسُومات المكونة للخلايا الحية، أقصر خلال الشيخوخة. ومن شأن الجلوس المستمر التسبب في تسريع الشيخوخة، إذ أنه مقابل كل ساعة جلوس، نتسبب في تقصير أعمارنا بساعتين.
وذكر الموقع أن غياب الحركة يمكن أن يؤدي إلى تطور الاكتئاب والقلق، كما أن الجلوس المستمر من شأنه التسبب في نقص إفرازات الإندروفين في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجلوس المستمر التأثير على جودة النوم، حيث يفسر عقلك جلوسك بأنه راحة، حتى عندما يكون عقلك في أوج نشاطه. وبناء على هذا التفسير، يستنتج عقلك أنك لم تعد في حاجة إلى النوم والاسترخاء.
وقال الموقع إن الرجال الذين يعيشون وفق نمط حياة لا يتضمن نشاطا كبيرا معرضون للمعاناة من مشاكل في الانتصاب أكثر من غيرهم، فضلا عن مشاكل البروستاتا والاختلالات على مستوى التوازن الهرموني في الجسم.
وذكر الموقع بعض الطرق التي تساعد على الحد من مخاطر الجلوس لساعات طويلة على غرار الحرص على المشي لمسافات طويلة في الكثير من الأحيان، وعدم الجلوس أثناء ركوب وسائل النقل العمومية. كما يمكنك التوجه نحو مكتب زميلك عوضا عن الاتصال به عبر الهاتف. ومن المستحسن أيضا أن تقوم بعقد اجتماعات تكون فيها واقفا عوضا عن الجلوس. فضلا عن ذلك، ينصح بالمشي قليلا أثناء استراحة الغداء أو تناول الطعام في الخارج، وأخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل وممارسة بعض تمارين التمدد.
.
وكالات