هل تعاني الشعور بالتعب والإرهاق باستمرار رغم أنك لم تبذل قدراً كبيراً من المجهود؟ هل تشعر بالتعب كأنك جريت عدّة أميال أو هدمت جبلاً، وأنت في حقيقة الأمر لم تفعل أي شيء من هذا؟ هناك عدّة أسباب للتعب والإرهاق المستمر. التعرف على الأسباب يقصر طريق العثور على حل للتخلص من حالة الشعور المستمر بالتعب والإرهاق. نعددها هنا:
أسباب الشعور الدائم بالتعب والإرهاق
بعض الأسباب تتعلق بنظامك الغذائي، وبعضها متعلق بنمط نومك، والبعض الثالث مرتبط بنمط حياتك بأكملها، نعددها:
1- لا تحصل على ما يكفي حاجة جسدك من النوم
حصولك على القليل من النوم يمكن أن يؤثر سلباً في تركيزك وصحتك، فيجب أن يحصل البالغون على 7 أو 8 ساعات من النوم كل ليلة. يسبب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الشعور المستمر بالتعب والإجهاد وعدم القدرة على التركيز أو بذل الجهد البدني أو الذهني. للتغلب على هذا السبب، يجب أن تجعل النوم من الأولويات التي توليها العناية والاهتمام في حياتك، وأن تحافظ على عدد منتظم من ساعات النوم، وأن تحظر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وأجهزة التلفزيون في غرفة نومك، لأنها تسبب الأرق. وإذا كنت تواجه مشكلة في النوم أو تعاني الأرق، فيجب الحصول على مساعدة طبية، لتشخيص المشكلة بدقة ووضع علاج لها.
2- توقُّف التنفس في أثناء النوم
بعض الناس يعتقدون أنهم يحصلون على قدر كافٍ من النوم، وينامون الساعات الثماني الموصى بها كل ليلة. إلا أنَّ توقُّف التنفس في أثناء النوم يُعيق حصول الجسم على احتياجاته من النوم، فكل توقف في التنفس فترة وجيزة في أثناء الليل يوقظك لحظة. حتى وإن لم تشعر بهذا أو تكن على علم به، فلا يحصل الجسم على احتياجه من النوم رغم قضائك 8 ساعات من الليل نائماً. للتغلب على هذا، يجب إنقاص الوزن إذا كنت تعاني زيادة فيه، والإقلاع عن التدخين، والحصول على الطريقة المناسبة لجعل الممرات الهوائية مفتوحة في أثناء النوم.
3- كمية غير كافية من الطعام
تناول القليل من الطعام يسبب الشعور المستمر بالتعب والإجهاد، ولكنَّ تناول كثير من الأطعمة الخاطئة لا يحلّ المشكلة. فعلاج التعب والإجهاد الناتج عن قلة الطعام يكون بالحصول على نظام غذائي متوازن يساعد في الحفاظ على نسبة السكر بالدم في معدلاتها الطبيعية، ويمنع الشعور بالهبوط الناتج عن انخفاض معدل السكر بالدم. للتغلب على هذا السبب، يجب دائماً تناول وجبة الإفطار ومحاولة تضمين البروتين والكربوهيدرات المعقدة خلالها. فمثلاً، يمكن تناول البيض مع الخبز المحمص على الإفطار، كما يجب تناول وجبات صغيرة وخفيفة طوال اليوم، للحصول على الطاقة الدائمة.
4-الإصابة بالأنيميا/ فقر الدم
فقر الدم هو أحد الأسباب الرئيسية للشعور الدائم بالتعب والإرهاق، خاصةً لدى النساء. فيمكن أن يتسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية في نقص الحديد، وهو ما يُعرض النساء للخطر. وفقر الدم هو حالة لا يوجد فيها لديك ما يكفي من كريات الدم الحمراء السليمة لحمل الأكسجين الكافي إلى أنسجة الجسم، فتشعر بالإعياء والضعف. لعلاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، يمكن أن يتم تناول مُكملات الحديد وتناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الخالية من الدهون والكبد والمحار والفاصوليا.
