أحداث عديدة تقع في حياتنا، وغالباً ما تكون صعبة الفهم. لذا ابتكر العلماء نظريات تفسر ما تعنيه هذه الأشياء من حولنا، ومن خلالها تبين أن الناس يتصرفون وفقاً لسيناريو مكرّر، وأن سلوكنا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير.
ونشر موقع “برايت سايد” قائمة بأبرز النظريات التي تفسر لماذا نفعل أشياء معينة، بشكل مكرر، في مواقف مشابهة، ومن دون شعور أو تفكير، هذه أبرزها:
1. نظرية النوافذ المحطمة
حاول العلماء معرفة سبب زيادة معدلات الجريمة في مدينة نيويورك في الثمانينيات. وقد توصلوا إلى الاستنتاج التالي: الجرائم البسيطة مثل القمامة المتناثرة، أو الكتابة على الجدران تؤثر بشكل كبير على مستوى الجريمة بشكل عام.
مثلاً، إذا كانت هناك نافذة واحدة مكسورة أو مفقودة في مبنى، يفترض المارة أن لا أحد يهتم بالمبنى، وأنه لا يوجد أشخاص مسؤولون لتنظيف الفوضى. بعد فترة قصيرة، سيتم تكسير جميع النوافذ، في حين أن الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة سوف يصبحون أكثر ثقة في قدرتهم على الهروب من العقاب. علاوة على ذلك، سيخلُصون قريباً إلى أنهم لن يُعاقبوا على ارتكاب جرائم أكثر قسوة.
وقد استطاع عمدة مدينة نيويورك، رودي جولياني عام 1994، بفضل هذه النظرية، تخفيض مستوى الجريمة في المدينة. ويمكن تطبيق هذه النظرية في السياسة الدولية أو على مستوى الدولة، أو في المنزل، أو في العمل.
2. نظرية العجز المكتسب
العجز المكتسب هو اضطراب سلوكي، بسببه لا يحاول الشخص فعل أي شيء لتحسين حياته، على الرغم من أن لديه فرصة للقيام بشيء حيال ذلك. لماذا يطلق عليه “المكتسب”؟ لأن لا أحد يولد بفكرة أن التغلب على العقبات عديم الفائدة.
تظهر هذه الفكرة بعد المرور بالكثير من الضغط أو الفشل المتكرر. يستسلم الناس، ويبدؤون في الاعتقاد بأن لا شيء ينجح معهم، خاصة بعد أن تلقوا العديد من الضربات من الحياة.
العجز النفسي سلوك مكتسب (Getty)
مثلاً: فشل شخص مرتين في اجتياز الاختبارات اللازمة للالتحاق بجامعة، وهو يعمل بجد مقابل القليل من المال، ولا يمكنه العيش مع شريك حياته السيئ. الحل يبدو بسيطاً جداً: الاستعداد للامتحان، البحث عن وظيفة أخرى، والطلاق، وهكذا سوف تختفي مشاكله. لكن الشخص الذي يعاني العجز المكتسب لا يرى مخرجاً سهلاً، وسيستمر في تحمل الألم.
ما الحل؟ 1. نسيان الكمال، إذ هناك عدد قليل جداً من الأشياء التي يمكنكم القيام بها بنسبة مائة في المائة من المثالية في الحياة. 2. تقليل التوقعات، بما في ذلك التوقعات السلبية. نميل إلى الخوف من المشاكل على الرغم من عدم حدوثها بعد. 3. تعلّم الإبقاء على التفاؤل. هناك مصطلح يسمى “التفاؤل المكتسب”، ويمكنكم تعلمه بالتمرّن.
3. نظرية نفق الواقع
وفقاً لهذه النظرية، يرى الشخص العالم من خلال تجاربه ومعتقداته الخاصة. فالتربية والتعليم وكل الأفراح والإخفاقات التي حدثت لنا تشكل مادة نفق الواقع. هذا هو السبب في أن الناس لديهم ردود فعل مختلفة في كثير من الأحيان حيال الأمور ذاتها.
