لَطالما كان الفهد الأسود البري مادةً للأساطير والقصص الخيالية على مرِّ قرون.
فذلك الحيوان -الذي يكتسي بلونٍ أسود سخامي نتيجة حالة اسوداد الجلد وهي عكس المهق- نادرٌ للغاية.
لكنَّ ويل بورارد لوكاس، أحد مصوِّري الحياة البرية البريطانيين أصبح وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية أولَ شخصٍ يُصوِّر الفهد الأسود منذ أكثر من قرن.
والتقط بورارد لوكاس الصور التي نُشِرَت الإثنين 11 فبراير/شباط، في مخيم Laikipia Wilderness Camp في كينيا، بعدما سمع تقارير عن رؤية الفهد الأسود في هذه المنطقة.
وبعدما التقى بورارد لوكاس بعض السكان المحليين الذين رأوا الفهد الأسود، وتعقَّب مسارات الفهد نصب عدة كاميرات خفية من طراز Camtrapations، وأجهزة استشعار لاسلكية للحركة، على أمل تصوير الحيوانات ليلاً.
وبعد عدة أيامٍ بلا نجاح، عاد بورارد لوكاس إلى الكاميرات ليجد صورةً مُدهشة.
وتحدَّث عن تلك اللحظة في مدوَّنته قائلاً: «ألقيت آنذاك نظرةً سريعة على الفخ الأخير الذي نصبته للتصوير، ولم أكن أتوقع أن أجد شيئاً مهماً. وبينما كنت أُطالع الصور الموجودة في الجزء الخلفي من الكاميرا، توقَّفت وألقيت نظرةً على إحدى الصور وأنا في حالةٍ من عدم الفهم… لقد كانت هناك عينان محاطتان بظلامٍ داكن… أهو الفهد الأسود؟! لم أصدق ذلك، واستغرق الأمر بضعة أيام قبل أن أدرك أنني حقَّقت حلمي».
كتب نيكولاس بلفولد -الذي يعمل في معهد بحوث الحفاظ على الحيوانات والنباتات في حديقة حيوان سان دييغو وهو مؤلف مقالةٍ في مجلة African Journal of Ecology عن الأدلة المصوَّرة الجديدة التي التقطها لوكاس- إنَّه رغم وجود عدة تقارير مُسجَّلة عن وجود فهودٍ سوداء في إفريقيا منذ أكثر من قرن، فإنَّ تقريراً واحداً فقط هو الذي تأكَّد بصورةٍ التُقطَت عام 1909 في أديس أبابا بإثيوبيا.
قال بلفولد لصحيفة USA Today الأمريكية: «سمعنا دائماً عن أنَّ هناك فهداً أسود يعيش في هذه المنطقة. وإجمالاً، تُعد هذه هي الصور الأولى المؤكَّدة منذ نحو 100 عامٍ لفهدٍ أسود في إفريقيا، وهذه المنطقة هي المكان الوحيد في إفريقيا، المعروف أنَّ فيه فهوداً سوداء».
>
,;hghj