نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مسببات آلام الظهر، خلافا لوضعية الجلوس الخاطئة.
وقالت الصحيفة، إن نمط حياتنا الحالي يفرض علينا الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب، وبذلك نكون في عزلة تامة عن العالم الخارجي وأقل حركة، مما يجعلنا أكثر عرضة لآلام الظهر.
وذكرت الصحيفة أن الفيلسوف نيتشه كان يعمل وهو يمشي لأنه كان يعتقد أن ذلك يمثل أفضل طريقة لتدفق الأفكار. ونظرا لأنه من الصعب حاليا السير والحاسوب بين أيدينا حتى لو كان محمولا، فإنه لا بد من إدراك مدى أهمية ممارسة التمارين الرياضية بما في ذلك تمارين التمدد.
وأشار الأطباء إلى أن معظم الأشخاص يظنون أن آلام الظهر التي تصيبهم عادة سببها وضعية الجلوس الخاطئة، في حين أنها في الحقيقة ناتجة عن الجلوس لساعات طويلة وهذا يمكن أن يضر بسلامة الظهر.
ونقلت الصحيفة عن الأستاذ المساعد في العلاج الطبيعي السريري في كاليفورنيا، إريك روبرتسون، قوله إنه “سيكون من السهل اعتبار أن آلام الرقبة والظهر تعود إلى انحناء الجسم أثناء الجلوس. ولكن يتخذ بعض الأشخاص وضعيات جلوس نادرة جدا في العالم ولا يعانون من أي ألم. إلى جانب ذلك، لا توجد أي دراسة تربط بين آلام الظهر ووضعية الجلوس الخاطئة”. ومع ذلك، يمكن لنمط الحياة الذي يقل فيه النشاط أن يكون من بين أحد العوامل التي تحفزنا على المشي.
من منا لا يتذكر لوسي؟ أول إنسان عاش في عصر ما قبل التاريخ، الذي عُثر على مستحاثة هيكله العظمي في أديس أبابا بإثيوبيا، والتي تبين أنها تعود لأوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس. لقد كانت “جدتنا” لوسي تعاني بالفعل من مشاكل على مستوى الظهر، لأنها تسير منتصبة، والتي يطلق عليها العلماء اسم “ندوب التطور”، لأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعاني من الميلان الجانبي في العمود الفقري.
وأضافت الصحيفة أن بعض الشعوب في العصور القديمة كانت تستخدم نبتة الماندراكورا أو القنب الهندي لتخفيف آلام الظهر. وأوضح الخبير روبرتسون: “تخيل أنك استيقظت في يوم من الأيام ولم تحرك رأسك؟ سيكون في نهاية اليوم جامدا ولن تستطيع تحريكه نحو اليسار واليمين. وهذا ما يحدث مع الظهر عندما نقضي الكثير من الوقت جالسين أمام مكتب أو وراء مقود السيارة”. لذلك، من الضروري أن نتحرك من وقت لآخر.
وأكدت الدراسات على ضرورة النهوض من الكرسي كل ساعة والمشي قليلا في المكتب، لأن ذلك مفيد للصحة. لكن من المؤكد، أننا في بعض الحالات، ننسى القيام بذلك بسبب كثرة أعباء العمل. ومع ذلك، إذا أحسست بألم على مستوى الظهر، فإنه عليك ممارسة تمارين روتينية وتحريك الوركين والرقبة قليلا، ثم تمديد أسفل الظهر. أما إذا كان الألم مزمنا، فلا تتردد في استشارة طبيب مختص.
وعرضت الصحيفة بعض الأنشطة التي تساعد على التخفيف من آلام الظهر، مثل نظام اللياقة البدنية “بيلاتس” أو ممارسة اليوغا، التي تتضمن العديد من التمارين والوضعيات التي تخفّف من آلام الظهر. وإذا مارست اليوغا من قبل، فمن المؤكد أنك تعرف تمارين وضعية القط والكوبرا التي تساعد على التمدد، أو وضعية الكلب التي تحتاج إلى عضلات مدربة بشكل جيد. وتعد هذه التمارين مثالية لتهدئة وتمديد العضلات المتشنجة.
.
وكالات