قال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، إن بلاده لم تتطور وتحقق الرفاهية إلا عندما احتكمت لإرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع، وأبعدت الانقلابات العسكرية عن المشهد السياسي.
جاء ذلك في كلمة ألقى بها “أقطاي” الثلاثاء، خلال ندوة ناقشت التعديلات الدستورية في مصر، بمدينة إسطنبول، بمشاركة مفكرين وسياسين مصريين وعرب وأتراك.
ورأى أقطاي أن “واقع مصر حزين”، مشيرًا أن “شعب مصر أذكى ممن يديرها، وأنه لا يستحق أن يحكمه العسكريين”.
وأضاف “من خلال تجربة تركيا فإن الانقلابات التي حدثت هنا شلت الحياة، بحجة إنقاذ الوطن والإستقرار، ومع الأسف لم نر إلا الفساد وغياب الاستقرار والافتقار للإدارة الرشيدة لدى المؤسسة العسكرية”.
وتابع: “في تركيا نحترم جيشنا ومؤسستنا العسكرية، لكن الجيش ينبغي أن يكون تابع للشعب، وإرادة الشعب أكثر تقديساً من أي شيء آخر، وحينما عبّر الشعب التركي عن إرادته استطاع التقدم في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها”.
واعتبر أن “الانقلابيين حينما يفرضوا الدستور على الشعب، فإن ذلك يعد اغتصاباً للسلطة، ويُفرض عليهم دون (أخذ) رأيهم”.
ورأى أقطاي أن “الفرق الأساسي بين تركيا والكثير من الدول العربية، هو أن في تركيا انتخابات تعبّر عن إرادة الشعب”.
وأضاف: “الأمة الإسلامية لا تتفق على الشر، بل تتفق على الخير، لذلك فإن أمر الحرية والانتخابات أمر أساسي لنمو أي دولة”.
وتابع مبينًا: “رئيس الدولة الآن في تركيا مراقب من قبل الشعب، وهو يقول للشعب راقبوني، والشعب سيقيّم ذلك”.
وأشار أن “تركيا لها تجارب جديدة في التعديلات الدستورية، ففي 2007 كان هناك تعديل للدستور، وهو رفع وصاية الجيش عن المؤسسات”.
وأوضح بهذا الخصوص، أن ذلك التغيير “جاء بانتخاب الرئيس من قبل الشعب وليس البرلمان”، معتبرًا ذلك “شبه ثورة في تركيا، وكل هذه المواد التي تم تعديلها هي كانت فقط لتعزيز الدور الديمقراطي في تركيا وليس لأمر آخر”.
وينظم الندوة التي تستضيفها جامعة “إسطنبول صباح الدين زعيم”، “مركز الجزيرة للدراسات” بالتعاون مع قناة “الجزيرة مباشر”، تحت عنوان “التعديلات الدستورية في مصر: الظروف والتداعيات”.
ويشارك مئات من الطلاب والباحثين العرب والأتراك في الفعالية التي تنتهي مساءً في تمام الساعة الخامسة.
.
المصدر/الاناضول