مثال: بالنظر إلى لوحة الموناليزا، اللوحة الشهيرة لليوناردو دافنشي، سيشاهد شخص ما ابتسامة غامضة، سيجد شخص آخر كمالاً رياضياً فيها، بينما سيجد الشخص الثالث امرأة عادية. لا أحد من هؤلاء الأشخاص على خطأ، لأنهم جميعاً يعيشون في أنفاق خاصة بهم ويؤمنون بشدة بأنهم على حق.
4. معضلة القنافذ
يميل الناس إلى البقاء على مقربة من بعضهم بعضاً، ويحتاج معظمنا إلى العائلة والأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، تتسبب علاقات وثيقة بالألم. عيوب أحبائنا تجعلنا في بعض الأحيان نغادر ونبتعد عنهم. ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، نرتكب الأخطاء نفسها من خلال البحث عن التقارب من جديد، والمعاناة بسببه في وقت لاحق.
وصف الفيلسوف الألماني، آرثر شوبنهاور، هذا المشكل بـ”معضلة القنافذ”. يقول: “يحتشد عدد من القنافذ معاً للدفء في يوم بارد في الشتاء، ولكن عندما يبدؤون في وخز بعضهم بأشواكهم يضطرون إلى الابتعاد. ومع ذلك، يقودهم البرد إلى بعضهم مرة أخرى، ثم يحدث الشيء نفسه. في النهاية، بعد العديد من المد والجزر، يكتشفون أنهم سيكونون أفضل حالاً بالبقاء على مسافة صغيرة من بعضهم بعضاً”.
لذا فمفتاح العلاقات السعيدة يكمن في الحب والصداقة، وكذلك في القدرة على إعطاء شخص آخر ما يكفي من الدفء مع الحفاظ على المساحة الشخصية. لا تتسامحوا مع اللسعات، ولا تهربوا من العلاقات الوثيقة في الآن ذاته. حافظوا على مسافة معقولة حتى يمكنكم الحفاظ على الانسجام.
5. القدم في الباب
في البداية، يقدم لكم شخص خدمة ثم تصبحون محاصرين بطلباتهم التي تصبح أكثر جرأة وأنتم تترددون في قول “لا”. هذه الحيلة النفسية يُطلق عليها اسم “القدم في الباب”، وهي تستخدم على نطاق واسع من قبل المسوّقين الذين يرغبون في بيع السلع.
“معضلة القنافذ” علاجها الحب والصداقة وترك مسافة بين الناس (Getty)
مثال: تقول لكم الشركات “احصل على نسخة تجريبية من برنامجنا” أو “اشترك في خدماتنا، الشهر الأول من الاشتراك مجاني”. لم يدفع المستهلك فلساً واحداً حتى الآن، ولكنه وقع في الفخ لأنه من الأسهل بيع الاشتراك الأطول إلى الشخص الذي جرّب النسخة المجانية أصلاً.
6. نظرية الزحف الطبيعي
الناس قادرون على قبول التغييرات الأكثر فظاعة في حياتهم بهدوء، إذا كانت هذه التغييرات تحدث تدريجياً. مثلاً: سكان المدن الكبيرة مستعدون لتحمل الضباب الدخاني، والتدهور البيئي في مدينتهم، لأن هذه التغييرات لا تحدث بسرعة والناس لديهم الوقت للتعود.
يمكن لهذه النظرية أن تقدم إجابات على العديد من الأسئلة، من أحداث تاريخية كبيرة إلى أشياء روتينية عادية، مثل لماذا يستمر الناس في العيش في زواج يدمرهم؟ الإجابة بسيطة للغاية: لقد اعتادوا عليه وقبلوا به لأن التغييرات لا تحدث بين عشية وضحاها. تغيرت حقيقتهم وببطء ما جعل أشياء غير طبيعية تبدو طبيعية.
