قال نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، إن خارطة طريق منبج السورية، نموذج من أجل إنهاء الولايات المتحدة الأمريكية علاقتها بتنظيم “ي ب ك”.
جاء ذلك في كلمة له بندوة نظمها فرع وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) في العاصمة الأمريكية واشنطن، الخميس، حول انعكاسات انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وأوضح أونال أن العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي تشكل أهمية بالغة بسبب الوضع المعقد في المنطقة، مستذكرًا أن الفراغ في السلطة بالعراق وسوريا امتلأ بتنظيمات إرهابية.
وأضاف: “أحد أوجه القصور المهمة هنا هو النقص المؤسسي في الانتقال السلمي لأنه لا توجد في هذه الدول مؤسسات تضمن الانتقال السلمي من أجل أن يعبر الشعب عن نفسه والمطالبة بالتغيير”.
وأكد أن الولايات المتحدة وتركيا على مسار واحد بخصوص إيجاد حل سياسي موثوق للأزمة في سوريا، وإنهائها بوقف إطلاق نار يشمل كامل البلاد
وأوضح أونال، أن اختيار واشنطن لحلفائها في وقت يتم فيه مكافحة “داعش” والسعي لبسط الهدوء، هو نقطة الخلاف بين البلدين.
وعزا سبب الخلاف إلى أن شريك واشنطن هو “ي ب ك/ب ي د” امتداد منظمة “بي كا كا” الإرهابية الانفصالية التي تشكل تهديدًا إرهابيًا خطيرًا على تركيا وتسببت بمقتل آلاف الأشخاص فيها.
وشدد الدبلوماسي التركي، على أن البلدين أسسا مجموعات عمل مشتركة من أجل حل الخلافات المتعلقة بـ”ي ب ك/ بي كا كا”.
** خارطة طريق منبج السورية
ولفت إلى أن “خارطة طريق” منبج السورية تعتبر إحدى أهم أنشطة مجموعة العمل حول سوريا، مؤكدًا أنها نقطة خروج للولايات المتحدة، ونموذجا لإنهاء علاقتها بـ”ي ب ك/ ب ي د”.
وأشار إلى وجود بعض التأخيرات بخصوص إتمام خارطة طريق منبج، مستدركًا بأن العملية تم تسريعها حاليًا وأن العمل بدأ حول تحديد العناصر المحلية التي ستكون ضمن وحدات الأمن والإدارة في منبج.
وردا على سؤال حول وجود تقويم متعلق بإتمام خارطة الطريق من عدمه، أكد أونال أن تقويم الولايات المتحدة هو الساري حاليًا مع قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.
وشدد أن تركيا تعمل مع الولايات المتحدة من أجل عدم ملئ التنظيمات الإرهابية للفراغ الذي سينجم بعد انسحاب واشنطن من سوريا.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق “خارطة طريق” حول منبج، يضمن إخراج إرهابيي “ي ب ك/بي كا كا” من المنطقة، وتوفير الأمن والاستقرار فيها.
وتسببت واشنطن في تأخير تنفيذ الخطة عدة أشهر، متذرعةً بوجود “عوائق تقنية”.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت القوات الأمريكية بتسيير دوريات مع تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا.
وتصر تركيا على ضرورة تطبيق خارطة الطريق، قبل انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، واستعادة واشنطن لأسلحتها الموجودة بيد تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.
** دور روسيا في سوريا
وعن دور روسيا في سوريا، قال أونال، إن موسكو باتت عنصرا هاما هناك مع تدخلها العسكري في سوريا، مؤكدًا ضرورة تقبل ذلك.
وتطرق إلى عمل تركيا مع روسيا وإيران بمسار أستانة، مشددًا أن المنطقة شهدت هدوءًا إلى حد ما مع مسار أستانة.
واستدرك بالقول: “ولكن لم تنجح 100 بالمئة لأننا لم نكن متفقين حول كافة المسائل”.
وتحدث أونال عن إعادة إعمار سوريا، مشددًا على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات بخصوص استقرار البلد.
وأضاف: “لا رابط بين الحل السياسي وإجراءات الاستقرار، وإنما يجب أن يسيرا بشكل متواز لكي يتم الخروج بنتيجة”.
**موقف تركيا من أزمة فنزويلا
وردا على سؤال حول عدم دعم تركيا لـ”الانقلاب الدبلوماسي” ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بقيادة الولايات المتحدة، قال أونال: “موقفنا مبدئي لأننا ضد تغيير قادة منتخبين عبر طرق غير الانتخابات”.
وأردف: “نحن واجهنا محاولة انقلاب غادرة، ولا زال المجتمع بأسره يعيش صدمتها، وحتى اليوم لم نر أي إيجابيات من التدخلات الخارجية”.
ودعا إلى إيجاد حل للأزمة في فنزويلا عبر الحوار، مؤكدًا أن تركيا يمكن أن تعمل كوسيط بهذه العملية.
ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا توترا متصاعدا إثر إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو، نفسه “رئيسا مؤقتا” للبلاد.
وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ”غوايدو”، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.
في المقابل، أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية نيكولاس مادورو، الذي أدى في 10 يناير المنصرم، اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.
من جانبه، شدد المنسق العام لـ”سيتا”، بهاد الدين دوران، على ضرورة زيادة العلاقة والثقة بين تركيا والولايات المتحدة.
وبشأن قرار واشنطن الانسحاب من سوريا، أكد ضرورة وجود الولايات المتحدة على الطاولة بخصوص الحل في سوريا.
وأردف: “على تركيا والولايات المتحدة وضع خطة من أجل منبج وتطبيقها شرقي الفرات أيضًا، وهذه فرصة جيدة لتحسين العلاقات الثنائية”.
وشدد أن تنظيم “ي ب ك” الإرهابي يشكل تهديد خطيرًا على تركيا.
وفي 16 فبراير/ شباط الماضي، تقرر خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، إلى أنقرة، بإنشاء آلية لإزالة الخلاف بين وجهات النظر، وتأسيس الثقة المتبادلة بين البلدين.
وتم في هذا الإطار إنشاء 3 مجموعات عمل بين البلدين، تتولى إحداهما المسائل الخاصة بمنظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، والمسائل القنصلية، والموقوفين الأمريكيين في تركيا، وأخرى بالملف السوري، والعلاقات الثنائية.
المصدر: الاناضول