تركيا

يلدريم يكشف عن مشاريع إسطنبول القادمة وتحويلها لمدينة ذكية

كشف رئيس البرلمان التركي السابق ومرشح حزب العدالة التنمية لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بن علي يلدريم ملامح برنامجه الانتخابي الذي يهدف لتحويل إسطنبول إلي مدينة ذكية.

وقال يلدريم أن  “إسطنبول ليست مدينة، بل إنها كالدولة، كما أنها ليست مدينة سياحية، بل قوة سياسية واقتصادية وثقافية، وهي صاحبة تأثير في هذه المجالات أكثر من العديد من دول العالم، فتاريخ المدينة قديم قدم تاريخ البشرية”. ومن هذا المنطلق، ترسخت في ذهني عبارة “بن علي يلدريم مشروع إسطنبول المجنون” بينما كنت أستمع إلى أفكاره ومشاريع الخاصة بالمدينة.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحفية يني شفيق التركية مع يلدريم، الخميس.

وأضاف يلدريم أن إسطنبول كانت عاصمة الأفكار والأحلام الكبيرة، وكانت مركزا قديما قادرا على منافسة العديد من دول العالم، وكانت واحدة من عواصم الماضي والحاضر للتاريخ السياسي والبشري. لم تكن إسطنبول تعني الخدمات البلدية والاستثمارات في هذا المجال، بل كانت تعني المعرفة والخبرة والفكر والمستقبل، ولهذا السبب كان يجب أن يكون مفهومها المتعلق بالخدمات البلدية كذلك على المستوى ذاته من الأهمية.

وقالت الصحفية ،عندما تتحدثون مع يلدريم، المرشح لشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، والذي كان يشغل منصبي رئيس الوزراء ورئيس البرلمان التركي، وتستمعون لأفكاره حول المدينة، تشهدون رؤية وأهدافا وآمالا تتخطى بكثير حدود مفهوم الخدمات البلدية الاعتيادية.

وأضافت الصحيفة ،أن المرشح لرئاسة بلدية بويوكتشكمجه مولود أويصال ووزير الرياضة السابق والنائب البرلماني عن إسطنبول عاكف تشاغاطاي قيليتش ونائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية محمد موش وغيرهم من كوادر الحزب موجودين على الساحة بشكل مكثف، فهم يبذلون جهودا حثيثة للفوز في الانتخابات في إسطنبول وكذلك بويوكتشكمجه.

وأما يلدريم، فكعادته، يتمتع بالعزيمة والثقة بالنفس. فبغض النظر عن السؤال الذي تطرحونه، فإنكم تتلقون ردودا تبرهن على أنه أتم استعداداته بشأن هذا السؤال واتخذ قراره منذ وقت طويل. وإلى جانب الخدمات والاستثمار الذي يعد به من أجل إسطنبول، فهو لديه أفكار واستعدادات تضع المعرفة والتكنولوجيا والثقافة في المقام الأول.

إن مفهوم الإدارة البلدية الذي أطلقه الرئيس أردوغان في إسطنبول قبل 25 عاما أفرز مفهوما وشكلا وثقافة سياسية مختلفة من أجل تركيا التي رسم هذا المفهوم ملامحها بحدود تتخطى المجال السياسي. وإن يلدريم وحزب العدالة والتنمية يعملان من خلال فكرة ماذا يمكننا أن نفعل في المرحلة التي تتلو كل هذه الأمور.

واليكم الأسئلة التي تم طرحها خلال المقابلةمع “يلدريم” والردود عليها.

ارتفاع سقف التوقعات

عملت مع الرئيس أردوغان في بلدية إسطنبول قبل 20 عاما. واليوم تخوض الانتخابات بعد 20 عاما بصفتك مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول. فبماذا تشعر من خلال ذكرياتك الخاصة وليس من الناحية السياسية؟

 بالتأكيد لم أكن أتحمل مسؤولية سياسية حينها؛ إذ كان رئيس البلدية هو الرئيس أردوغان، وأما أنا فكنت واحدا من رفقائه في العمل. وأعتقد أنه ليس صحيحا أن نقارن بين منصبنا حينها والمنصب الذي نسعى للفوز به اليوم. ما عشناه قبل 20 عاما من الناحية الحسية كان تجربة حماسية وهاوية. ذلك أن إسطنبول كانت قد انهارت بالكامل وأصبح أهلها محرومين حتى من أبسط احتياجاتهم الأساسية كالماء والهواء. ولهذا فإن تولي الرئيس أردوغان رئاسة البلدية أحدث حالة كبيرة من الحماس. وسرعان ما بدأنا نلاحظ تحسن أحوال المدينة. كنا حينها أمام مدينة المشاكل، وكان الناس يسعدون بأبسط الإنجازات. واليوم ارتفع سقف الآمال والتوقعات التي زادت باستمرار لنجاح حزب العدالة والتنمية الكثير في تنفيذ العديد من الإنجازات.

