تركيا في 2018.. عام حافل بالأحداث بدأ بـ”غصن الزيتون” وانتهى بخاشقجي

شهدت تركيا في 2018 أحداثا بارزة على الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية، ليس أقلها انتقال الجمهورية للنظام الرئاسي وتعزيز سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان وتحكمه بمفاصل الدولة.

إلى جانب ذلك، برزت العديد من التحديات التي واجهتها تركيا، خلال العام 2018، الذي يطوي صفحاته بعد أيام، على الساحة الداخلية والخارجية، أبرزها العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ومع روسيا وإيران وكذلك العلاقة مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وكان من بين الأحداث البارزة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي هزت العالم بأسره، وهو الحدث الذي أتاح لتركيا أن تكون لاعبا قويا أمام الولايات المتحدة والسعودية.

وطوال العام الجاري، شهدت العلاقات التركية الأمريكية تصاعدا وتوترا كبيرا على خلفية اعتقال القس الأمريكي، أندرو برونسون، والذي تم إطلاق سراحه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بالإضافة للأزمة التي شهدتها الليرة التركية في أعقاب هذا التوتر، الذي بدأ ينخفض بعد إطلاق تركيا سراح القس.

كما شهد العام الجاري، تطورا في العلاقات التركية الروسية، والتي وصلت لحد التعاون العسكري وصفقات لبيع تركيا المنظومة الدفاعية أس- 400.

تمديد حالة الطوارئ وانتهائها

في 18 يناير/ كانون الثاني مددت تركيا حالة الطوارئ المعلنة عقب انقلاب يوليو/ تموز 2016 الفاشل، وفي 18 أبريل/ نيسان تم تمديده للمرة السابعة على التوالي، وقد أعلنت عن إنهائه بعد عامين من المحاولة الانقلابية الفاشلة في 19 يوليو/ تموز عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

عملية غصن الزيتون

أطلق الجيش التركي بالتعاون مع فصائل “الجيش السوري الحر” عملية “غصن الزيتون” في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، لتطهير مدينة عفرين شمال غرب سوريا من قوات “بي كاكا”الإرهابية ليعلن بعد ذلك الرئيس التركي يوم 18 مارس/ آذار سيطرة جيش بلاده وفصائل الجيش الحر المدعومة منه على المدينة.

وأسفرت العملية، التي استمرت 58 يوما، عن مقتل 55 جنديا تركيا وإصابة 225 آخرين بحسب الأرقام الرسمية.

الانتخابات المبكرة

قدم كل من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم وحزب “الحركة القومية” في 21 فبراير/شباط مشروع قانون مشترك إلى البرلمان يتضمن تعديلا يسمح بعقد تحالفات انتخابية بين الأحزاب السياسية، ليقر البرلمان التركي في 13 مارس هذا المشروع الذي هيأ الأرضية لتشكيل “تحالف الجمهور” بين حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” و”تحالف الشعب” بين أحزاب “الشعب الجمهوري والخير والسعادة” لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بهذه التحالفات.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 18 أبريل تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من نوفمبر 2019 إلى 24 يونيو بعد اجتماعه مع رئيس حزب “الحركة القومية” المعارض دولت بهجلي.

وفاز أردوغان بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في الانتخابات التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران حيث شكل فوزه خطوة هامة نحو انتقال البلاد رسميا إلى النظام الرئاسي وتعزيز سلطاته.

وأصدر أردوغان عددا من المراسيم التشريعية التي تهدف إلى تعزيز سلطته في البلاد كان أبرزها إلغاء منصب رئيس الوزراء ونقل بعض صلاحياته للرئيس بموجب مرسوم صدر في 4 يوليو/تموز.

وفي 10 يوليو أعلن أردوغان تشكيل حكومته الجديدة بعد الانتقال إلى النظام الرئاسي والتي ضمت نائبا للرئيس و16 وزيرا.

العلاقات التركية  الروسية

وتعززت العلاقات التركية الروسية بشكل بارز وملموس خلال عام 2018 في حين بلغ التوتر في العلاقات الأمريكية التركية ذروته على خلفية احتجاز تركيا القس الأمريكي أندرو برونسون منذ ديسمبر 2016 وإصرار تركيا على شراء منظومة إس- 400 الصاروخية الروسية.

ودشن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 3 أبريل محطة أكويو الكهروذرية التي تشيدها روسيا في ولاية مرسين جنوبي تركيا، كما حضر الرئيسن الروسي بوتين و التركي أردوغان حفلا أقيم في 19 نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة إسطنبول بمناسبة انتهاء بناء الجزء البحري من خط أنابيب نقل الغاز “التيار التركي”.

ووقعت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر/أيلول على اتفاقية حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية بعد لقاء جمع الرئيسان الروسي بوتين والتركي أردوغان في مدينة سوتشي الروسية.

وانعقدت في 28 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة إسطنبول قمة رباعية لبحث الملف السوري ضمت رؤساء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا.

العلاقات التركية الأمريكية

وبلغ التوتر في العلاقات التركية الأمريكية أشده في عام 2018 بعد رفض تركيا إطلاق سراح القس الأمريكي برونسون المتهم بالارتباط بمنظمة  غولن الإرهابية والتجسس، إضافة إلى إصرار تركيا على شراء منظومة إس- 400 الصاروخية الروسية مما انعكس بشكل سلبي على قيمة الليرة التركية التي سجلت أدنى مستوياتها أمام الدولار.

العلاقات التركية الإسرائيلية

وتأزمت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل على خلفية الأحداث التي جرت على الشريط الحدودي مع قطاع غزة وقتل الجيش الإسرائيلي لعدد كبير من المتظاهرين الفلسطينيين خلال مشاركتهم في “مسيرات العودة” حيث قررت تركيا يوم 15 مايو إبعاد السفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه عن أراضيها كما طلبت في 16 مايو من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول يوسي سفري ليفي مغادرة البلاد لـ “بعض الوقت” وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني قررت إسرائيل تخفيض تمثيلها الدبلوماسي لدى تركيا وعدم تعيين سفير جديد.

مقتل خاشقجي

مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول كان من أبرز الأحداث التي تركت بصماتها على عام 2018 حيث اختفى الصحفي بعد دخوله قنصلية بلاده في ذلك اليوم، وقد أعلنت تركيا أنه قتل من قبل فريق سعودي مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان داخل القنصلية في حين رفضت الرياض هذه الادعاءات في البداية إلا أنها اضطرت للاعتراف بأنه قتل نتيجة شجار واشتباك بالأيدي داخل القنصلية ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن.

حوادث داخلية

وشهدت تركيا حوادث قطارات مروعة أولها كان يوم 8 يوليو/تموز في ولاية تكيرداغ شمال غرب البلاد وأسفر عن مقتل 24 شخص وإصابة 318 آخرين والثاني في أنقرة يوم 13 ديسمبر/كانون الأول عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 86 آخرين.

وقتل 4 عسكريين أتراك وأصيب آخر بجروح في 26 نوفمبر إثر سقوط مروحيتهم في حي سكني وسط مدينة إسطنبول وتحطمها.

اقرأ أيضا

الثلوج قادمة إلى إسطنبول

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.