هل تتذكرون السيدة التي كانت تنادي «أنقذوني» (Help Me) ممدة على الأرض خارج مسجد النور في نيوزيلندا، عندما أطلق عليها الإرهابي رصاصتين بعد أن كان قد أصابها برصاصة سابقة؟ ومَن يمكنه نسيانها! هذه السيدة كانت في الواقع قد نجت من الرصاص وهربت خارج المسجد، إلا أنها عادت لتطمئن على زوجها، وهذه قصتها كاملة.
كانت أنسي علي بافا، 25 عاماً، وهي من ولاية كيرالا في الهند، في اليوم الهجوم المشؤوم 15 مارس/آذار 2019، قد هربت خارج المسجد مع مجموعة من النساء والأطفال، لكنها عادت لتطمئن على زوجها الذي تخلَّف عنها، فتعرَّضت لرصاصة القاتل الأسترالي برنتون تارانت خارج سياج المسجد، ثم جاء إليها وأطلق رصاصتين أخريين أثناء توجهه إلى سيارته، فيما هي كانت تزحف على الأرض طالبةً المساعدة،حسبما نشر موقع Stuff النيوزيلندي.
تحدَّث زوجها «عبدالناصر بوناث حمزة»، لصحيفة «Stuff» النيوزيلندية، الثلاثاء 19 مارس/آذار، بمساعدة صديقه رانجو سكاريا جورج، الذي كان يقوم بالترجمة من الهندية للإنجليزية.
وقال جورج إن الزوجين لم يتسن لهما الذهاب إلى المسجد على مدار 9 أشهر، بسبب التزامات الزوج ببعض الأعمال، لكنه في جمعة الحادث كان يشعر بالمرض، ولم يذهب للعمل، فقرَّر الذهاب إلى صلاة الجمعة.
وصل الزوجان إلى المسجد نحو الساعة الـ12 ظهراً، قبل بدء خطبة الجمعة.
وبينما كانت صلاة الجمعة قد بدأت للتو، حيث كان عبدالناصر يقف مصلياً قرب مخرج الطوارئ، حتى سمع أصواتاً كمفرقعات البالون، ليدرك بعد ثوانٍ معدودة أنه صوت إطلاق نار.
عبدالناصر استطاع الهروب يومها من المسجد، بعد أن قام أحدهم بكسر الزجاج، فتدافع الناس، ما أدى إلى إصابته في يديه، حيث قفز فوق سياج منزل مجاور، حتى إن صاحب المنزل في البداية رفض لجوء عبدالناصر لمنزله، خوفاً من أن يكون إرهابياً.
عبدالناصر شرح لصاحب المنزل بيديه الملطَّختين بالدماء أنه لا يحمل سلاحاً، فسمح له بالدخول إلى المنزل للاتصال بالشرطة، بعد نحو 10 دقائق قرَّر عبدالناصر الخروج للبحث عن زوجته.
عندما خرج رأى طفلاً وأُماً ملقاة في الشارع، ثم زوجته ممدَّة بجانبهما، حاول إيقاظها من دون جدوى، فقد كانت غارقةً في بركة من الدماء.
جلس عبدالناصر بجانب زوجته المقتولة لمدة دقيقة قبل وصول الشرطة، وأخبروه أن المكان ليس آمناً، وعليه المغادرة.
ظنَّ الزوج في البداية أن زوجته ربما تكون لديها بعض الإصابات، ولكن في اللحظة التي قال فيها شخص آخر على مقربة منه إنها ماتت، بدأ عبدالناصر الدخول في حالة من الذهول، ولم يعد متأكداً مما يفعله.
على مدار الأيام التي تلت الهجوم الإرهابي ظلَّ الزوج يكافح من أجل النوم ويتناول المهدئات، ولم يعد إلى منزله، ينام على الأرض في بيوت الأصدقاء.
الزوجان كانا قد عقدا قرانهما قبل عامين ونصف العام في مسقط رأسهما في ولاية كيرالا، وكان أكبر أحلامهما الذهاب إلى نيوزيلندا للدراسة.
الزوجة دخلت جامعة لينكولن، لمتابعة الماجستير في إدارة الأعمال الزراعية. وكانت قد حازت شهادة الماجستير مؤخراً.
صديق الزوج جورج، الذي شاهد شريط فيديو الهجوم الإرهابي، قال إن عملية قتل أنسي كانت «مروعة».
«لا يمكن لرجل ذي قلب أن يفعل ذلك، إذا طلب شخص ما المساعدة فيجب أن تساعد ذلك الشخص، بدلاً من أن تنتزع الحياة منه».
«لقد شاهدت الفيديو بأكمله، لكن اللقطات الأخيرة شيء لا تريد أن تفكر فيه أبداً، لقد قُتلت بوحشية».
عبدالناصر لا يزال ينتظر أخباراً من الشرطة تتعلق بموعد رؤية جثمان زوجته، فيما يحاول أيضاً الحصولَ على إقامة دائمة؛ لأن زوجته كانت مقدمة الطلب الأساسي في تأشيرتهما.
وقال صديقه: «نحن نتحدث مع دائرة الهجرة لنرى ما إذا كان بإمكانه الاستمرار هنا للعناية بأسرته وأسرة زوجته».
واستهدف الهجوم الدموي مسجدين بمدينة «كرايستشرش»، وقتل فيه 50 شخصاً، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب أحدث البيانات الرسمية، فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى «بيرنتون هاريسون تارانت».
وسجل الإرهابي «تارانت» لحظات استعداده وتنفيذه أعمال القتل الوحشية، وبث بعضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن.
.
وكالات
اندلع حريق هائل في أحد المنازل الصفيحية الكائنة بشارع 1615 في منطقة إيكين التابعة لماماك…
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تواصل الحكومة السورية المؤقتة خطواتها لتشكيل إدارة جديدة. ورغم أن…
مع اقتراب الاجتماع الرابع والأخير للجنة تحديد الحد الأدنى للأجور في تركيا، يترقب الملايين من…
فاز اللاعب التركي الدولي، اردا جولار، نجم ريال مدريد، بجائزة أفضل لاعب شاب تحت 23…
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات بارزة عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في…
أعلن رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، عن انسحابه من…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.