شهدت تركيا ثورة في مجال الخدمات البلدية بقدوم الفريق الذي كنت ضمنه وعمل مع الرئيس أردوغان. لكن هذا لم يكن قاصرا على مفهوم البلدية، بل رسم ملامح الوجه السياسي لتركيا واستحدث لغة ونموذجا سياسيا مختلفا.

 لقد نقلنا ذلك الفريق ليدير تركيا، فانتشر ذلك النجاح في كل شبر من أرض تركيا التي أصبح أردوغان بالنسبة لها بمثابة أملا مشرقا. وأما فريقنا فقد تعاون معه ومؤسسي الحزب خلال سنوات حكمه.

بدأنا بإسطنبول 1.0 وسنواصل مع إسطنبول 4.0..

– رسمت ملامح تركيا كدولة ومجتمع خلال آخر 25 عاما. فهل ستبدأ 25 عاما أخرى؟ ماذا يمكن أن نضيف بعد الآن إلى الثورة التي أحدثناها في مجال السياسة والخدمات البلدية؟

 هناك نسخة 4.0 من إسطنبول في مجال الخدمات البلدية في العهد الجديد. وكان هناك نسخة 1.0 في عهد الرئيس أردوغان عندما كان رئيسا للبلدية، وهي نسخة ركزت على أبسط الاحتياجات الأساسية لسكان المدينة. فكان هناك النواقص الأساسية مثل الوحل والحفر والقمامة والتلوث، وجميعا حلت. بعدها تطور مفهوم البلدية الاجتماعية. ثم تطورت شبكات المترو وأقيم خط المتروباص. ويمكن أن نعتبر كل هذا هو النسخة 2.0 من إسطنبول.

وأما النسخة 3.0 من إسطنبول فجاءت مع تنفيذ مشاريع أكبر مثل خط مترو مرمراي ونفق أوراسيا وجسر السلطان سليم والقطار فائق السرعة والمطار الجديد، وهي المشاريع التي شكلت ملامح الإصدار الثالث من إسطنبول.

يتمتع الإصدار 4.0 من إسطنبول بأسلوب إدارة ذكي. فهدفنا هو تحويل المدينة إلى مدينة مستيقظة على مدار الساعة بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات الابتكارية. لكن لا تزال المدينة تعاني من مشكلة كبيرة في مجال النقل والمواصلات. أعلم أن هذه مشكلة تعاني منها كل المدن، لكن يجب حل هذه المشكلة حلا جذريا.

مدينة ذكية ومواصلات ذكية

سنعمل كثيرا من أجل هذا، فلدينا العديد من المشاريع التي نطورها من أجل هذه المشكلة. سنرفع على سبيل المثال نسبة حصة خطوط المترو والسكة الحديدية بوجه عام في إسطنبول خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 48%. فنسبتها اليوم تبلغ 18%، وزيادة بنسبة 30% تعني خفض الكثافة المرورية على الطرق البرية بنسبة 30%، وهو ما سيكون تحسنا ملحوظا. ستكون هناك إمكانية استغلال الطرق والوقت بشكل أفضل لأننا سننتقل إلى نظام العمل على مدار الساعة (24/7) بشكل تفاعلي كذلك في مجال الإدارة الذكية للمدينة وإدارة الحركة المرورية من خلال أنظمة المرور الذكية. وكلما زدنا القدرة الاستيعابية لمرائب السيارات انخفض عدد السيارات المصطفة في الشوارع، ما سيريح حركة المرور في المدينة. هذا فضلا عن أن هنام نحو 240 نقطة ازدحام زائد في كل منطقة بالمدينة، فهذه النقاط ستخضع لتعديلات ملموسة، وهو ما سيريح المدينة وسنضمن بذلك حركة مرورية انسيابية باستمرار.

