حين تقع عينا المرء على رجل وكلب يعبران أروقة المحاكم التركية، قد يستوقفه وجود حيوان في أماكن مماثلة، ما يلبث أن يتجاوز الأمر سريعا.
لكن عندما يتفطن إلى أن الرجل كفيف وأن الكلب يرشده إلى الطريق، بل يصطحبه إلى قاعات المحكمة نفسها، تصبح للحكاية معنى مختلفا.
الكلب اسمه “تابس”، وقد تعود منذ 3 أشهر، على مرافقة المحامي الكفيف مصطفى كسكين، لإرشاده في أروقة المحاكم، ومختلف الأماكن التي يقصدها.
سابقة تعتبر الأولى من نوعها في دور القضاء بتركيا، حيث يعتبر “تابس” أول كلب يدخل المحاكم وقاعاتها، في قصة تستبطن أكثر من بعد، وتحتمل أكثر من قراءة.
كلب يدرك أنه يؤدي أصعب دور يمكن أن يطلبه منه بشر، وهو أن يكون “عينيْ” رجل كفيف، وليس رجلا عاديا وإنما محام يتنقل طوال يومه بين مكتبه وقاعات المحاكم، مع ما يتخلل كل ذلك من ركوب لوسائل النقل وغيره.
“تابس” يرافق كسكين في كافة جوانب حياته، إذ يركب معه في وسائل النقل العامة، ويذهب معه إلى مراكز التسوق، فضلا عن تسهيل مهامه بشكل كبير في قصر العدل، حيث يقوم بدور المرشد في ممراته، ويدخل معه صالات المحاكم.
ويعتبر “تابس” رابع كلب مرشد في عموم تركيا، وأول كلب مرشد يدخل قاعات المحاكم بالبلاد.
.
وكالات