تستعد الأحزاب التركية لخوض معركة انتخابات “محلية” (البلديات)، من المقرّر إجراؤها نهاية مارس/آذار الجاري.
ومع تبلور اتفاقات بين الأحزاب بزغت عند عقد استفتاء على تعديل الدستور وتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي في نيسان/أبريل 2017 الماضي؛ تشكلت جبهتان تقودان الأحزاب التركية، الأولى يقودها الحزب الحاكم “العدالة والتنمية”، والثانية يقودها الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.
هاتان الجبهتان خاضتا الاستفتاء وخرجت جبهة العدالة والتنمية مع حليفه “الحركة القومية” بانتصار سحق أصوات المعارضة، إلا أنّ النصر الأكبر الذي حققته هذه الجبهة أو ما يُعرف بـ “تحالف الجمهور” تجسّد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران/يوينو العام الماضي، حيث انتصر التحالف بنسبة وصلت سقف 53%.
أما جبهة المعارضة أو ما يُعرف بـ “تحالف الأمة” فإنها تضمّ الشعب الجمهوري (يساري)، وحزب إيي أو الجيد (يميني)، وحزب السعادة (محافظ إسلامي)، بالإضافة إلى تحالف خجول “تحت الطاولة” مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي بات يشكّل ذراعًا سياسيًّا لمنظمة بي كا كا الإرهابية الانفصالية.
تبادل الدعم بشكل فاضح
وبرزت علاقة حزب الشعب الجمهوري مع الشعوب الديمقراطيّ، خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية “التاريخية” منتصف العام الماضي، عبر اتفاقات سرّية بتبادل الدعم حيث تم الاتفاق على أن يدعم مناصروا الشعوب الديمقراطي حزبَ الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، بينما يدعم الشعب الجمهوري ببعض أصواته حزبَ الشعوب الديمقراطيّ في البرلمانية، وبهذا يتمكن الأخير من تجاوز عتبة الدخول للبرلمان والتي هي 10% من مجمل الأصوات.
إلا أنّ هذه العلاقة باتت بشكل أوضح وتعدّت حدود السرّية، مما أزعج الكثيرين من الناخبين في الشارع التركي، حيث يُعتبر حزب الشعوب الديمقراطيّ مناصرًا لانفصال الأكراد عن تركيا، وهو الفكر ذاته الذي تقوم عليه منظمة بي كا كا الإرهابية.
داعمون لـ بي كا كا بين مرشّحي قليجدار أوغلو
وكان قد أعلن كمال قليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، عن قائمة مرشحيه في انتخابات البلدية المزمع عقدها 31 مارس/آذار المقبل، وضمّت أسماء المرشحين عددًا من المحسوبين على الشعوب الديمقراطي، ممّا أعاد للذاكرة الاتفاق السرّي الذي تمّ بين الطرفين خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفائتة.
بل إن قائمة مرشحي قليجدار أوغلو شملت أسماء معروفين بدعمهم لمنظمة بي كا كا الإرهابية، التي ترفع السلاح في وجه القوات التركية منذ تأسيسها على يد زعيمها عبد الله أوجلان عام 1984، وتسبّبت بمقتل العشرات من المدنيين الأتراك، فضلًا عن رجال الجيش والأمن التركي.
ويتوقع مراقبون أتراك، أن تؤثر هذه الخطوات التي يتخذها الشعب الجمهوري بشكل كبير على آراء الناخب التركي “الوطنيّ”، حيث يمتلك الشعب التركي حساسية كبيرة تجاه منظمة بي كا كا الإرهابية.
ومن جانب آخر، فإنّ هذا الاتفاق السرّي والذي يوصف بـ “العار” من قبل ناخبين أتراك كُثر، أظهر مجدّدًا الوطنية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي أردوغان، إضافة لحزب الحركة القومية المعارض؛ والحليف في الانتخابات.
.
المصدر/يني شفق