7. نظرية السلطة المجهولة
وفقاً لهذه النظرية، يصبح من السهل التلاعب بالأشخاص بمساعدة كلمات سحرية مثل “وفقاً للعلماء” أو “يقول الخبراء”، والتي لا تدعمها أبحاث علمية واضحة. نحن نثق بشكل لا شعوري بسلطة مجهولة (خبير أو عالم) قد لا تكون موجودة على الإطلاق.
مثال: إعلان تجاري للعقاقير يقول إن كفاءة هذا الدواء قد أثبتها العلماء. يجعل هذا المشاهد يبدأ بالثقة بهذا الخطاب، فكيف لا يصدق العلماء؟
لا تثقوا في عبارات مثل “معظم العلماء” أو “بعض الأشخاص” (من هؤلاء الناس؟)، “يُعتبر ذلك” (من يعتبره؟)، أو “تصل إلى 100 في المائة” (هل هي 2 أو 99 في المائة؟).
8. تحقيق النبوءات الذاتي
في بعض الأحيان تتحقق النبوءات، ولكن لا يوجد سحر فيها. الحيلة هي أنه إذا كنتم تؤمنون بهذه النبوءة، فسوف تحدث. يتم استخدام هذا التناقض بنشاط من قبل المحتالين.
مثال: يتنبأ عرّاف بأن رجلاً سينتهي به المطاف في المستشفى في يوم أو يومين. لذا فإن الرجل يمضي بحياته، مغموراً بأفكار حزينة حول مرض محتمل، ولا يدرك محيطه. في نهاية المطاف، ينزلق ويسقط وينتهي في المستشفى بكاحل ملتوٍ. لقد تحقّقت “نبوءة” العراف، لكن ليس لأنه يستطيع أن يرى المستقبل.
يكفي أن يؤمن الشخص بطريقة لا شعورية بفكرة شخص آخر، للبدء في توليد أفكار تؤكد هذه الفكرة. للأسف، أفكار الآخرين ليست جيدة دائماً. ومع ذلك، يمكنكم الهروب من تحقيق النبوءات الذاتي إذا حاولتم خلق تأكيدات إيجابية خاصة بكم.
9. متلازمة فرخ البط
بعد خروجه مباشرة من البيضة، يعتبر فرخ البط أي شيء أمامه والدته، سواء كان إنساناً أو كلباً أو عنزة أو حتى كائناً غير حي. ويطلق العلماء على هذا السلوك “التطبّع” ويقولون أيضاً إن جميع البشر لديهم هذه الخاصية في أنفسهم.
وتظهر متلازمة فرخ البط عندما يواجه الشخص بيئة جديدة، ويبدأ في النظر إلى الشيء الذي يراه أولاً على أنه الأفضل. بعدها من الصعب إقناع هذا الشخص بتجربة شيء جديد، ومن المستحيل تقريباً إثبات أن الأشياء الجديدة يمكن أن تكون أفضل من الأشياء القديمة.
مثال: “الكتب الورقية أفضل من الكتب الرقمية”، “الهواتف المحمولة المزودة بأزرار أكثر موثوقية من أجهزة الاستشعار”، أو “هذا التصميم الجديد فظيع”، هذه هي العبارات التي تشير إلى أن الشخص لديه متلازمة فرخ البط.
هذا التأثير يجعل الشخص منحازاً ويعوقه عن الاستماع إلى رأي الآخرين، بالرغم من أن الأشياء الجديدة يمكن أن تكون جيدة ومريحة أيضاً.
.
وكالات
حققت ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط، نجاحًا ملحوظًا في استقطاب السياح،…
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول، أحمد أوزار، المنتمي لحزب…
أعلن الجيش الأميركي عن وفاة جندي كان في حالة حرجة بعد إصابته خلال مهمة غير…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، على ضرورة مواصلة الجهود في العالم التركي…
انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…
في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.