5- الاكتئاب
قد تتخيل أن الاكتئاب اضطراب عاطفي فقط، لكن عليك أن تعرف أنه يتسبب في كثير من الأعراض الجسدية أيضاً مثل الشعور المستمر بالتعب، والصداع، وفقدان الشهية. هذه الأعراض هي الأكثر شيوعاً، فإذا شعرت بالتعب والإرهاق المستمرَّين والممتدين لأكثر من بضعة أسابيع، فتجب استشارة الطبيب. للتغلب على الشعور بالتعب الذي يسببه الاكتئاب، يجب في البدء التعامل مع الاكتئاب بنجاح عن طريق المتابعة مع طبيب وتناول الأدوية اللازمة.
6- قصور الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة في قاعدة رقبتك تتحكم في عملية الأيض، وهي العملية المسؤولة عن السرعة التي يحول بها جسمك الطعام والشراب إلى طاقة. يستخدمها الجسم في أنشطته المختلفة، وعندما تكون الغدة غير نشطة فإن الأيض يصبح بطيئاً، وهو ما يُسمى بـ «قصور الغدة الدرقية«. في هذه الحالة، لا تنتج فيها الغدة الدرقية هرمونات معينة مهمة، وهو ما يُشعرك بالركود ويتسبب في زيادة الوزن. للتغلب على الشعور بالتعب الناتج عن قصور الغدة الدرقية يجب تحليل للدم، وإذا أكد الاختبار أن هرمونات الغدة الدرقية لديك منخفضة، تبدأ مع الطبيب العلاج المناسب.
7- الحصول على نسبة عالية من الكافيين
يساعد الحصول على نسبة معتدلة من الكافيين في إبقائك يقظاً ويزيد من تركيزك، ولكن الحصول على كثير من الكافيين بشكل مبالغ فيه يمكنه أن يتسبب في بعض المشكلات الصحية مثل زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وإثارة القلق. وتشير الأبحاث إلى أنه يتسبب أيضاً في شعور الناس الدائم بالتعب والإرهاق. للتغلب على هذا يجب أن تقلص تدريجياً الكميات التي تحصل عليها من الكافيين من خلال القهوة والشاي والشيكولاتة والمشروبات الغازية. لا تتوقف فجأة، لأن التوقف المفاجئ قد يتسبب في ظهور أعراض الانسحاب ويؤدي إلى مزيد من التعب والإرهاق.
8- التهاب المسالك البولية المختفي
إذا كنت عانيت من قبلُ التهاب المسالك البولية، فمن المحتمل أنك على دراية بالألم الحارق والشعور المستمر بالذهاب إلى دورة المياه، لكن العدوى لا تعلن عن نفسها دوماً بمثل هذه الأعراض الواضحة. ففي بعض الحالات يكون الشعور المستمر بالتعب والإجهاد هو العلامة الوحيدة على الإصابة بالعدوى، فعند الشك في أن التعب سببه الإصابة بالتهاب المسالك البولية، يمكن إجراء تحليل للبول، للتأكد من الإصابة بالعدوى من عدمها. عند تشخيص العدوى يتم علاجها ببعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، وعادة ما يتلاشى الشعور بالتعب خلال أسبوع من بدء الدواء.
9- الإصابة بمرض السكري
تكون لدى المصابين بـ «داء السكري» مستويات عالية من السكر بشكل غير طبيعي في مجرى الدم بدلاً من دخولها لخلايا الجسم، لتتحول إلى طاقة. والنتيجة هي النفاد المستمر لطاقة الجسم، على الرغم من وجود ما يكفي من الطعام، فإذا كنت تعاني التعب المستمر غير المسوَّغ، فعليك أن تسأل الطبيب عن اختبار مرض السكري. قد تشمل علاجات مرض السكري تغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي والانتظام في التمارين الرياضية، وعلاج الأنسولين، وأدوية أخرى لمساعدة الجسم على معالجة السكر.
