لماذا تريد تركيا دخول سوريا مجدداً من جهة شرقي الفرات؟

تعد الولايات المتحدة حليفاُ لتركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكنها تقوم في الوقت نفسه بتسليح وتدريب 30 ألف مقاتل معادي لتركيا، في إطار دعم ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، المظلة التي يتخفى خلفها تنظيم “ي ب ك” الذراع السورية لتنظيم “بي كا كا” الإرهابي، وذلك على مقربة من الحدود التركية الجنوبية.

ويأتي الدعم الأمريكي غير المسبوق لتنظيم “بي كا كا” رغم تصنيف واشنطن له لمنظمة إرهابية، بعد انخراطها في تمرد مسلح ضد الدولة التركية مستمر منذ نحو 3 عقود.

وتدافع الإدارة الأمريكية عن سياساتها هذه بزعم انفصال تنظيم “ي ب ك” عن “بي كا كا” وعدم وجود صلة بينهما، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي السابق، أشتون كارتر، اعترف في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ بوجود هذه الصلات.

وتقول واشنطن إنها تدعم مجموعة مقاتلين في قتالهم ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكن حجم الدعم واستمراره لا ينسجم مع هذه الحجة، فقد أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة سابقة بأنه لم يتبق من تنظيم داعش سوى “بضعة مقاتلين”، وأنه سيتم القضاء على ما تبقى خلال 30 يوماً.

ويقول خبراء إن الولايات المتحدة تريد استخدام تنظيم “ي ب ك” الإرهابي كوكيل لها في الصراع مع روسيا وإيران.

وفي الآونة الأخيرة، ذهبت واشنطن إلى أبعد من ذلك عندما أعلنت عن تأسيس نقاط مراقبة لها على الحدود التركية، وبينما تقول إنها لحماية تركيا من تهديدات التنظيم الإرهابي، يؤكد المسؤولون الأتراك أن هدف هذه النقاط هو حماية المنظمة الإرهابية من تركيا.

وتتمتع منظمة “ي ب ك” في سوريا، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي، بدعم سعودي وإماراتي، حيث أرسلت الرياض قوات وساهمت بتأسيس نقاط عسكرية لتجنيد مقاتلين في مناطق سيطرة المنظمة الإرهابية، وهو ما تقوم به أبو ظبي أيضاً.

ولهذه الأسباب، وفي محاولة لحماية أمنها وحدودها، تستعد تركيا لدخول سوريا مرة أخرى، لتطهير المنطقة من إرهابيي “ي ب ك”، وهي معركة ستكون معقدة كسائر المعارك التي تحدث على الأرض السورية، بسبب تعدد الأطراف المتقاتلة، لكن تركيا ستكسبها بفضل التنسيق العالي بين القوات التي ستشارك في العملية.

 

 

 

.

المصدر:ديلي الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.