عادةً ما تنتاب معظم الناس مجموعة من المشاعر السلبية بعد ممارسة الجنس أو أحياناً تكون هذه المشاعر إيجابية.
وفق موقع Mindbodygreen الأمريكي أنه بعد ممارسة الجنس مباشرة، تضرب بعض الأشخاص موجة من المشاعر السلبية.
يشعر بالحزن المفاجئ أو الانفعال أو العزلة، حتى أنَّه ربما يبدأ في البكاء بعد الجنس لأسباب غير مفهومة.
وتُعرف هذه الظاهرة باسم اضطراب ما بعد الجماع، وهي في الواقع ظاهرة شائعة أكثر مما يظن البعض.
أوضح فريقٌ من الباحثين في دراسة أنَّ «اضطراب ما بعد الجماع (PCD) هو اختبار لمشاعر سلبية تتبع عملية جماع جنسي مُرضية.
ففي الظروف العادية، تتسبب المرحلة الأخيرة من مراحل النشاط الجنسي (مرحلة الاسترخاء) في إحساسٍ بالارتياح مصحوباً باسترخاء نفسي وبدني.
ومع ذلك، يمكن للأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الجماع التعبير عن مشاعرهم بعد انتهاء العملية الجنسية في صورة مشاعر كآبة، أو رغبة في البكاء، أو قلق، أو حدة في الطباع، أو الهياج النفسي الحركي».
والأهم من ذلك، لا يتشرط في اضطراب ما بعد الجماع وجود سببٍ واضح للشعور بالسلبية حول التجربة الجنسية التي حدثت للتو.
إذ أنَّ مشاعر الاضطراب هذه ربما تنتاب الشخص بعد عملية جماعٍ ممتعة حدثت بالتراضي، وربما حتى تسببت في شعوره بهزة الجماع، ومع ذلك لا يزال يشعر بالانزعاج بعد كل هذا دون فهمٍ واضح لأسباب شعوره بهذه الطريقة.
يمكن أن تحدث هذه الحالة حتى لشخصٍ تربطه علاقة حب جادة وملتزمة مع الطرف الآخر الذي يمارس معه الجماع، بنفس السهولة التي يمكن من خلالها أن تحدث مع شريكٍ جديد يمارس معه الجنس للمرة الأولى، أو في العلاقات العابرة.
هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الجنس بشكل كامل.
لكنَّ العلماء طرحوا ثلاث نظرياتٍ رئيسية لما يمكن أن يكون وراء هذه الاستجابات العاطفية غير القابلة للتفسير:
وفقاً للجمعية الدولية للطب الجنسي، فمن الممكن أنَّ «حالة الالتحام مع الشريك أثناء ممارسة الجنس تكون قوية لدرجة أنَّ كسر هذا الالتحام يؤدي إلى الحزن».
ويقول المعالج الجنسي إيان كيرنر لموقع Health إنَّ ممارسة الجنس قد تؤدي إلى إطلاق هرمون الأوكسايتوسين، وهو ما يسمى بهرمون الحب، الذي يتسبب في شعور الناس بالاتصال والارتباط العميق مع شخصٍ آخر.
لكن بعد انتهاء الجنس، فإنَّ الإدراك المفاجئ بأنك غير متصل بالفعل مع الشريك مثلما جعلتك الهرمونات تشعر (إما لأنَّ العلاقة الجنسية كانت مجرد علاقة عابرة، أو لأنَّ هناك مشاكل كامنة في هذه العلاقة) يمكن أن يتسبب في شعورك بالحزن أو الإحباط.
وتنتقل مشاعرك من حالة التقارب الشديد مع الشريك، سواءٌ عاطفياً أو جسدياً، إلى حالة من الشعور بالوحدة، أو الرفض، أو التوق إلى أشياء ليست موجودة بالفعل.
وجدت الدراسات القليلة التي أُجريت حول اضطراب ما بعد الجماع أنَّ ارتفاع حدوث حالات الاضطراب يرتبط بوجود تاريخٍ من الإساءة الجسدية والعاطفية والجنسية، سواءٌ بين الرجال والنساء.