بناء مركز ثقافي كذلك على الجانب الآسيوي

سيكون هناك مشاريع موجهة للثقافة والفن، لا سيما على الجانب الآسيوي من المدينة. ذلك أن كل شيء موجود في الجانب الأوروبي. فلدينا فكرة نشر الفعاليات الثقافية والفنية أكثر في الجانب الآسيوي.

– هل تريدون إقامة مركز ثقافي متميز هناك كذلك؟

 نفكر في إقامة مركز ثقافي في الجانب الآسيوي من إسطنبول يشبه الذي في منطقة تقسيم. هدفنا هو أنه إذا زادت الحركة المرورية داخل الشطر الآسيوي سينخفض الازدحام. كما أنه من الناحية التقليدية فالجانب الأوروبي هو قلب الحياة التجارية والاقتصادية في إسطنبول. ولهذا فنحن نخطط لزيادة جاذبية الجانب الآسيوي في هذا المجال.

إنشاء 20 ممرا أخضر في إسطنبول

هناك 20 جدولا مائيا في المنطقة الواقعة من سيلفري إلى توزلا. ونحن لدينا مشروع إحياء لتلك الجداول لتكون ممرات خضراء توحّد خط مترو مرمراي بالغابات الشمالية بالمدينة. وعندما نفعل هذا ستبرز هذه الجداول وسيكون هناك طرق لممارسة رياضة المشي بينها. كما سيكون هناك مسارات للدراجات الهوائية وسيتنفس الناس الصعداء. كما سنبني مساحات يتنفس الناس بها من هواء المدينة الممل بعد تجهيزها بالحدائق العامة والمخصصة لسكان الأحياء.

– يعتبر القطار السريع تطورا مهما بالنسبة لتركيا. لكن خط إسطنبول – أنقرة لم يصبح حتى اليوم هو الخيار الأول بالنسبة للمسافرين من إسطنبول. فكيف يمكن تحقيق هذا؟

 سيصل القطار السريع قريبا حتى منطقة قاضي كوي. كما أعلنت مناقصته بين منطقتي هالكالي – أدرنة. وهناك أعمال في منطقتين من مناطق الخط ستقلل المسافة والزمن. وهي أعمال ستنتهي خلال عام ونصف على الأكثر. وحينها ستستغرق المسافة بين المدينتين 3 ساعات ليكون الخط أكثر جذبا للمسافرين. لكنه اليوم كذلك يستخدم على نحو واسع. وعندما يبدأ خط القطار الداخلي هذا بالعمل سنصل بالقدرة الاستيعابية إلى المستوى الذي نريده.

– مبادرة التحول العمراني

 عندما ننظر إلى المشاكل الأساسية التي تعاني منها إسطنبول سنجد أمامنا التحول العمراني. واليوم يتم تنفيذ العديد من المراحل التجريبية لهذا المشروع في أماكن معينة. لكن يبدو أنه من الصعب حل هذه المشكلة على المستوى المحلي من حيث المساحة. فهل يمكن تحويل هذا الأمر إلى سياسة حكومية؟

 إن هذا الأمر ضرورة لا مفر منها. لماذا ضرورة؟ لأننا نواجه خطر وقوع الزلازل. فالأعمال المتعلقة بالتحول العمراني تساوي في الأهمية خطر الزلزال. فماذا يجب على البلدية فعله في هذا المقام؟ يجب أن يكون التحول في مكانه وعلى مستوى مواقع البناء، كما يجب أن يتحول التحول العمراني إلى تحول منزلي. وسنتخذ من التحول التطوعي أساسا خلال عملية التحول العمراني. ستتولى البلدية المسؤولية خلال مرحلة توقيع العقود، وستقدم الدعم لأصحاب الحقوق حتى لا يظلموا. كما ستقدم البلدية معايير محددة بخصوص صلاحية المقاولين. وبهذه الطريقة سيكون هناك تيسير خلال عمليات التخطيط والبناء والتسليم.

– هل نستطيع القول إننا قادرون على إطلاق حملة تحول عمراني شاملة في إسطنبول؟

إذا كنت تتحدث عن المدى القصير فمن الصعب إنجاز عملية تحول شاملة. فنحن نتحدث عن مشروع عملاق، وستكون لدينا أولويات في هذا الأمر. هناك توقعات بأن هناك ما بين 30 – 50 ألف مخزون مباني يجب تحويلها فورا لتكون مقاومة للزلازل. لكن ليس هناك معلومات أكيدة حول هذه التوقعات. وسننجز هذا الأمر عن طريق منح الأولوية لهذا المشروع. لكن للأسف أصبح مصطلح التحول العمراني مصطلحا ينظر إليه الناس بسلبية.