10- الجفاف
يحدث الجفاف عندما تستخدم أو تفقد سوائل أكثر من التي تتناولها ولا يوجد ماء كافٍ أو سوائل أخرى كافية بجسدك لمساعدته في أداء وظائفه الطبيعية، وإذا لم تعوض السوائل المفقودة، فستصاب بالجفاف. أي شخص مُعرَّض للإصابة بالجفاف، ولكن لا تكون الحالة خطيرة إلا لدى الأطفال الصغار وكبار السن. سواء أكنت تعمل في مكتب أم تمارس التمرينات الرياضية، فإن جسمك يحتاج الماء، لكي يؤدي وظائفه بشكل جيد، إذا وصلت لدرجة العطش فأنت تعاني بالفعل الجفاف. للتغلب على الشعور بالتعب الذي يسببه الجفاف يجب شرب الماء طوال اليوم، حتى يصبح لون البول شفافاً، وإذا كنت تخطط لعمل نشاط بدني ما فتناول كوبين من الماء على الأقل قبل ساعة أو أكثر من المجهود.
11- أمراض القلب
عندما تصاب بالتعب الشديد بعد الأنشطة اليومية البسيطة التي تعتادها مثل التنظيف البسيط للمنزل أو إزالة الأعشاب الضارة من الحديقة، فإن هذا يمكن أن يكون مؤشراً على أن قلبك لم يعد يعمل بكفاءة. فإذا لاحظت أنه أصبح من الصعب بشكل متزايدٍ، الانتهاء من المهام التي كانت سهلة وبسيطة في وقت ما، فحاوِل أن تتحدث مع طبيبك لإجراء الفحوص التي تطمئنك على صحة قلبك. إذا ثبت من الفحوص أن هناك اضطراباً ما في القلب، فيجب إدخال تغييرات في نمط الحياة، وتناول الأدوية وعمل الإجراءات العلاجية، للسيطرة على أمراض القلب واستعادة طاقتك.
12- حساسية الطعام
بعض الأطباء يعتقدون أن الحساسية الخفية لبعض أنواع الطعام يمكن أن تجعلك تشعر بالنعاس. وحساسية الطعام هي رد فعل من جهاز المناعة يحدث مباشرة بعد تناول طعام معين، بأي كمية، حتى وإن كانت صغيرة. فإذا ازداد التعب بعد تناول الوجبات، فقد تكون لديك حساسية تجاه نوع من الأطعمة التي تناولتها خلال وجبتك الغذائية. الشعور بالتعب والنعاس والدوار الذي يصل إلى حد الإغماء من الأعراض أيضاً، إلى جانب الحكة. يمكن التغلب على هذا بمحاولة التخلص من الأطعمة التي تشك في أن لديك حساسية منها، وربما تسأل طبيبك عن إجراء اختبار الحساسية الغذائية.
13- الإصابة بمتلازمة التعب المزمن
إذا استمر الشعور بالتعب أكثر من 6 أشهر، وكان شديداً لدرجة أنك لا تستطيع القيام بأنشطتك اليومية، فمن المحتمل أن تكون مصاباً بمتلازمة التعب المزمن. وهي اضطراب معقد يتميز بالتعب الشديد الذي لا يمكن تفسيره بأي حالة طبية كامنة، ويمكن أن يزداد التعب بممارسة نشاط بدني أو ذهني، ولا يتحسن بالحصول على قسط من الراحة. إذا تم التشخيص بأن سبب التعب والإرهاق المستمرَّين هو متلازمة التعب المزمن، فلا يوجد حل سريع للتغلب على عليها. لكن هناك تعديلات يجب أن تبدأها في نمط حياتك، فتحرص على تعلُّم عادات أفضل للنوم، وبدء نظام غذائي صحي، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية.
14- التعب البسيط
إذا كنت تعاني استمرار التعب البسيط غير المرتبط بأي حالة طبية، فقد تكون المواظبة على ممارسة الرياضة هي الحل. تشير الأبحاث إلى أن البالغين الأصحاء والمتعبين يمكنهم الحصول على زيادة كبيرة في الطاقة من خلال برنامج رياضي متواضع، فركوب دراجة ثابتة مدة 20 دقيقة بوتيرة خفيفة، 3 مرات فقط أسبوعياً، يكون كافياً لمحاربة التعب