قال المحلل السياسي التركي الدكتور بكير أتاجان، السبت، أن السياسة التي تتبعها أنقرة هى سياسة مبدأ وأخلاق ولا يمكن أن تساوم بها أو تعقد بها صفقات، ولو كانت تركيا تريد صفقات من وراء تلك القضية لكان الأمر من البداية وكان يمكن تصديقه، والأمور وقتها كانت أسهل، أما بعد مرور هذه المدة وكشف بعض الأسرار، تعود وتفعل العكس فهذا غير ممكن.
وحول المقابل الذي دفعته تركيا للولايات المتحدة من أجل استعادة معارضين تابعين لـ فتح الله غولن قال أتاجان، لا يوجد مقابل في تلك العملية سوى أن الولايات المتحدة الأمريكية في حاجة ماسة إلى تركيا كدولة إقليمية في الشرق الأوسط وثاني دولة في الحلف الأطلسي من حيث القوات البرية، والأهم من ذلك أن الأيام القادمة سوف نشهد تطورات في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة والصين وبين الولايات المتحدة وروسيا ومنطقة قبرص وما حولها، فإذا كانت تركيا لها علاقة مع الدول التى هى ضد الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا فهذه لا تخدم مصالح الولايات المتحدة، لكن إذا قلنا أن تركيا يمكنها أن تتخلى عن بعض المصالح التي تهمها لصالح أمريكا…هذايمكن تقبله، أما أن تتخلى عن خاشقجي والأمر يتعلق بالمبادئ والأخلاق فهذا غير ممكن.
واستطرد أتاجان، قضية خاشقجي تختلف عن الكثير من القضايا، فالرجل قتل وعذب وقطع في إسطنبول ومعروف من وراء تلك العملية، فكيف تتخلى تركيا عن القضية وتقول ليس لنا علاقة بما حصل رغم أن سيادتها وأمنها القومي كانا مستهدفين من وراء تلك العملية.
وأكد المحلل السياسي أن تركيا فعلت ما بوسعها وانتهى دورها بعد أن انتقل الملف إلى الأمم المتحدة وتقف مع الدول التي تريد كشف الحقائق.
وأشار أتاجان إلى متانة العلاقة مع الشعب السعودي رغم ما يوجه لتركيا بين الحين والآخر من اتهامات خاطئة من جانب الحكومة والإعلام السعودي…تركيا تربطها علاقات قوية مع الدول العربية منذ مئات السنيين، لذا فليس من السهل على تركيا أن ترد بالمثل أو أن تتخلى عن علاقاتها الأخوية مع السعودية التي هي قبلة المسلمين وباقي الدول العربية.
.
المصدر/سبوتنيك