– العدل في التحول العمراني

كان هذا بسبب الممارسات الخاطئة في الماضي، فالتحول الذي صار أداة لاستغلال الناس أصبح سببا في شعور أصحاب الحقوق بالاضطراب. وسنكون حذرين في هذا الأمر. يجب ألا يظلم أصحاب الحقوق وألا يتنازل أحد عن تحمل المباني للزلازل ومفهومنا الخاص بالتحول العمراني. واليوم يأتي رجل ليقول إنه يقدم 70% إلى هذا المشروع.

ليس هناك شيء كهذا. يبدأ مثال فكرتبه، ثم لا يستطيع الخروج من بين ثنايا هذا الأمر. وحينها يقول الناس أين الحكومة والبلدية. ربما يكون من الجيد أن نسمع أحدهم يقول سأقدم قطعة الأرض لتكون 70% من المشروع ملكا لي وتكون 30% ملكا للمقاول، فليس هناك نظام ربح كهذا. وللتخلص من مثل هذه الأخطاء يجب على البلدية لعب دور المراقب والحكم.

– إتمام مشروع السليمانية

– هناك حديث عن مشروع تحول في السليمانية، وهو مكان تاريخي، لكن لم يتم الوصول إلى نتيجة.

 هو مشروع ينجز مع جانب قطري، وهناك بعض الخلافات، ولهذا فالمشروع يسير ببطء، لكنه سينجز. وهناك البعض من الذين ينشرون فكرا سلبيا بسبب تأخر إنجاز المشروع. يقال إن الإرث التاريخي للسليمانية سيدمر ستمتلئ المنطقة بالفنادق والمراكز التجارية. غير أن ما يفعل هناك هو ترميم الآثار المسجلة هناك كما يفعل في منطقتي بلاط وطارلاباشي. تجديد المنطقة مع المحافظة على مظهرها الخارجي. يمكن استخدام وظائفه الداخلية لغرض مختلف، لكن الأهم هو المحافظة على المظهر العام. فلا يمكن أن يتصرف أحدهم هناك حسب هواه ليهدم مبنى ويبني مكانه مبنى آخر. فذلك موقع أثري. وأما السبب الأساسي لعدم البدء بهذا المشروع فهو عدم موافقة اللجان عليه وعدم التوصل لاتفاق بين اللجان والراغبين في تنفيذ المشروع.

– مركز تصميمات إسطنبول

– إقامة مركز ثقافي في كل مكان

– نتحدث عن إسطنبول، وتحدثت عن النسخة 4.0. كما تطور لغة خاصة بالمصطلحات السياسية، وتحكي عن برنامج مستقبلي.

ماذا يوجد في إسطنبول 4.0. يوجد إسطنبول المنتجة، إسطنبول السلسة، إسطنبول الخضراء والصديقة للبيئة والذكية والآمنة للجميع. نسرد الأمر تحت 4 عناوين، ولن يكون كافيا أن تحل المدينة فقط مشاكلها في مجال البنية التحتية، بل علينا أن تكون منتجة. كيف يمكن أن تكون المدينة منتجة. يجب أن تيسر أعمال المستثمرين. كما أن تقدم إنتاجا ذا قيمة مضافة أكبر، وكذلك تجذب المزيد من السائحين. ولهذا سنبني مركز تصميمات إسطنبول في المنطقة التي تقع بها ضاحيتا حيدر باشا وحرم. هذا فضلا عن المساحة الخضراء.

ستلغى منطقة أرنكوي الجمركية لتقام مكانها حديقة للشعب. كما سيغلى هال ويقام مكانه مركز ثقافي. ستكون المدينة مدينة منتجة للعلم والمعرفة. كما ستنخفض نسبة الكثافة من 57% الحالية إلى 18%. إنني أهتم كثيرا بمشاريع الحزام الأخضر الذي سينفذ فوق الجداول المائية. ستكون هناك شرف للمشي، وستلتقي المناطق السكنية بالغابات بواسطة الجداول.

