تزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكيّ،الأربعاء الماضي عن قراره بسحب قواته بلاده من مناطق شمال شرق سوريا، بدأت الأسئلة الشائكة تدور حول مصير الأطنان المطنطنة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي سلمتها الولايات المتحدة لـ “حليفها”، تنظيم “ب ي د/ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية، ومن ناحية أخرى تدور الأسئلة حول مصير القوات الفرنسية في المنطقة، بعد أن أعلنت فرنسا أنّ قواتها ستظل باقية هناك.
ومحاولة للإجابة عن تلك الأسئلة وقراءة التكهنات في مصير الساحة السورية بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، قال الجنرال التركي المتقاعد والخبير بمكافحة الإرهاب، د. فخري إرنال.وحيال مصير عناصر التنظيم الإرهابيّ، استبعد الجنرال التركي إرنال، نقل تلك العناصر دفعة واحدة إلى مكان آخر بعيد عن الحدود مع تركيا، قائلًا “لا يمكن نقلهم كمجموعة واحدة، بل بات مصيرهم مضعضعًا، حيث سيختار بعضهم التخلي عن السلاح، وآخرون سيلتحقون بجيش النظام السوري تزامنًا مع تشكيل اللجنة الدستورية، أما البعض الآخر فسيختار البقاء في تلك المناطق”.
لا يمكن جمع كل تلك الأسلحة
أما عن الأسلحة الهائلة التي سلمتها الولايات المتحدة لهم، قال إرنال “سوف تقوم القوات الأمريكية بسحب قسم كبير من تلك الأسلحة، والآن يتمّ الحديث عن أن القوات الأمريكية قامت بجمع بعض الأسلحة على مدار تلك الليلة، إلا أنه من غير الممكن سحب جميع الأسلحة سواء من الناحية اللوجستية أو التكلفة المادية”.
وتابع الجنرال التركي قائلًا “إضافة إلى هذا، فإنّ الأسلحة التي بيد تنظيم “ب ي د/ي ب ك” الإرهابيّ، ليست جميعها أمريكية، نحن نعلم أنهم حصلوا على أسلحتهم عبر 6 مصادر مختلفة”، دون أن يذكر تلك المصادر.
لا اعتقد انسحابًا أمريكيًّا كليًّا
وحيال انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل أو إبقاء بعض قواتها هناك، قال الجنرال التركي والخبير بكافحة الإرهاب، “نحن نتحدث عن دولة تملك 21 قاعدة ونقطة عسكرية في سوريا، بالإضافة إلى قاعدتين جويتين، ولذل فإنني لا أتوقع أن تقوم بسحب كل قواعدها من هناك، بل أعتقد أنها ستحتفظ بجزء محدد منها، كي تستطيع متابعة بقية العناصر، وإدارة المرحلة القادمة ما بعد قرار الانسحاب”.
ماذا عن القوات الفرنسية
وعن بقاء القوات الفرنسية في سوريا، قال إرنال ساخرًا “إن فرنسا لا تزال تفكر بعقلية “سايكس-بيكو”، عليهم أن يفيقوا ويقبلوا ببعض الحقائق على أرض الواقع، لقد ظلوا نشطين في المنطقة منذ 1917”.
وتابع الجنرال التركي المتقاعد قائلًا “على فرنسا أن تحل قبل كل شيء مشاكلها في مالي، هناك تنشط مجموعات إرهابية في كل مكان، إضافة إلى ذلك عليها أن تقوم بحلّ مشاكلها الداخلية والفوضى التي تكتسح شوارعها، ثم بعد ذلك لتتحدث عن بقائها في سوريا”.
يجدر بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الأربعاء الماضي عن قرار يقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرًا أن وجودهم هناك كان بهدف طرد تنظيم داعش، وقد انتصر عليهم.
واليوم الجمعة أعلن الرئيس التركي أردوغان، أن مكالمته الهاتفية مع ترامب الأسبوع الماضي أسفرت عن هذا القرار، مضيفًا أن عملية “شرق الفرات” سيتم التريث حيالها نظرًا للمستجدات الحالية.
.
المصدر:يني شفق