وبشكلٍ أساسي، من الممكن أن تكون ممارسة الجنس -مهما كانت رائعة وممتعة وبالتراضي- هي ببساطة تجربة محفزة لمشاعر سلبية بالنسبة لك بسبب صدمات الماضي.
الحقيقة، وبشكل عام، يجعلك الجنس تفقد كامل تحصيناتك ويُشعرك بالضعف. أنت عارٍ تماماً في صحبة إنسان آخر، حيث تتشارك معه أكثر الأجزاء خصوصية من جسدك، ونفسك والتي لا تظهرها عادةً لمعظم الناس. هذا الفعل وحده يمكنه بعد ذلك أن يثير المشاعر السلبية، والتي في العادة تحتفظ بها لنفسك أيضاً.
بين الأشخاص الذين يمارسون أنماط الجنس العنيف (BDSM) يوجد مفهوم يُعرف باسم «العناية اللاحقة»، وهو أمر مألوف في أعقاب اللقاء الجنسي.
يشير مصطلح العناية اللاحقة إلى أنشطة العناية التي يقدم فيها الشريك المهيمن العطف واللطف والدعم للشريك الخاضع (والعكس صحيح في بعض الأحيان) للتأكد من أنَّ كلا الطرفين بعيدان عن أي آثار نفسية سلبية ناتجة عن الألعاب القوية والعنيفة التي مارساها معاً أثناء الجماع.
يمكنك دائماً مراقبة تجاربك الخاصة وانتظار ما إذا كنتَ ستلاحظ وجود أنماط محددة لحدوث الاضطراب.
قد تكتشف أنَّ الاضطراب يميل للحدوث في حالاتٍ أو مواقف معينة، وربما تكون هذه الحالات من الممكن تجنبها.
أو قد تتمكن من العثور على أنماطٍ لما يمكن أن يساعدك على تجاوز ردود أفعالك السلبية بشكلٍ أسرع.
تشير الأبحاث إلى أنَّ رابطة الشخص مع شريكه لا علاقة لها بما إذا كان سيعاني من اضطراب ما بعد الجماع أم لا.
بعبارة أخرى، على الأرجح أنَّت لا تشعر بالحزن بسبب وجود مشكلاتٍ في علاقتك. ومع ذلك، فالأمر يصبح مربكاً ومرهقاً لطرفي العلاقة إن كان أحد الطرفين يعاني من ردة فعل عاطفية سلبية بعد انتهاء الجنس
لذا من الجيد أن تُبقي شريكك على علمٍ دائماً حول ما يحدث معك، خاصةً إذا كنت تعرف أنَّ اضطراب ما بعد الجماع هو أمرٌ عادةً ما تعاني منه.
إذا كنتَ لا تستطيع التحدث مع شريكك حول ما يحدث لأي سببٍ من الأسباب، فتأكد من مقدرتك على التحدث إلى شخصٍ ما حول الأمر، سواءٌ كان صديقاً موثوقاً به أو معالجاً.
أفضل ما يمكنك فعله هو أن تسمح لنفسك بأن تشعر بأي شيءٍ بعد ممارسة الجنس.
إذا كنت تستطيع أن تكون لطيفاً مع نفسك وتسمح لتلك المشاعر بالوجود، فإنَّها ستختفي من تلقاء نفسها بشكل أسرع. لكن عندما نحاول محاربة مشاعرنا فإنَّها تصبح أكثر قوة.
.
المصدر/عربي بوست
في دراسة مثيرة شملت 100 دولة، تم الكشف عن قائمة البلدان الأكثر عصبية، حيث احتلت…
تركيا الآن ألقت الشرطة التركية القبض على مواطن سوري مشتبه به بتهمة قتل السيدة ليلى…
شهدت إحدى مباريات دوري الهواة في مدينة قيصري حادثة صادمة أثارت جدلاً كبيرًا على وسائل…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تواصل جهودها لتحقيق الاستقلال الكامل في قطاع…
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية، الخميس، تحذيرات متتالية من عاصفة جوية وسقوط ثلوج في…
أحدثت طائرة بيرقدار تي بي 3 التركية آفاقًا جديدة في هذا المجال من خلال الهبوط…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.