– إحدى أكبر 10 مدن في العالم

– هل لديكم مشروع خاص بهويّة إسطنبول على المستوى العالمي؟

وكما أننا نريد أن نجعل تركيا ضمن أكبر 10 قوى اقتصادية في العالم، فإننا علينا أن نجعل إسطنبول ضمن أكبر 10 مدن في العالم. تشير الإحصائيات اليوم إلى أنها تأتي في المركز 25-30 في الوقت الحالي. وهي بالنسبة لتركيا كدولة تعتبر في مركز متراجع. لكن هناك بعض المجالات التي تتفوق فيها. فهي في المرتبة الخامسة عالميا في مجال الصحة. كما تحتل المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان التي يرغب الناس في زيارتها للتعرف على تاريخها. لكنها تحتل مراكز متأخرة في مجالات مثل المرور ومرائب السيارات والبيئة، فهي لا تحتل المرتبة التي نريدها لها في هذه المجالات، والأمر ذاته ينطبق على اقتصادها.

تقدم إسطنبول نصف الضرائب التي تجمعها تركيا، كما تصدر نصف صادراتها. كما تحتضن 250 مؤسسة من بين أكبر 500 مؤسسة في البلاد. هذا فضلا عن أنها توفر فرص عمل مباشرة لنحو 7 ملايين شخص يعملون في 6 آلاف شركة. وهناك المزيد من المميزات الكثيرة الأخرى التي تتمتع بها المدينة. فمثلا ثلث السائحين الذين يأتون إلى تركيا يزورون إسطنبول. نحن نريد تطوير مراكز المعارض والمؤتمرات والسياحة والتعليم والأنشطة البحرية بالمدينة لنجعلها مركزا للجذب. لو كانت إسطنبول دولة مستقلة لكان ترتيبها 13 بين أكبر دول أوروبا و41 بين دول العالم. ولهذا يجب الاستثمار في إسطنبول من أجل تطوير قدرات تركيا، فإسطنبول هي المدينة التي ستنجح في هذه المهمة.

– لقد أطلقت حملة ثقافية استثنائية في إسطنبول خلال الفترة الأولى لحزب العدالة والتنمية في مجال الخدمات البلدية. لكن هذا توقف لاحقا، فهل سيطلق مجددا؟

لقد تراجعت أهمية هذا الأمر، ذلك أن الملف السوري وملف الإرهاب وما إلى ذلك من المسائل المهمة مثل العلاقات مع أوروبا يمكن أن تتسبب في حدوث تراجعات وتقدمات في هذا الشأن. وعندما ننجز مشاريع البنية التحتية، سنهتم بالبنية الفوقية التي ترتكز على الاستثمار في الإنسان من شباب ونساء. وعندما ننجح في ذلك ستصل إسطنبول إلى النقطة التي نريدها. ستشهد المدينة حيوية في الجانب الثقافي، لكن هذا يمكن أن يحدث تغييرات من خلال بنية الدولة واقتصادها وسياستها، ولهذا يجب أن ننتظر أن تنجح إسطنبول وحدها في هذه المهمة.

– الضيوف السوريون في إسطنبول

– هناك قضية السوريين الذين يعيش مليون منهم في إسطنبول. ولا يقتصر الأمر على السوريين، بل هناك الكثير من الأجانب المقيمين بالمدينة. فما تعليقك حول هذا الأمر؟

هناك الكثير من الأجانب الذين يأتون إلى إسطنبول التي يعيش بها سوريون بأعداد أكثر من أي شعب آخر. هذا طبيعي، لأننا جعلنا تركيا اليوم بمثابة ألمانيا التي كنا نحلم بالسفر إليها قبل 40 – 50 عاما، فتركيا أصبحت كألمانيا بالنسبة للبلدان التي تقع شرقها. فهناك تدفق كبير من البشر على تركيا. نحاول السيطرة على هذا الأمر، لكن قضية المهاجرين قضية عالمية. فهناك 75 مليون مهاجر يعيشون دون وطن حول العالم. غير أن هناك نقطة أخرى إضافية في حالتنا، ألا وهي أن حربا أهلية مندلعة على الجانب الآخر من حدودنا الجنوبية. فالناس هناك أتوا إلى هنا لينجوا بأنفسهم، وأما نحن ففتحنا لهم أبوابنا ووفرنا لهم الحماية المؤقتة، وعندما تستقر الأمور سيعودون من حيث أتوا.

