اعتبرت صحيفة The Wall Street Journal أن الانسحاب الأميركي من سوريا يمثل فرصة قوية لتركيا، لكنه في الوقت نفسه يمثل مخاطرة كبيرة لأنقرة، إذ لم تتورط في المستنقع السوري عسكرياً.
وقالت الصحيفة الأميركية إن قرار ترامب المفاجئ قد يجعل المنطقة برمتها تحت سيطرةٍ عسكرية تركية، كما كان يتوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لكن في الوقت نفسه، حذرت الصحيفة الأميركية تركيا بأن هذا القرار قد يتطلب حذراً كبيراً من الرئيس التركي، وأنه يعد مثالاً على ضرورة أن تكون حذراً حيال ما تتمنَّاه.
ولكن
التوسع في سوريا يأخذ تركيا إلى مرحلةٍ جديدة لا يُمكن التنبؤ بما فيها بدرجةٍ كبيرة، في الوقت الذي يخطو فيه اقتصادها خطواته الأولى في الخروج من أزمة نقدية ضربته بوقتٍ سابق من هذا العام (2018). وإلى جانب التصدِّي للأكراد، من المرجح أيضاً أن تضطر تركيا إلى التعامل مع مناطق العرب السُّنة في سوريا، حيث لا يزال هناك متعاطفون مع جهادي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
ومن جانبه، قال أوزتوك يلماز، النائب التركي المستقل، والقنصل العام السابق في الموصل الذي كان مُحتجزاً رهينة لدى داعش عام 2014: «في حال انسحبت الولايات المتحدة تماماً وطُلب من تركيا السيطرة على كل تلك المناطق، فسيكون الوضع صعباً. فحتى الولايات المتحدة ليس بمقدورها فعل ذلك بنفسها؛ إذ ستدعو الحاجة إلى وجود قوات محلية تدعم الجيش التركي، وسيتعيَّن على الأطراف الفاعلة الأخرى مُناصرة تركيا».
في الواقع، ربما ينتهي الأمر بتركيا بعقد صفقة مع روسيا والنظام السوري للسيطرة على جزء من الأراضي التي ستُخليها الولايات المتحدة، وترك المناطق الأكثر اضطراباً، مثل الرقة والأراضي الواقعة جنوباً. ويوم الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، قال أردوغان إنَّه سيجتمع قريباً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة كيفية مواجهة عواقب قرار ترامب.
وقال أحمد قاسم هان، الأستاذ بجامعة آلتن باش في إسطنبول: «إنَّ هذا الأمر بالتأكيد أكثر مما كان يأمله الجانب التركي. غير أنَّه ما يزال يتوقف على مدى عمق عملياتها في المنطقة وكم من الوقت ستستغرق»
.
المصدر:عربي بوست