تعد مدينة إسطنبول مهدا للحضارات، إذ شغلت منصب عاصمة الإمبراطوريتين الرومانية الشرقية والعثمانية لمدة تزيد عن 16 قرنا، حيث تواصل كونها مركزا جذب كبير للسياح بفضل إرثها التاريخي الواسع، وطبيعتها الساحرة.
وتأتي إسطنبول ضمن أهم المدن التاريخية والسياحية في العالم، حيث تستقبل السياح المحليين والأجانب على مدار فصول السنة.
وتجذب إسطنبول السياح من مختلف أنحاء العالم، بفضل آثارها التاريخية، ومضيقها الواصل بين القارتين الأوروبية والآسيوية، وجزيراتها الشهيرة بطبيعتها الخلابة، إلى جانب متاحفها الكثيرة التي تسلط الضوء على تاريخ العالم.
وتعتبر منطقة شبه الجزيرة التاريخية في إسطنبول من أشد الأماكن استقطابا للسياح، حيث تحتوي على آثار في غاية الأهمية مثل مسجد السلطان أحمد، ومتحف آياصوفيا، وقصر طوب قابي، وخران “يره بتان” الذي يدعى أيضا بصهريج البازيليك.
كما يتيح كلا من جامع السليمانية، والسوق المصري، والسوق المسقوف، ومتحف علم الآثار، للسياح الخروج في رحلة طويلة عبر التاريخ.
وكذلك يُعد كل من برج الفتاة، والأسوار التاريخية الموجودة على ضفتي المضيق، وحديقة غولهانة، من الأماكن التي تستقطب السياح بكثافة.
– آياصوفيا.. ثامن عجائب الدنيا
يعتبر متحف آيا صوفيا من أهم أماكن التراث العالمي، ومن أكثر المتاحف استقبالا الزوار، ويُلقب بـ “ثامن عجائب الدنيا”، حيث جرى استخدامه ككنيسة لمدة 916 عاما، ومن ثم حُول إلى جامع مع الفتح العثماني للمدينة عام 1453، ليظل كذلك لمدة 482 عاما، قبل أن يجري تحويله إلى متحف عام 1935.
وخضع آياصوفيا لتعديلات في فترة الدولة العثمانية على يد المعمار سنان الذي أضاف إليها عددا من المآذن.
– قصر طوب قابي.. مكان يستحق الزيارة
جرى استخدام قصر طوب قابي كمقر لإقامة سلاطين الدولة العثمانية لنحو 400 عاما، وفي الوقت ذاته كان القصر يحتوي على مركز تعليمي وفني.
ويأتي القصر في مقدمة الأماكن التي تجذب السياح المحليين والأجانب الوافدين إلى إسطنبول، حيث يتمتع بطرازه العمراني الفريد، وموقعه المميز المطل على البوسفور وخليج القرن الذهبي، كما يضم مجموعة واسعة جدا من الآثار والأدوات العثمانية والإسلامية، ما يجعله أكثر مكان يستحق الزيارة.
– جامع السلطان أحمد
يعد جامع السلطان أحمد منذ بنائه قبل نحو 4 قرون، محط اهتمام المسلمين والسياح المحليين والأجانب، ويقع على التلة الثانية بين تلال إسطنبول السبع، ويحظى بتحية السفن القادمة من بحر مرمرة باتجاه المضيق.
ويعتبر جامع السلطان أحمد من أجمل الجوامع في الحضارة الإسلامية والتركية، وفي الوقت ذاته من أهم رموز إسطنبول، ويدعى أيضا بالجامع الأزرق بسبب إنارته بالأضواء الزرقاء من الداخل.
بُني الجامع بأمر من السلطان أحمد الأول في أوائل القرن السابع عشر، ويتمتع بأهمية كبيرة لكونه يحمل أجمل الأمثلة على الطراز العمراني السائد في ذلك العصر.
– خزانات المياه
أُنشأت خزانات المياه في زمن الإمبراطورية الرومانية الشرقية بهدف سد احتياجات الشعب من المياه، وتلقى اهتماما كبيرا في يومنا الحالي من السياح.
وتٌصنف خزانات المياه ضمن الإرث الثقافي الممتد لآلاف السنين لمدينة إسطنبول، حيث تحتوي على عدد من الخزانات الضخمة مثل “يره بتان”، ونور عثمانية، وشرفية، و”بين بير ديرك”.
– أكبر جامع عثماني
يعد جامع السليمانية من أهم الآثار العمرانية التي خلفها المعمار سنان، إذ يلقى إعجاب الكثيرين بفضل تصميمه وهندسته وبنائه وموقعه وإطلالته.
ويتميز جامع السليمانية بأنه الجامع الأكبر في عهد الدولة العثمانية، إذ لا يعتبر جامعا فقط، إنما تم تأسيسه على شكل مجمع كبير يضم مدرسة للأطفال، وحمّام، ودار ضيافة لتقديم الطعام للفقراء، فضلا عن مشفى.
– السوق المصري
يحظى السوق المصري باهتمام كبير منذ تأسيسه عام 1667، حيث بُني بهدف تأمين عائدات للجامع الجديد في منطقة إمين أونو.
وعبر تاريخه الطويل، يعتبر السوق المصري مكانا يجمع أنواعا كثيرة من الأعشاب المجففة، ومئات الأنواع من البهارات والتوابل.
– السوق المسقوف
يعتبر السوق المسقوف من أهم مراكز التجارة في إسطنبول منذ حوالي 500 عاما وحتى اليوم، حيث يستقطب الزبائن كافة الأعمار بسبب تنوع المحلات التي يتضمنها.
ويعد السوق المسقوف من أقدم مراكز التجارة في العالم، ويضم آلاف المحلات بداخله موزعة على الشكل التالي: 4 آلاف و399 محل كبير، وألفين و195 محل صغير، و24 خان، و12 مخزن، و10 مساجد، و8 آبار.
– عنوان تاريخ الحضارة
تأسس متحف علم الآثار على يد عثمان حمدي بيك، ويضم آثار عالمية في غاية الأهمية مثل وثيقة معاهدة قادش، حيث يستضيف من تأسيسه قبل 128 عاما كافة الزوار الراغبين في خوض رحلة في دهاليز التاريخ.
وعثمان حمدي بيك هو ابن الصدر الأعظم العثماني إبراهيم أدهم باشا، وكان عالما بالآثار، ورساما بارعا.
.
المصدر/الاناضول