بل إن نحو 300 – 350 ألف سوري عادوا إلى بلدهم. وسيعود الكثير منهم كذلك عندما يجري تطهير منطقة شرق الفرات من الإرهاب. وحينها ستستقر الأمور في سوريا. فالثلاثي تركيا وروسيا وإيران يبذل جهودا حثيثة في هذا الاتجاه. ونحن كذلك نعلم أنهم سيعودون في النهاية. لاحظ أن المهاجرين المقيمين هنا يعتبرون سفراء لنا، فهم يتعلمون لغتنا، وهذه أشياء لا تكتسب بالمال. وإذا تحدثنا عن إسطنبول، فلو أنه بالرغم من كل هذا أقدم هؤلاء المهاجرون على إحداث مشاكل تتعلق بالأمن والاستقرار وأوصلوا الحياة اليومين لسكان إسطنبول إلى نقطة سلبية، فإننا سنختلى عن كل هذه الأمور التي سردتها، ذلك أن الأولوية بالنسبة لنا هي إسطنبول وأهلها. حينها لن نتردد في إجبارهم على ترك المدينة. فالأساس في الأمر هو تقديم الحماية المؤقتة إليهم. إننا ندعمهم هنا في مجالي الصحة والتعليم. يولد 250 ألف أجنبي في تركيا كل عام، ولسنا منزوعي الرحمة حتى نلقي بهم إلى الشوارع.

– لا يمكن تسييس الخدمات

– تديرون حملة انتخابية وتجوبون المدينة كلها، فهل يمكن أن نستمع إلى ملاحظاتكم العامة؟

ثمة اهتمام كبير، فلم أصادف أي حدث سلبي. فليس هناك حملة انتخابية متوترة، وكل شيء يسير بهدوء. نحاول أن يكون حديثنا على مستوى إسطنبول قدر المستطاع، فلا نتطرق للحديث عن السياسات العامة. وإن مفهومي السياسي واضح، ذلك أنني لم أخلط أبدا بين السياسة والخدمة، بل أحاول حل مشاكل الشعب. فالسياسة بالنسبة لي وسيلة وليست غاية. فإذا استطعنا تقديم مساهمة إيجابية للشعب فتلك السياسة تكتسب مفهوما حسنا. وباختصار، لا يمكن تسييس الخدمات. فنحن نتبنى وجهة نظر موحِّدة وليست مفرّقة. وعندما توليت منصب رئيس الوزراء كنت قد قلت إن أولويتنا مبنية على زيادة أعداد الأصدقاء وتقليل أعداد الأعداء، وهو ما فعلناه حقا.

عندما كنت أستمع ليدريم وهو يتكلم شعرت بأننا نشهد صعود تركيا منذ فترة طويلة، وأننا سنشهد صعود إسطنبول بالتزامن مع هذا الإنجاز العظيم.

.

المصدر/يني شفق

أحدث الأخبار

أرخص مركز تزلج في تركيا!

شهد مركز يلدز داغي للرياضات الشتوية والسياحة، الذي يقع على بُعد 58 كيلومترًا من ولاية…

23/12/2024

“عملاق العصائر” في تركيا تعلن إفلاسها

شهدت علامة "أروما"، واحدة من أبرز العلامات التجارية لعصائر الفاكهة في تركيا، تطورًا صادمًا بعد…

23/12/2024

هوندا ونيسان وميتسوبيشي على وشك تشكيل ثالث أكبر عملاق سيارات عالمي!

انضمت شركة ميتسوبيشي إلى مفاوضات الاندماج بين شركتي هوندا ونيسان، لتشكيل ثالث أكبر مجموعة لصناعة…

23/12/2024

فواتير الغاز الطبيعي.. خبر غير سار للمستهلكين في تركيا

رغم الانخفاض الطفيف في واردات الغاز الطبيعي بفضل غاز البحر الأسود، لم يصل الإنتاج المحلي…

23/12/2024

ماذا قال العالم عن زيارة فيدان والشرع لـ جبل قاسيون؟

أثار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضجة كبيرة بعد لقائه مع قائد الحكومة الجديدة في…

23/12/2024

غرامات ضخمة لعام 2025: التجارة في تركيا تدخل حقبة جديدة من العقوبات!

اتخذت وزارة التجارة قرارًا جديدًا يتعلق بالغرامات الإدارية. وفقًا لهذا القرار، تم زيادة الغرامات المفروضة…

23/12/2024